أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - شفرة مقتدى الصدر














المزيد.....

شفرة مقتدى الصدر


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 23:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلب السيد مقتدى الصدر الطاولة السياسية حين أعلن عدم مشاركة تياره بالانتخابات النيابيّة المزمع عقدها في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، معلناً عدم دعمه أيّ حزب، بل أنه غسل يديه من الحكومة المقبلة والحكومة الحالية، متبرّءًا من بعض الذين يدعون الانتساب إلى "آل الصدر". وبرر خطوته غير المسبوقة بأنه سيبقى بعيداً عن الانتخابات القادمة، معتبراً أن الوطن أهم من كل ذلك. ورأى الصدر في خطاب مدته خمس دقائق أن "الجميع إما قاصر أو مقصّر والكل يتبجّح بالفساد، والكل تحت طائلة الحساب".
وجاء هذا القرار المفاجئ بعد حريق مستشفى الحسين في مدينة الناصرية، الذي بلغ عدد ضحاياه أكثر من 100 بين قتيل وجريح، وهو الحريق الثاني بعد حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد الذي أودى بحياة 82 شخصاً.
جدير بالذكر أن الصدر يحظى بشعبية واسعة في الوسط الشيعي، وهو مساهم في الحشد الشعبي بسرايا السلام. وعلى الرغم من أن مصطفى الكاظمي أطلق عليه لقب "سيد المقاومة" إلا أنه حذّره بشدة إن لم يتخذ الإجراءات اللازمة بشأن الحريق وإعلان نتائج التحقيق بسرعة.
وكان عدد من النواب، بمن فيهم نائب رئيس البرلمان الحالي حسن الكعبي، أعلن الانسحاب من المشاركة في الانتخابات المقبلة، كما قام عدد من أنصاره بإحراق البطاقة الانتخابية أمام عدسة الكاميرا تنفيذاً لقرار الصدر، المعروف بولاء تياره المطلق له وانضباطه العام.
ومن الطبيعي أن تنسحب قوى أخرى من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها بعد انسحاب أكبر تيار سياسي في العراق، وهو ما فعله الحزب الشيوعي العراقي الذي تحالف معه في إطار قائمة "سائرون"، وحاز على مقعدين في انتخابات العام 2018 في حين نال التيار 52 مقعداً.
وتُعدُ مقاطعة تيار الصدر ضربةً كبيرةً لمطلب الانتخابات المبكرة، إذ من المحتمل أن يتم تأجيلها إلى العام 2022 وهو موعدها المقرر. فقد أربك الصدر المشهد السياسي وزاد من تعقيداته، فبعد الانتقادات الشديدة لكامل الطبقة السياسية من جانب حركة تشرين الاحتجاجية العام 2019 بكونها غير كفوءة وفاسدة، راهنت على قانون انتخابي جديد تستطيع بموجبه إحداث تغيير في إطار الدوائر الانتخابية "المصغّرة" وإلغاء التصويت على أساس القوائم لصالح منح الأصوات للمرشحين الأفراد.
الصدر بعفويته وقراراته غير المطروقة يخرج عن المألوف بمفاجأته لحلفائه قبل خصومه، إلى درجة يجعلهم في حيرة من أمرهم. ويعود ذلك إلى قراره وحده والتزام تياره "الحرفيّ" به. فهل يستمر في قراره أم أنه يمكن أن يقلب ظهر المجن مرة أخرى؟ وهو أمر لا أحد يستطيع التكهّن به. ومثل هذا الانطباع يظل سائداً في الشارع العراقي، على الرغم من وصول الأوضاع العامة في البلاد إلى حالة من انعدام الثقة بالجميع، قوى ومؤسسات وأجهزة، فلم يحصل أيّ تقدّم حقيقي، باستثناء هزيمة "داعش" العسكرية في نهاية العام 2017، في حين ظلت الأسباب السياسية والدينية التي أوجدته قائمة، وذلك بوجود حاضنة اجتماعية له.
