أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( 2 )















المزيد.....

التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم و أخطر تبعات انكسار الجيش العراقي بطريقة مُذِلة و مُهِينة في الكويت هي اندلاع انتفاضة عرب جنوب العراق و الأكراد في محافظات شمال العراق فأضاف صدام حسين دفعة جديدة و كبيرة من المجازر و المقابر الجماعية الى سجله الإجرامي , فقد سحق النظام الصدامي انتفاضة عرب محافظات جنوب العراق و ذلك بعد أن حصل صدام من أمريكا , التي تدعي دفاعها عن حقوق الأنسان , على الضوء الأخضر الذي بموجبه تحركت القوات العسكرية الأكثر ولاء لصدام حسين ألا و هي قوات الحرس الجمهوري الخاص التابع لجهاز ألأمن الخاص و معها قوات ساندة وشنت حرب ابادة ضد المحافظات المنتفضة في الجنوب العراقي ... و في نفس الوقت حذرت أمريكا صدام بضوء أحمر واضح لمنعه من مهاجمة المحافظات المنتفضة في الشمال العراقي .
أصبح لدى صدام في تلك الفترة خارطة جديدة للعراق فيها الخطوط الحمر الأمريكية التي من غير المسموح له تجاوزها و خطوط خضر يستطيع التحرك ضمنها و بشروط وضعتها له الإدارة الأمريكية و فيها تفاصيل افعل كذا و لا تفعل كذا , هذا مسموح لك و هذا غير مسموح لك .... و من أجل أن يبقى على كرسي الحكم وافق و نفذ صدام حسين كل الشروط و القيود التي وضعتها له الإدارة الأمريكية دون أي تحفظ ...!

لقد وفرت الحماية الجوية الأمريكية للمحافظات المنتفضة في شمال العراق التي غالبية سكانها من أكراد العراق الاستقرار و الانفصال النسبي عن باقي المحافظات العراقية و التي بدورها أدت الى نشوء تدريجي لكيان شبه منفصل عن العراق الذي أصبح الآن إقليم كوردستان ,

ما جرى من قمع وحشي للمحافظات المنتفضة في الجنوب العراقي على يد القوات الصدامية , و الحماية الأمريكية للمحافظات المنتفضة في الشمال العراقي شَكَلتْ عاملين أساسيين من بين عوامل عديدة أسْهَمَت و سَهَلت َاحتلال العراق من قبل أمريكا و حلفائها و أعوانها في نيسان 2003 و هذان العاملان هما :
اولا : وقوف سكان المحافظات المنتفضة في الشمال العراقي و الذي غالبيتهم من الأكراد مع مشروع احتلال العراق من قبل امريكا للتخلص من ظلم النظام الصدامي و خوفا من جرائم وحشية جديدة قد يرتكبها هذا النظام بحقهم مستقبلا .... فقد كان صدام بالنسبة لهم كابوسا لابد من التخلص منه بأي طريقة .
ثانيا : عدم استعداد عرب جنوب العراقي للدفاع عن بغداد التي كانت في نظرهم ليست عاصمة للعراق بل عاصمة النظام الصدامي الذي قمعهم بقسوة , لذلك اختار عرب جنوب العراق الوقوف على الحياد بانتظار نتيجة المعركة بين النظام الصدامي من جهة و المحتل الأمريكي و حلفائه و أعوانه من جهة أخرى .

