أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الحريف - حول ما يقع في فيدرالية اليسار الديمقراطي














المزيد.....

حول ما يقع في فيدرالية اليسار الديمقراطي


عبد الله الحريف

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 17:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




إن ما يقع، الآن، من تصدعات وتفكك وسط فيدرالية اليسار الديمقراطي، يتطلب، بعيدا عن التشفي والشماتة، القيام بتحليل عميق وموضوعي للمشروع الذي تحمله الفيدرالية وتتشارك فيه كل مكوناتها، رغم الاختلاف بينها في بعض التفاصيل. إن ذلك، في إعتقادي، قد يمكن من استخلاص الدروس المفيدة لقوى التغيير لصالح الشعب وعدم الاكتفاء بالدعوات العاطفية لتوحيد اليسار وتجاوز التشرذم وغيرها من النصائح التي، رغم كونها صادقة وتعبر عن طموح مشروع، فإنها لا تفيد كثيرا. ذلك أن الوحدة ليست هدفا، في حد ذاتها، بل هي تجميع للقوى لتحقيق مشروع واضح وقابل للإنجاز ويخدم مصلحة الشعب المغربي، وفي مقدمته الطبقة العاملة وعموم الكادحين.
لعل العنوان الأساسي لمشروع الفيدرالية ومختلف مكوناتها هو أن التغيير لصالح الشعب سيتم، أساسا، من خلال العمل في المؤسسات التمثيلية، وخاصة البرلمان بغرفتيه، وأن النضال من خارجها هو، بالأساس، للضغط على النظام لكي يقوم باصلاحات جزئية وأيضا لتحقيق مكاسب بسيطة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. ومن هنا تكتسي الانتخابات أهمية قصوى. وبالنتيجة ضرورة جمع أكبر عدد من القوى للحصول على أكبر عدد من المقاعد في المؤسسات التمثيلية. وبما أن الهدف هو الحصول على المقاعد، فإن التنافس بين قوى يجمعها، أساسا، هذا الهدف يصبح ضاريا ويؤدي، عاجلا أو آجلا، إلى الانقسام.
والحال أن حصيلة ستين سنة من الانتخابات المتعددة والبرلمانات المتنوعة والهيئات المحلية المختلفة كانت سلبية بالنسبة للأغلبية الساحقة من الشعب المغربي التي تأكدت، بشكل حسي أو واعي، بأن التغيير لصالحها مستحيل بواسطة هذه المؤسسات التمثيلية. ولذلك أصبحت تقاطعها، بشكل عارم( 80 في المئة، على الأقل، من الكتلة الناخبة). لقد سلكت أحزاب كبرى( حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثم حزب العدالة والتنمية) طريق التغيير بواسطة الانتخابات والمؤسسات، عن حسن نية أو لزرع الاوهام وسط الشعب، فكان ذلك وبالا عليها حيث تم اضعافها واختراقها من طرف المخزن وانقسامها ومخزنتها جزئيا أو إلى حد كبير. إن بناء الحزب “الاشتراكي” الكبير بهدف خوض الانتخابات والحصول على قوة وازنة داخل البرلمان لن يفيد الشعب المغربي في شيء في ظل الدستور الحالي الذي يضع السلطة الأساسية في يد الملك ويشرعن الاستبداد المخزني، بل من شأنه إضفاء بعض الشرعية على الديمقراطية المخزنية، ديمقراطية الواجهة، وبالتالي تقوية الاستبداد وإطلاق اليد للكتلة الطبقية السائدة لتصعيد استغلال الطبقة العاملة واضطهاد باقي الكادحين وتضييق الخناق على البرجوازية الصغرى والمتوسطة.
لذلك، فإن ما تعرفه الفيدرالية من انقسام هو، في العمق، تعبير عن مأزق مشروعها، أي رهانها على التغيير، أساسا، بواسطة المؤسسات التمثيلية.
فلا مستقبل لقوى التغيير لصالح الشعب إن لم تتوجه، بكل قواها وإمكانياتها، إلى الثمانين في المئة من الشعب التي تقاطع الانتخابات، وخاصة الطبقة العاملة باعتبارها الطبقة الأكثر ثورية والقادرة على توقيف عجلة الاقتصاد وباقي الكادحين باعتبارهم من أكبر المتضررين من الاستبداد والاضطهاد والقهر، لتوعيتهم وتنظيم صفوفهم وتوجيه نضالهم نحو التخلص من المخزن الذي يمثل أخطر عقبة أمام التغيير على طريق تحررهم من الكتلة الطبقية السائدة وسيدتها الامبريالية. وليس إضاعة الوقت للجري وراء الوهم وعلى حساب التواجد النضالي اليومي مع الجماهير الشعبية. في غياب ذلك، سيستمر الانقسام والتشرذم وسط قوى التغيير وستتفاقم عزلتها عن الشعب. وفي هذا الإطار، لا بد من تسجيل أن الواقع قد برهن ان الاشتغال بالتيارات عامل تشتيت وليس عامل توحيد كما يدعي المدافعون عنه.
إن التغيير لصالح الشعب، وفي مقدمته الطبقة العاملة وعموم الكادحين، سيرورة تتطلب، بالنسبة للنهج الديمقراطي، العمل، بحماس وبدن كلل أو ملل، من أجل التقدم في أربع سيرورات مترابطة:
-سيرورة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة التي يعتبر أنها حاسمة. ولذلك، يسعى النهج الديمقراطي إلى إحداث نقلة نوعية في هذا البناء من خلال الاعلان في مؤتمره المقبل عن ميلاده.
-سيرورة بناء وتنويع التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية، وفي مقدمتها العمالية والكادحة بشكل عام.
م.س.
-سيرورة بناء جبهة الطبقات الشعبية التي في مصلحتها تحرر بلادنا من هيمنة الامبريالية والكتلة الطبقية السائدة.
-سيرورة بناء أممية ماركسية.



#عبد_الله_الحريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختيارات الاقتصادية السائدة: تكريس للتبعية والهشاشة والافت ...
- النهج الديمقراطي: إستمرار وتطوير للحركة الماركسية-اللينينية ...
- موقف اليسار الماركسي المغربي من القضية الفلسطينية
- مداخلة في الندوة القرمية التي نظمتها جمعية “مناضلون بلا حدود ...
- قرائة في الإنتصارات التي تشهدها أمريكا اللاتينية ضد الهيمنة ...
- كلمة في إفتتاح اجتماع تنسيقية القمة الدولية للشعوب
- حول الدولة الاجتماعية
- نداء عالمي للإنسانية من أجل إيقاف النزاعات العسكرية و وضع حد ...
- البديل الاشتراكي هو الحل لأزمة الرأسمالية
- النظام الرأسمالي ما بعد الكورونا والأطروحات السديدة
- كورونا ومصير البشرية المشترك
- واقع اليسار في المغرب اليوم
- حوار حول التحضير للمؤتمر الوطني الخامس
- الرد الحاسم على الرأسمالية: بناء الأحزاب المستقلة للطبقة الع ...
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
- من أجل نقلة نوعية في سيرورة بناء حزب الطبقة العاملة وعموم ال ...
- لماذا بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة؟
- الحراكات الوطنية الشعبية ومهامنا
- النموذج الفلاحي الأمريكي
- في يوم الأرض


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الله الحريف - حول ما يقع في فيدرالية اليسار الديمقراطي