أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي4














المزيد.....

التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي4


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الإصلاح الذي يتوخى مجتمعا بديلا ويتموقع في أفق بديل يتطلب أن «تكون المنظومة التربوية والتعليمية في اتجاه معاكس لجاذبية الموروث المتجاوز بكل أبعاده بما في ذلك الثقافية والبيداغوجية، مما يفرض الإبداع المتواصل من حيث تمثل المبادئ والقيم والمرتكزات وأجرأتها وتفعيلها. إذ عليها أن تتخلص من جاذبيتها الضاغطة لدورها الطبيعي المحافظ ...» (10)، وعليه فإن الإشكال يصبح أعقد، على اعتبار أن ابتعاد الفكر الفقهي – بهذا المعنى – عن واقع مجتمعنا الموضوعي في شقيه الثابت والمتحول، يعد من أهم المعضلات التي نعاني من التخبط فيها كمجتمع متطلع لنمط من التفكير بشكل مغاير لما عرفه التفكير الإسلامي من أنماط لم تعد في جزء كبير منها صالحة لتأطير وتنظيم العلاقات القائمة في الحاضر، وهو ما يملي علينا الانكباب على إيجاد صيغ مفضية إلى نوع من التجديد على مستوى المنهج الفقهي، بهدف فسح المجال للموضوعات الحياتية الجديدة، وبغرض التحرر من الموضوعات الميتة، التي لم تكن تمثل سوى حاجات الماضي، دون القدرة على الثبات لتمثيلية حاجات الحاضر وتحديات المستقبل، وهو التجديد الذي ينبغي أن يقوم - بالضرورة – على العلاقة التفاعلية القائمة بين تطور مختلف أصناف المعارف والخبرات البشرية وبين تجديد الفقه وتطويره، وهو ما يفيد كذلك بأن مجال الفقه هو أوسع من دائرة اختصاص الفقهاء.
من هذه المنطلقات يمكن الوصول إلى نتيجة أن علينا تجاوز منطق تقديس الموروث تقديسا يتعدى جميع حدود الاعتدال إلى درجة الخوف من إعادة النظر في القضايا والمسائل ذات الارتباط بالحياة اليومية، كما علينا القيام بتبني التصور المتقدم الضابط للعلاقة بين الزمن وحياة هذا الشعب المغربي من جهة، والناظم لإيقاعات هذه الحياة التي نحياها والمطالب المادية والرمزية المتمثلة في الثقافة والتربية والتكوين من جهة أخرى.
على أنه لا ينبغي أن ننسى بأن هناك علاقة جدلية بين ما يمكن التوصل إليه من عناصر القوة الدافعة في اتجاه التجديد والتطوير في مجال المعارف والخبرات، أو لنقل في مضمار الثقافة ككل من ناحية، وبين ما يمكن اعتماده كمرتكزات بيداغوجية بمضامينها وطرقها وأدواتها ووسائلها المختلفة بالمنظومة التربوية التعليمية من ناحية أخرى، إذ المنظومة التربوية لأي بلد تكون موسومة بعناصر التقدم أو التخلف بمقدار ما يتسم به الوضع المجتمعي بشكل عام، ويتخذ الاختلاف فيها بين النظريات التربوية الأبعاد النظرية والعلمية التي تسم فكر كل صاحب نظرية أو طريقة في التربية والتكوين، وهو ما حدا بنا إلى الحديث أعلاه عن طبيعة وشكل الاختلاف القائم بين كل من الغزالي وابن خلدون، من حيث رؤيتهم للتربية والتنشئة.
ومن هذا الموقع يمكن اعتبار تبني الاتجاهات الحديثة في التربية هو شكل من أشكال التعبير الجزئي عن الحركة الإصلاحية وعن أسسها الفكرية والثقافية، وهي – في نظرنا – أداة صالحة لتحديث المجتمع المغربي على أسس من العقلانية والإنسانية والعلمية، وذلك لأن « الثقافة والتربية تشكلان محورا من المحاور الجوهرية التي تحدد المواقف والاتجاهات السلوكية والذهنية للشعوب عامة، وللمفكرين على وجه الخصوص » (11).
لقد كان قطاع التربية والتعليم بالمغرب إلى حين قريب، موسوما بكل أنواع النعوت السلبية الممكن الاتصاف بها من طرف المنظومات التربوية التي لم تحض بالعناية من طرف مجتمعاتها، بحيث إن نوعيات ومحتويات التلقين والتدريس والتقويم لم تعمل على تغيير عقلية المواطن وإعادة تشكيلها، كما أنها لم تقم بدور تحرير المواطن من عناصر التواكل والتلقي والخنوع، بل الواقع يطرح مشكل الفصل بشكل تام بين ما يتم اكتسابه في المؤسسات التعليمية وبين ما هو موجود في الواقع اليومي للمتعلم من مؤسسات أخرى تضطلع بأدوار ذات تأثيرات موازية على الناشئة المغربية برمتها، والأكثر من ذلك أن التعليم في المستويين الأساسي والثانوي ظل متسما بـ«انغلاق في مجال التخصص الضيق للمادة الدراسية .. وقطائع حتمية بين كل مستوى دراسي والمستوى اللاحق ثم بين كل مادة وأخرى» (12).
وبالرغم من الوضع السيئ الذي تعاني منه المنظومة التربوية، وبالرغم من الدرجات العالية في التعبير عن نسب العجز في حل المعضلات المرتبطة بالتربية والتكوين، فإن البعض وبـ"مبررات" الهوية والخصوصية تجده مستعيضا من الأنساق التعليمية في "الغرب"، ورافضا رفضا قاطعا لمواكبة التحولات الجذرية التي يعرفها حقل التربية في ارتباط بالمعرفة العلمية والإنسانية، حيث تم تحويل المؤسسة التعليمية إلى فضاء متميز حاضن لعمليات تفجير واستثمار القدرات العقلية لدى المتعلمين، وتأطيرهم وتوجيههم ومساعدتهم على التفكير لوحدهم، بدل الانغراس في البحث عن ترويضهم داخل أنساق غير منتجة بالمرة.
لذلك، فالأمر يتعلق ببون شاسع بين ما يحصل في العالم من تحولات كبرى على مستوى أنظمة التربية والتعليم، وبين ما يتم اعتماده في المدرسة المغربية، وهو ما يحدونا إلى أن نزرع روح الأمل، ونتوسم في الإصلاح الذي يطال المنظومة التربوية المغربية منذ بداية هذه الألفية الثالثة في أن يعمل على إعادة الاعتبار لدور المؤسسة التعليمية من جهة، ويعيد النظر في تصورنا للأجيال الصاعدة من جهة أخرى، مع الاحتفاظ بالمسافة النقدية اللازمة.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- العقيدة الأشعرية ومفهوم الإرادة الإنسانية
- أهمية إجراء دراسات مقارنة بين المذاهب المختلفة
- ضريبة اختيار الدعوة إلى التجديد والانفتاح
- التجديد الفقهي ومنافع الحرية والاختلاف في المرجعية والاجتهاد
- التشريع بين:التنميط والتجديد
- -الخلاص- في التجديد لا في التنديد
- الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض
- علاقة الإيمان بالله بمفاهيم العلم والاجتماع
- الجبر والاختيار
- مادة التربية الإسلامية
- منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي
- بعض العوامل المؤدية إلى إنماء شروط الغلو والتطرف
- المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي
- السياسة فعل يهدف التقرب إلى معاني الصلاح
- المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المج ...
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي4