أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 4














المزيد.....

العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 4


عباس موسى الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ريتشارد كوك
ترجمة: عباس موسى الكعبي

في هذه الأثناء ، كانت تجري دراسات حيال إمكانية حدوث تقدم إضافي، في كل من مدينة شيملا Simla (الهند)، المقر الرئيسي للقوة الغازية ، وفي مدينة لندن. فقد تم مناقشة الأسباب التي دفعت إلى دراسة المزيد من التقدم منذ الهدنة، ولا يلزمنا تناولها بالتفصيل في هذا الكتاب. ربما كانت الاسباب الرئيسية التي تم قبولها هي، أولاً: التأثير السياسي الواضح على حالة الحرب العامة للحث على المزيد من التقدم المثمر؛ وثانيًا: النجاح الملحوظ الذي تم تحقيقه على ارض الواقع بواسطة قوات ليست من النخبة وذات كفاءة أقل وفي ظل ظروف صعبة، الامر الذي قد يضلل السلطات البريطانية ويدفعها للاعتقاد بأن القوات التركية التي يجري حشدها في معارك بلاد ما بين النهرين لن تكون أبدًا مهمة أو فعالة. وهذا الاعتقاد، إن كان موجودًا، سرعان ما تحطم بشدة على صخرة الواقع.

بحلول شهر آب/ أغسطس 1915 ، توصلت لندن وشيملا إلى اتفاق بشأن اعداد برنامج يتعلق ببلاد ما بين النهرين أكثر طموحا مما كان متوقعا قبل تسعة أشهر. إذ تقرر، كخطوة أولى، احتلال بلدة كوت العمارة، لما فيها من مزايا حربية واضحة سواء تم تغيير سير الحملة أم لا؛ لانه في هذه المنطقة تبدأ قناة شط الحي بترك نهر دجلة والمرور عبر اراضي البلاد باتجاه نهر الفرات، وبالتالي فإن الاستيلاء على الكوت سيوفر حماية كاملة لكل من العمارة والناصرية، وذلك عن طريق قطع كل الوسائل التي من شأنها الاقتراب منهما. علاوة على ذلك، كانت الكوت قريبة من بلدة (خانيكين) الحدودية الايرانية، ومن هناك سيكون ثمة أمل في إقامة اتصال مع القوات الروسية العاملة في شمال بلاد فارس..
في غضون ذلك ، تلقى البريطانيون معلومات تفيد بأن قوة تركية كبيرة كانت تتمركز في الكوت، تحت قيادة نور الدين باشا. وفي خريف عام 1915 ، تقدم الجنرال طاوزند سريعًا في اعالي نهر دجلة. وفي 15 أيلول/ سبتمبر استطاع هزيمة احد المواقع الامامية التركية في أبو ريمان، على بعد خمسة عشر ميلًا جنوب الكوت. بعد ذلك بوقت قصير، اشتبكت مواقعه الامامية بالمواقع التركية المتحصنة في منطقة السن. وفي يوم 28 من نفس الشهر هاجمها طاوزند وحطمها بالكامل ، وأخذ ما يقرب من 1700 أسير. في ذلك الوقت، سقطت بلدة الكوت في أيدي البريطانيين، وتوغل سلاح الفرسان الهندي في مطاردة العدو حتى منتصف الطريق إلى مدينة بغداد، وهو نصر ربما يوحي بمزيد من التقدم إلى الأمام. على أية حال، لم يُمنح الجنود البريطانيون الوقت الكافي لتعزيز مواقعهم في الكوت، فقد تم طرح فكرة مهاجمة دفاعات بغداد بشكل متواصل.