في الفترة من 1991 لغاية 2003 كان العراق مستباحا من قبل فرق التفتيش التي تبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق حيث كانت هذه الفرق تدخل لأي مكان في العراق و في أي وقت تشاء للتفتيش , حتى مقر إقامة صدام حسين كان مُسْتباحا من قبل تلك الفرق التي كانت تابعة من الناحية الأسمية للأمم المتحدة و فعليا كانت تدار من قبل المخابرات المركزية الأمريكية و حليفها الموساد الإسرائيلي .
العراق قبل 2003 كان مستباحا بموجب قرارات الأمم المتحدة التي صدرت بعد غزو العراق للكويت تلك القرارات التي سمحت للطيران الأمريكي بالسيطرة على سماء العراق منطلقا من قاعدة انجرليك في تركيا و من القواعد الأمريكية في الخليج أو من حاملات الطائرات الأمريكية .
استمر صدام حسين بقيادة العراق من دمار الى دمار أقسى و أشد حتى انجز كل متطلبات سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي و بعدها هرب ليختبئ في حفرته التي اعدها لنفسه مسبقا ...!
من منجزات الاحتلال الأمريكي للعراق هو جعل العراق مفتوحا و مباحا لكل التدخلات الأجنبية حيث أصبح التدخل الأجنبي في العراق أكثر وضوحا و تنوعا فبالإضافة الى وجود احتلال مباشر للعراق من قبل القوات الأمريكية و حلفائها هنالك ايضا وجود حقيقي على الأرض العراقية لقوات تركية و تواجد مسلح لحزب العمال الكوردستاني التركي في شمال العراق و كان المال السعودي و القطري و الإماراتي يتدفق بشكل مستمر لنصرة المجاهدين الأسلامويين الذين تركوا الاستبداد الذي اذَلَهمْ في بلدانهم و جاءوا لتخليص العراق من المحتل ... !
منذ 2003 و لحد الآن , أكثر من اربعة الاف جهادي دخل العراق قادما من مدن التخلف الإسلاموي ليفجروا أجسادهم العفنة بين حشود العراقيين الأبرياء حيث قُتِلَ جراء تلك التفجيرات الانتحارية الإرهابية الآلاف و الآلاف من العراقيين الأبرياء .
الإدارة الأمريكية كانت سعيدة و هي ترى آلاف الجهاديين يُقْتَلون أو ينتحرون في العراق حيث اسموا تلك الخطة ب( عش الدبابير ) , الدبابير الجهادية تتجمع في العراق بعد أن أصبح ارض مناسبة لجهادهم الأسلاموي عند ذلك يكون تصفيتهم أسهل و أسرع ... يُقتَلْ مئات الاف العراقيين , هذا لا يُشَكِلُ أية مشكلة بالنسبة للإدارة الأمريكية و حلفائها ما دام ذلك يجعل اوطانهم أكثر أمنا ....!

في ظل كل هذه الظروف و التعقيدات في الداخل العراقي أصبح من غير المعقول وقوف إيران متفرجة على المشهد الدموي في العراق , ايران لديها حدود مع العراق طولها حوالي 1200 كم , الأخبار التي تصل طهران تشير الى أن الموساد الإسرائيلي بدأ يعزز وجوده المخابراتي في العراق و خصوصا في اقليم كوردستان , القوات الأمريكية باشرت ببناء قواعد دائمة لها مع منصات لها في العراق لأغراض العمل المخابراتي و بالأخص في اقليم كوردستان ايضا .
من البديهي أن القواعد الأمريكية بالقرب من حدود ايران مع العراق و منصات التجسس الأمريكية و الإسرائيلية المنصوبة فوق الجبال شمال العراق تشَكَل خطرا حقيقيا على أمن إيران القومي , لهذه الأسباب و اسباب أخرى و من اجل حماية نفسها و أمنها و تحقيق مصالحها زادت ايران مِنْ وتيرة تدخلها في الشأن العراقي و خصوصا في مجريات العملية السياسية الجارية في العراق تحت ظل الإرادة الأمريكية .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 1 )
- الأنظمة الديمقراطية ... هل هي حقا حكم الشعب .. ؟
- هل يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق ...؟
- ما هي طبيعة العلافة بين إقليم كوردستان و حكومة بغداد ..؟
- هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 8 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 7 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 6 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 4 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 3 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 2 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 1 )
- متى تتنحى أمريكا عن لعب دور شرطي العالم ...؟
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( 2 )