وتحسب للصدر، على الرغم من الانتقالات السريعة في مواقفه السياسية، ثلاث ثوابت أساسية، أولها: تمسكّه بعروبته وتأكيده على الهوّية العراقية، وثانيها عدائه للاحتلال الأمريكي، بل مقاومته له، وثالثها، استمرار تنديده بالنظام السابق. لكن هذه وتلك لا تشكّل مشروعاً سياسياً قادراً على التغيير.
وكنتُ قد سألته قبل نحو عقد من الزمن وعقب الانسحاب الأمريكي من العراق 3 أسئلة وهي: "ما هي فلسفة التيار، وبمَ يختلف عن الجماعات الإسلامية الأخرى؟ وما هو موقفه من الشيوعية والشيوعيين؟ وما هي نظرته إزاء الدولة ومرجعياتها.
وكانت الإجابات عموميّة مثل الغالبية الساحقة من القوى السياسية التي تأسست بعيد الإحتلال أو قبيله، وهذا يعني غياب مشروع سياسي تغييريّ شامل بتحالفات وتدرجيّة وتراكم للإنجاز. أما طريقة اتخاذ القرار فهي نفسها في الأحزاب القائمة في العراق، عربية كانت أم كردية أو غيرها، إذ غالباً ما يكون رأي الشخص الأول سائداً ويخضع له الجميع، حتى لو سُمح للبعض بالمناقشة أحياناً. ولعل ذلك من تراث الحرب الباردة، واستلهاماً بكتاب لينين: ما العمل؟ الذي مضى عليه ما يزيد عن قرن ونحو عقدين من الزمن. وهو مرجعية للأحزاب الشمولية بقضها وقضيضها، الشيوعية والقومية والدينية.
فهل ستُجرى الانتخابات أم تُؤجل؟ وقد لا تُجرى في موعدها المحدد، فهل يعني هذا بقاء مصطفى الكاظمي في سدة الحكم في حال عدم إجراء الانتخابات. علماً بأن مهمته تتلخص في إجراء انتخابات مبّكرة خلال فترة انتقالية جرى تمديدها، فهل سيتم التمديد لفترة أخرى؟ وماذا لو جرت الانتخابات دون مشاركة الصدر؟ فكيف يمكن تشكيل حكومة عراقيّة في ظل معارضة شعبية ستكون كاسحة هذه المرة؟ وماذا عن التحالف الصدريّ مع الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ وهو ما أُعلن عنه في آخر زيارة للصدر إلى كردستان.
هذه الأسئلة تُشغل العراقيين مثلما تُشغل الإيرانيين والأمريكيين، وتولّد أسئلة أخرى بانتظار ما سيُقرره الصدر، فمن من سيتمكّن من حلّ لغز شيفرته الغامضة؟.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية والخريطة السياسية
- دمينو الشرق الأوسط: حرب المياه متى تنفجر؟
- سعدي يوسف: شاعر الدهشة الأولى والحداثة الثانية
- أفغانستان من الحرب إلى الحرب
- الانتخابات العراقية: خريطة التحالفات والتضاريس الوعرة
- سليم الحص: الضمير والكلمة
- الإعدام معنى ومبنى
- ليبيا ومسار برلين
- التصدّع بالهوّية العراقية الموّحدة ما زال سارياً/ مقابلة مع ...
- لبنان : الارتطام الكبير
- شغفي بالمرأة ينبع من رائحتها وابتسامتها وغنجها
- صداقة (الزمان) من لندن إلى بغداد
- لانتخابات.. الزائر الثقيل
- تهذيب السياسة
- بايدن - بوتين وألغام الحرب الباردة
- التنمية وفايروس التمييز
- العروبة والقومية
- تقارير التنمية الثقافيّة: وقفةُ مُراجَعة
- عن الإرهاب كظاهرة
- القدس قضية -القضية-


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - شفرة مقتدى الصدر