أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - الصراع الصعب














المزيد.....

الصراع الصعب


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 02:29
المحور: المجتمع المدني
    


قرأت اليوم مقالة قصيرة كتبها احد الاصدقاء المقربين والذين اعرفهم حق المعرفة و اعرف سيرتهم الاجتماعية و كذلك الوظيفية التي تعكس كل فضائل الاخلاق و التميز والسيرة الحسنة و احترام العلم و العلماء و الارتقاء بمكارم الاخلاق وهذه ليست سيرة منفردة بل هي سيرة اتسم بها المجتمع العراقي الذي كانت عوائل مجتمعنا تسعى الى اكتساب الصفات و الخصال الجيدة و الحميدة التي يحملها العراقي ويشهد لها و بها كل من قابل عراقيا في الداخل و الخارج. وكانت المقالة فاتحة لهاجس يتم تداوله ومناقشته كثيرا هذه الايام العسيرة على العراقيين وقد ورد في المقالة ما يلي :
[ سافر ولا تتردد.. انقذ ما تبقى من سنين عمرك المهدور .. سافر وسترى شعوباً غيرنا .. وستفهم معنى الإنسانية والحياة.. ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم ولا أعرَقهم، وستكتشف أن بلادك صفراء وليست خضراء..
وستعلم أننا اصبحنا عبئ على البشرية وعلى الحضارة..
وستكتشف أنك تعيش وسط ذهنيات متحجرة و مجتمع يسبح في النفاق و مليء بالتناقضات و الخرافات والخزعبلات والأساطير الخيالية..
عندما تسافر .. ستتأكد أن لا وقت ولا طاقة ولا رغبة للغرب في التآمر علينا.. انما همهم مواردنا الاقتصادية و ثرواتنا الطبيعية واننا نحن من نتآمر على بعضنا بسبب الأنانية و النفاق وتفضيل حب الذات على حساب الغير.
عندما تسافر .. ستستغرب لطف سائق التاكسي والشرطي وعامل المطار أو حتى نادل القهوة. نعم هم يسعون لكسب المال .. لكن بكل جد وإخلاص وليس بالنصب و السرقة و الاحتيال (وإن كانوا لا يخلو) لكن ليسوا بطامعين في نهب مالك أو الرشوة ، ذلك فقط دورهم الحقيقي في الحياة ..
ستتبادل الأقداح مع رجل غريب في مطعم أو مقهى وتتبادل الابتسامات مع امرأة حسناء في الشارع دون أن تنظر إليك على انك مهووس جنسي او أي شكل من الأشكال التي ينظر بها مجتمعنا نحو النساء و الغرباء سينظرون اليك على انك إنسان فقط ولا يهمهم غير ذلك منك طالما كان سلوكك كانسان طبيعي ..
ستتعلم احترام غيرك لتنال احترامه. وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك.
سوف تشتاق للأهل والأصدقاء والكثير من الأشياء، لكن تتمنى أن لا تعود يوماً لتواجه الانحرافات من جديد. وإن عدت ، فستكون عائد زائر غريب أو ستكون ميت لا محالة. فلا تلوم من سافر او هاجر وترك وطنه.. فلو كان وطناً وشعباً بحق ما تركه.]
انتهت المقالة
لقد اثارت هذه المقالة في نفسي الكثير من المداخلات و المتناقضات بين التأييد و عدم التأييد فالوطن غالي و السعي لبنائه و تطويره واصلاحه واجب وطني وحتمي على ابناءه ، لكن ان تحاور نفسك وانت في الوقت الضائع فهذا امر لا فائدة منه.
وقد تعجز الكلمات عن وصف المشاعر حين تنوي ان تسافر وانت مقتنع انه الحل الأخير ، وقد انتزع منك غدرا وقسرا تاريخ عشرات السنين وضعت فيها جل عطاءك وتعاونك و اخلاصك وخبراتك وتعبك في التعلم والتعليم والدراسة والتدريب وصنع القرار كل هذا واكثر منه لما كانت علاقاتك واصدقائك واحباءك وزملاءك و اكثر ايضا من ذلك بكثير . كل ذلك تركته خلفك ليعبث به الفاشلون الاغبياء الغدارون ليحرقوا ويمزقوا ويسرقوا كل شيء ثم جلسوا على انقاض ما دمروا مرتدين قمصانا بيضاء وراكبين افخم السيارات محاطين بالحمايات و الأسلحة ضنا منهم ان ارتداء القميص الابيض سيبيض وجوههم الكالحة وقلوبهم السوداء وانهم اصبحوا أناس ذو قيمة حسب معتقداتهم المريضة وفهمهم الاعوج للمسؤولية ...
قطار العمر لا يقف الا في محطات الموت لقد مضى قطار العمر و بدأت محطات الرحيل تستقبل اجيالنا التي اصبحت غير قادرة الا على الفرجة و الالم و الحزن والتندر بينما كنا نسابق الزمن في انجاز اعمالنا لخدمة وطننا و شعبنا .. قالو اهل زمان ان الشباب دوما ما يتحدثون عن المستقبل ، لأن لا ماضٍ لهم ، بينما يتحدث المسنين عن الماضي لأن لم يبق لهم مستقبل كما كان لهم أيام الشباب . من المؤسف ان نرى العراق مدمرا في كل مرافق الحياة والى ما وصل اليه من تخلف في زمن الفاسدين و الفاشلين حتى صار الوطن بهم خلف التخلف بكثير .
لذلك ولتريح نظرك و يهدأ قلبك وتسعد بما اتاحه القدر لك من عيش كريم فالقول الحق هو ... سافر ... سافر لتنعم براحة البال التي فقدتها في ارضك . فالأثاث الفاخر والبناء الحديث والمكيفات والسيارة احدث موديل لن تعوض الألم و الحزن الذي سيصيبك عندما تخرج من بيتك وتقع عينيك على الخراب الشامل في المجتمع العراقي من الشارع الى السوق الى خراب اخلاق الناس و الغدر و فقدان الحس بالأمن . وفوق هذا كله لن تجد الخدمات العامة فقد انتهت ولا امل بعودتها واذا تفاءلنا فأن اقرب تفاؤل حقيقي لأي مشروع خدمي سنجده على ارض الواقع بعد ما لا يقل عن خمس سنوات قادمة وهذا ما لا نملكه مع اقدار الرحمن .. او عليك توفير الخدمات العامة لنفسك بجهودك واموالك الخاصة اذا كنت ميسور الحال .
اذن النصيحة الحق . سافر . وشكرا للكاتب على هذا المقال ... تحياتي .



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر وحكاية مُرة
- هل الحكومة العراقية قادرة على بناء دولة
- الجيش العراقي و السيادة الوطنية
- شكرا مصر
- حول زيارة بابا الفاتيكان للعراق
- تشابيه
- جسر الطابقين في بغداد
- قاع الفساد
- هل العراق بلد اسلامي ، انه تساؤل فقط
- الانتخابات الامريكية ، أكذوبة صادقة
- تساؤلات عن تظاهرات العراق
- محركات ماكنات الاعلام
- قبل ان يصبح طائفيا
- من مذكرات حمار الغابة
- بلا قشور ... ما فوق وتحت الطاولة
- واقع الوطنية عند السياسين
- الاختيار الصعب
- اتفاق الامارات و اسرائيل - غريب امور عجيب قضية
- حوار بين جيلين
- (الدين و المذهب) أم (الأنتماء و الأعتناق)


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - الصراع الصعب