كانت ثمة أسباب واضحة تجعل مثل هذا الجهد الدراماتيكي ، حتى لو كان مصحوبًا بمخاطر كبيرة، يتمتع ببعض الجاذبية للسلطات البريطانية. فقد أثبتت حملة شبه جزيرة جاليبولي Gallipoli فشلها، تلك الحملة التي التي كانت تهدف، من خلال الاستيلاء على القسطنطينية، إلى إحداث تقاطع مع القوات الروسية وبالتالي عزل دول المحور عن العالم الخارجي. وتم الاقرار بإخلاء شبه الجزيرة واعتبار ذلك مجرد مسألة وقت. في صعيد اخر، لم تكن حملة فلسطين تجري على قدم وساق، فقد كانت هناك حاجة لبعض الضربات التي من شأنها أن تضعف الأتراك وتعيد احياء امجاد السلاح البريطاني في آسيا. علاوة على ذلك، وصلت المزيد من الأدلة إلى السلطات البريطانية حيال نجاح الدعاية الألمانية اللااخلاقية في آسيا، وخاصة في بلاد فارس، والتي قد يكون لها ، إن لم يتم اتخاذ ما يلزم، عواقب وخيمة للغاية. كان المبعوثون الألمان يبذلون جهودًا متسقة لحشد دعم العالم الإسلامي، لدرجة نشر معلومات شيقة تفيد بأن الإمبراطور الالماني قد تحول إلى الاسلام، وأصبح يُعرف الآن باسم "الحاج فيلهلم".
كان الخطر المتمثل في إقناع بلاد فارس ، من خلال خوفها من روسيا وإنجلترا ، للانضمام إلى قوات الحاج فيلهلم في عام 1915 ، خطرًا حقيقيًا للغاية. فإذا أعلنت بلاد فارس ولائها لدول المحور ، فمن شبه المؤكد أن أفغانستان ستحذو حذوها ، ولواجهت السلطات البريطانية مشكلة هائلة متمثلة في شن حملة دفاعية على الحدود الشمالية الغربية للهند. وفي هذا السياق، تم الكشف عن خطورة الموقف من خلال الاستيلاء على عدة رسائل مضاءة بدقة على ورق رقيق موجهة إلى أمير أفغانستان والعديد من الأمراء الهنود ، وموقعة من قبل وزير الخارجية الألماني نفسه. وكما هو الحال ، قُتل العديد من نواب القناصل البريطانيين في البلدات المعزولة في بلاد فارس.. وترك النفوذ الألماني يتسيد المنطقة. وعند النظر في إيجابيات وسلبيات التقدم نحو بغداد، لا ينبغي التغاضي عن المشكلة الفارسية.
منذ أوائل عام 1915 فصاعدًا ، كان الآشوريون في كردستان منخرطون في قتال كل من الأتراك والأكراد ، وكان الأخيرون ، عند اندلاع الحرب ، قد ربطوا مصيرهم مع الأتراك على كلا جانبي الحدود التركية الفارسية. وفي أقصى الشمال ، كان الأرمن يخوضون صراعًا يائسًا من أجل البقاء. كان الآشوريون والأرمن على اتصال بالقوات الروسية ، ولكن كان من الواضح أنه كلما زاد الضغط الذي يمارس على الأتراك من الجنوب ، كلما زادت فرص النجاح في الشمال لهذه المجتمعات المسيحية الصغيرة. أخيرًا ، كان لا بد من الاعتراف في ذلك الوقت أنه مع إخلاء شبه جزيرة جاليبولي ، أصبحت بلاد ما بين النهرين في الواقع جزءًا من جبهات القتال الشرقية الطويلة. ولذلك ، من وجهة نظر عسكرية بحتة ، كان من الضروري ممارسة كل ضغط ممكن على العدو ، في تلك البقعة و في أي مكان آخر.

يتبع..



#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : قلب الشرق الأوسط .. ح 3
- -العراق: قلب الشرق الاوسط- - ح 1
- العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 2
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (13)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (14)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (11)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (12)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (10)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (9)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (7)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (8)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (5)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (6)..
- مشروع / التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (3)..
- مشروع التعريف بالروائيين العراقيين ومنجزهم الادبي - (4)..
- زاوية الحانة
- الانسان بين العدم وعبثية الحياة..
- لماذا لم يصل بنا التطور الى الخلود؟
- اهداء الى جميع الاحرار..
- حوار بين عراقيين قبل 2003


المزيد.....




- ترامب يكشف عن ما سيفعله مع روسيا والصين إذا فاز في الانتخابا ...
- إيلون ماسك محور جدل في أمريكا واتهامات له بالتحريض على قتل ب ...
- روسيا.. انخفاض عدد مستعمرات النحل بمقدار 500 ألف على مدى الس ...
- خسوف جزئي للقمر سيتمكن سكان مختلف مناطق العالم من مشاهدته
- Lava تكشف عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- من النصر إلى كارثة. الغرب يتناسى أنه قبل عامين احتفل بهزيمة ...
- المهندسون الروس يدرسون مبادئ عمل صاروخ هيمارس الأمريكي
- نمط غريب ومفاجئ في إدارة الحملات الانتخابية في أمريكا
- بلقاسم حفتر لـ-الحرة-: شرق ليبيا وغربها يتوافقان على إعمارها ...
- بعد -محاولة الاغتيال الثانية-.. بايدن يتصل بترامب


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس موسى الكعبي - العراق: قلب الشرق الاوسط .. ح 4