أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (2).















المزيد.....

وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (2).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تختلف الأهداف المركزية التي تأسس حزب العدالة والتنمية من أجل تحقيقها عن تلك التي تؤسس لوجود باقي الأحزاب المغربية : يسارية ، اشتراكية ، ليبرالية ، محافظة . فإذا كانت هذه المجموعة الأخيرة تحصر وجودها في خدمة مصلحة الشعب وتتنافس فيما بينها على صيانة كرامته وضمان شروط عيشه الكريم ، فإن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى إقامة "دولة الخلافة" وتطبيق الشريعة وفق ما تحدده إستراتيجية التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ، والتي تضمنتها رسالة مرشده العام لإخوان المغرب كالتالي (هذه رسالة لإخواننا في المغرب ، وهي الرسالة الثالثة التي يأفل بها هذا العقد وهي خطة عمل ننهي بها القرن العشرين ونبدأ بها قرنا جديدا يكون فيه التمكين بإذن الله تعالى ، وبهذه الخطة سيتحول فيها إخواننا في المغرب من مرحلة الاستضعاف والصبر السلبي إلى مرحلة القوة والصبر الإيجابي ليفتح الله لهم حكم بلادهم فيكونوا درعا للإخوان وحكومة من حكومات دولة الخلافة المنشودة لترفع راية الإسلام خفاقة من المشرق إلى المغرب وتكون كلمة الله هي العليا). فـ"التمكين" كهدف مركزي وإستراتيجي لدى الإخوان لن يتحقق بين عشية وضحايا ، إذا لا بد من وضع خطط متدرجة وتكتيكات محددة تضمن التقدم في إنجاز الإستراتيجية باختراق الدولة والتغلغل في مفاصلها . لأجل هذا سيستعمل الحزب ما استطاع من الوسائل لبلوغ الهدف بما فيها استغلال الدين في الصراع السياسي والتغرير بالناخبين عبر التظاهر بالتقوى والتدين وتوزيع الوعود المزيفة.
وعود البرنامج الانتخابي 2011.
حمل البرنامج الانتخابي سنة 2011 لحزب العدالة والتنمية جملة من الوعود والالتزامات المُغرية ، مستغلا الأجواء العامة التي أفرزتها الحركات الاحتجاجية المرتبطة بما كان يسمى زورا "الربيع العربي" ، حيث قدم الحزب نفسه كقوة سياسية تملك كل الحلول لما يعانيه الشعب المغربي من مشاكل مادية واجتماعية. هكذا أعلن الحزب في برنامجه الانتخابي لعام 2011 مالي:"إن تصورنا في حزب العدالة والتنمية للمجتمع المنشود يقوم على التطلع إلى بناء مجتمع متوازن ومستقر ومتضامن ومزدهر، قوامه طبقة وسطى واسعة مع نظام تضامني يحقق العيش الكريم لفقرائه ويوفر الأمان وشروط الفعالية والمسؤولية الاجتماعية لأغنيائه". وقد بشّر الحزب ، عبر برنامجه، بسلسلة من الأهداف المغرية بمجرد تصدره للانتخابات وقيادته للحكومة "إن حزب العدالة والتنمية وهو يخوض الاستحقاقات الانتخابية بعزم وتصميم على كسبها، يتقدم للشعب المغربي بمقاربة جديدة ترتكز على ثالث خيارات:
 جعل الدولة في خدمة المواطن والتأكيد على مركزية الإنسان باعتباره محورا وهدفا لبرامج التنمية.
إطلاق المبادرة وتحرير طاقات الإنسان المغربي في التنافس والإنتاج والقطع مع اقتصاد الريع والاحتكار.
إرساء نظام فعال في التضامن والتوازن الاجتماعي وتصحيح الفوارق والعدالة في توزيع الثروة".
عوامل عديدة لعبت لفائدة البيجيدي ومكّنته من تصدر نتائج الانتخابات ، ويأتي في مقدمتها العزوف الواسع عن المشاركة في التصويت وسط الشباب ؛ وهو نفس العامل الذي استغلته تنظيمات الإسلام السياسي في كل من تونس ومصر . فالشباب الذين قادوا الحراك السياسي ، بمن فيهم حركة 20 فبراير، لم تكن لهم أية إستراتيجية تمكنهم من الحفاظ على مكتسبات الحراك وحسن استثمارها في إفراز نخبة سياسية قادرة على إدارة الشأن العام بما يخدم الأهداف ومطالب الحراك في "الحرية والعدالة والكرامة الاجتماعية".مطالب رفعها الشباب وتخلوا عن الانخراط الفعال في تحقيقها ، بل تركوها فرصة للاستغلال من طرف الإسلاميين الذين ركبوا على الحراك ليستديروه نحو غايتهم الأساسية وهي "التمكين"، أي الهيمنة على الدولة والسلطة . لحسن الحظ أن الحراك إياه لم يؤد إلى فراغ في السلطة أو انهيار للدولة كما هو الشأن في تونس ومصر وليبيا ، بل ظل النظام الملكي طوق النجاة من أي انجراف أو انحراف حمى الوطن من التخريب والتدمير. وكما ركب البيجيدي على الحراك رغم أنه لم يشارك فيه ، بل قاومه ، استغل أيضا شعاراته ومقاربته السياسية ليكسب مزيدا من الأصوات الانتخابية (كثير من الناقمين على أحزابهم صوتوا لصالح مرشحي البيجيدي). هكذا سيتبنى الحزب ، شكليا ، شعارات الحراك موهما الجميع أنه مقتنع بها وحريص على تحقيقها : "إن السياسات المتبعة أدت إلى وضع المغرب على طريق القطيعة بين فقرائه وأغنيائه مع الإضعاف المتزايد للطبقة الوسطى، وما يؤدي إليه من انتشار للفساد والنهب والريع ومصادمة اختيارات المجتمع وهويته وتآكل القيم الإيجابية فيه، وهو مسار أفضى إلى إنتاج نظام تحكمي وصل إلى نهايته وأصبح عاجزا عن تمكين بلادنا من موقع ريادي بين الدول، ونعتقد أن إيقاف هذا المسار أصبح خيارا حتميا لا مفر منه لا سيما في ظل الربيع الديمقراطي". شعارات سطا عليها االبيجيدي وجعلها عنوان برنامجه الانتخابي لاستحقاقات 2011 وشعاره المركزي "من أجل مغرب جديد ، مغرب الحرية والكرامة والتنمية والعدالة". برنامج استهله بالهجوم على الحكومات السابقة وتبخيس عملها ، بل والتنكر لك جهودها: " رغم ما توفر للحكومة من إمكانات استثنائية فقد أخفقت في تحقيق التنمية الموعودة وفرطت في التوازنات الاقتصادية التي كلفت الشعب المغربي تضحيات كبيرة. هذا الإخفاق هو نتيجة طبيعية للاختلالات الحادة في مقاربة تدبير الشأن العام والقائمة على التحكم والريع والفساد". هذا هجوم مجاني على الحكومات التي سبقته إلى تدبير الشأن العام ومهدت له السبيل لاستغلال عدد من برامجها الاجتماعية والاقتصادية ومشاريعها الإصلاحية في قطاعات عدة (برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة لتلاميذ الابتدائي والإعدادي في العالم القروي والحضري ،الذي وضعته وزارة التعليم بتنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم والجمعية المغربية لدعم التمدرس ، والذي انطلق العمل به خلال شهر شتنبر 2008 ، نظامي التأمين الإجباري الأساسي عن المرض ، ونظام المساعدة الطبية "راميد" واللذين تم إحداثهما سنة 2002 ، وقد أجريت تجربة نموذجية بجهة تادلة بني ملال سنة 2008 ، ليتم تعميم نظام المساعدة الطبية سنة 2011 ، أي قبل تنصيب حكومة البيجيدي).
يتبع ..



