مصطفى الهود
الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 01:09
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لا يختلف أحد على إن الصورة الفوتوغرافية أو المتحركة (الفيديو) أصبح لها تأثيرا واضحا في أذهان وعقول المتابعين وهي الأكثر انتشارا الان من الكلمة المكتوبة التي تغفوا بين طيات الكتب . لذلك نلاحظ بأن أغلب الناشرين قد استعانوا بمواقع التواصل الاجتماعي بالصورة ذات الصلة بالموضوع المكتوب عنده لجذب المتلقي بسهولة وللاطلاع على ما هو منشور كون التأثير يبدأ بالعين قبل أي حاسة أخرى .
نلاحظ على سبيل المثال الفيديو الذي ينشر تجد نسبة المشاهدة واضحة وقد تكون كبيرة مقارنة بما يكتب فقط من دون صورة والسبب إن المشاهد أو المتلقي غير مستعد على أن يتعب ذهنه بالقراءة ويستعين بالنظر فقط مبتعدا عن إشغال الذهن لانها طريقة سهلة وغير مجهدة كذلك فان للصورة قوة جذب أكبر من الكلمة وهنا يأتي الجانب الأخطر وهو عملية تسويق الكلمة المنبوذة بالمجتمع أو المعيبة لأنها تدخل الى عقول الناس ومنهم الأطفال وكلنا نلاحظ كيف يقلدوا ما يرونه من التلفاز أو مواقع التواصل بالأخص دون أن يعرفوا معناها فهم يرددوا مايسمعونه مثل الببغاء وهذا ما يحدث وخاصة في الأعمال الدرامية التلفزيونية .
لاحظت على قناة دجلة الفضائية برنامج (ولاية بطيخ) الذي ساهم بشكل كبير في نشر العبثية وضياع القيم الإنسانية الصحيحة التي تربى عليها المجتمع وقد ظهر نوع من الكلام المعروف ب( التحشيشات ) وهي طريقة الإلقاء الجديدة مع الحركات الجسدية البهلوانية وطرح المفردات المتداولة في الأسواق والشوارع التي تفتقر الى الذوق العام من أجل إضحاك المشاهد حتى ولو بطريقة سلبية تنتقص من حق الآخرين وهذه التسويفات جعلت الكلمة المنبوذة والمنحطة تأخذ صداها بشكل كبير ونلاحظ في السينما المصرية الفنان محمد سعد على سبيل المثال كيف يتكلم وكيف ضيع اللغة وقيمتها الحقيقة وكل هذه المعيبات تصدر الى الجيل الحالي من جهالة وتغييب الذوق العام ونشر كل ما هو معيب ولا يتقبله المجتمع ولكننا أصبحنا نتقبله بدون أي انزعاج أو دهشة ونظهره للناس بكل وقاحة وجرأة لذلك أدعو البقية الباقية للمساهمة في إيقاف هذه البرامج التي تُساهم في تجهيل المجتمع وتغير نظرته وسلوكه العام كي نعود إلى تلك المفاهيم التي تربينا عليها من قبل أن يضيع جمال الكلمة والأصول القيمة التي كانت معروفة كجزء من ماضينا الأصيل .
#مصطفى_الهود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