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (1).
- تغوّل خوانجية تونس درْس للمغاربة.
- حقوق الإنسان صارت أداة لاستهداف سيادة الدول.
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (3/3).
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (2/3).
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (1/3).
- محاربة الفساد شرط لمصداقية الانتخابات .
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (6).
- أخرجوهم من مؤسساتكم إنهم قوم مُفسدون .
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (5).
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (4).
- إسبانيا الجار العدو الذي لا يُؤمَن مكره .
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (3).
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (2).
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (1).
- الاستثمار في الأزمات هي إستراتيجية البيجيدي .
- العثماني ووهم انتصار حماس.
- مخطط الجماعة للسطو على الذاكرة وتقويض جهود الدولة.
- تحديات النجاح الأمني للمغرب في محاربة الإرهاب .
- تشريعات لازالت تسمو على الدستور.


المزيد.....




- الرجل الأسطورة متحدثا عن أغلى أمنياته: -لو عشت مرة أخرى لكنت ...
- جيش الاحتلال يجند 3 آلاف شخص من يهود الحريديم
- تأثر مارتن لوثر بالإسلام.. تمرد على الكنيسة والثالوث ورفض ال ...
- إسرائيل.. أوامر فورية للجيش بتجنيد 3 آلاف شخص من يهود -الحري ...
- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (2).