أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - جسور الحب















المزيد.....

جسور الحب


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    


للحب حكاياته الغريبة ورموزه عبر تقاليد العالم وشعوبه . ويحفل تاريخ العالم بالحكايات الغريبة التي تخلد ذكرى حبيبين للأبد أو على الأقل تروي حكاية عهد لم يصنه طرف في يوم الأيام . ومن بين رموز الحب الكثيرة قفل الحب الذي يثبته العشاق على جسر أو سياج أو بوابة كرمز لحبهما. في العادة تحفر أسماء الأحبة أو حروف اسمهما الأولى على القفل ويلقى بالمفتاح بعيدا ليرمز ذلك إلى الحب الأبدي. ومنذ عام 2000، انتشرت أقفال الحب في عدد متزايد من المواقع حول العالم. تعتبر السلطات البلدية أقفال الحب بشكل واسع نوعا قمامة أو عملا تخريبا تكلف إزالته الكثير من المال . إلا أن بعض السلطات تبنتها، ومنها ما تستخدم هذه الظاهرة في جمع التبرعات لمشاريع أو كمعالم سياحية في بعض المدن .
تعود فكرة أقفال الحب إلى أكثر من مائة سنة، وترتبط بحكاية حبٍ حزينة نشأت بين معلمة في إحدى مدارس "صربيا" اسمها "ندا" وموظف من نفس المدينة اسمه "ريليا"، وقد تعاهد الحبيبان على الارتباط مدى الحياة وكان لقاؤهما المعتاد على جسر " موست ليوبافي" في المدينة ومعناه "جسر الحب" إلا أن الحرب العالمية الأولى قرعت طبولها، واضطر الحبيب للسفر إلى "اليونان" من أجل المشاركة في الحرب هناك، وبعد فترةٍ من الزمن يشاء القدر أن يقع الرجل في حب امرأة يونانية، وينسى حبيبته القديمة ويتنصل من وعوده لها، ولكن "ندا" لم تنس حبيبها ولم تشف من حبه، وماتت بعد فترةٍ وجيزةٍ بالحسرة والحزن على حظها السيئ ، وقد كانت هذه الحكاية ناقوس خطر نبه نساء المدينة ودفعهن إلى حماية أنفسهن من غدر الحبيب، وبدأن بكتابة أسمائهن وأسماء من يحببن على أقفالٍ حديدية وتثبيتها على نفس الجسر الذي كانت تلتقي عليه "ندا" بحبيبها الخائن، ومن هنا جاءت فكرة أقفال الحب.
اللقاء على الجسور من أكثر الأفعال التي تكاد تكون رومانسية، خصيصًا عندما يطل ذلك الجسر على المياه التي تبقى شاهدًا على عشقهم المتبادل ، فيقومان بترك آثرا لتلك العلاقة التي تجمعها ، من خلال نحت أسمائهما على "أقفال حديدية"، وتعليقها على الجسر، لتبقى شاهدة عبر الزمن على ذلك الحب الذي قذفهم إلى "جسور العشاق".
يذهب العشاق أو الأزواج لوضع قفلهما على الجسر، ثم يلقيان المفتاح في النهر أو البحر، في دلالة على بقاء حبهما للأبد وحمايته من الانكسار.
أما أشهر جسور الحب فهي :
جسر"بونت دي أرت"
في العاصمة الفرنسية باريس، يقع جسر "بونت دي أرت" على نهر السين، ويعد من أشهر جسور المشاة في العاصمة، وملتقى العاشقين.
ففي العام 2008، بدأ العشاق الفرنسيون وزائرو المدينة بالتوجه إلى هذا الجسر ووضع ما يعرف بـ "قفل الحب"بعد تسجيل أسمائهم وتاريخ تواجدهم على الجسر. وتشير الإحصائيات إلى أن وزن الأقفال على هذا الجسر قد يصل إلى نحو 93 طناً. وبسبب هذا الوزن الهائل فقد اضطرت مدينة باريس لإزالة مئات الأقفال من الجسر في يونيو 2015، حتى لا يسقط.
جسر"هوهنزولرن"
في مدينة كولونيا الألمانية، يوجد جسر بطول 5 كم أعلى نهر الراين، كان يستخدم للسكة الحديدية سابقاً.
أما اليوم، فهو يستخدم من قبل المحبين، حيث يطلق عليه في ألمانيا "جسر المحبة". يقصده المحبون لتخليد قصص عشقهم بوضع قفل يكتب عليه الحبيب اسم حبيبته، ليظل الحب محبوساً في قلب حبيبه إلى الأبد. وقد حاولت الحكومة إزالة الأقفال، لكن أهل مدينة كولونيا عارضوا الفكرة وأوقفوا تنفيذها.
جسر"بروكلين"
أما في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، فاعتاد المحبون الذهاب إلى جسر بروكلين من أجل وضع قفل الحب، تأكيداً على قوة واستمرارية الحياة معاً إلى الأبد.
وتعمل الحكومة هناك على إزالة الأقفال بين الحين والآخر مخافة أن ينهار الجسر.
جسر الملك تشارلز :
في مدينة براغ بجمهورية التشيك، وتحديداً في حي مالا سترانا يوجد أعلى نهر فلتافا جسر الملك تشارلز، وهو مقصد المحبين في تلك المدينة.

جسر"فرنجاكا بانيا"
في وسط صربيا، توجد بلدة تسمى فرنجاكا بانيا، يعلو نهرها الصغير جسر يحمل نفس اسم البلدة. تحول الجسر إلى مقصد للمحبين، حيث يقومون بوضع قفل الحب على سور الجسر، ثم إلقاء المفتاح على أمل أن يعيش حبهم إلى الأبد.
يذكر أن هناك ما يزيد عن 15 جسراً مخصصاً لأقفال المحبين.
جسر"لوزكوف"
في العاصمة الروسية موسكو وعلى قناة فودوتفوندي تحديداً، يوجد صف كامل من الأشجار المصنوعة من المعدن، خصصتها الحكومة الروسية ليضع عليها المحبون أقفال حبهم.
جسر"ميليفو"
إلى مدينة روما بإيطاليا، حيث يوجد جسر "بونتي ميليفو" على نهر التيبر. يعود تاريخ بنائه إلى 206 عاماً قبل الميلاد، حين بناه القنصل جايوس كلاوديوس بعدما هزم جيش قرطاجة في معركة ميتاوروس. يحرص الأحبة في عصرنا الحالي على زيارة هذا الجسر لتخليد حبهم بالقفل.
تسحب باريس كل عام مليون من "أقفال الحب" المُعلقة على الجسر الفرنسي الشهير والتي تزن في مجملها نحو نصف طن من الحديد وذلك بعد أن سقط جزء من سياجه عام 2015 تحت ثقلها ولم يتسبب بوقوع ضحايا. ومن الجسر الفرنسي انتقلت عدوى "أقفال الحب" إلى عواصم أخرى مثل روما وبرلين مرورا بموسكو واتخذت أشكالا مختلفة في الكثير من المدن الأوروبية في ظاهرة غريبة تسبب الكفة المادية للسلطات البلدية المحلية . لكن قررت فرنسا ان تزيلها واستبدال السياج والألواح الخشبية بأعمال لفنانين عدة ووضع ألواح زجاجية. وتستبدلها بلوحات فنية وطلب الرئيس الفرنسي استدعاء الفنان الفرنسي من أصل تونسي السيد بنزرتي للرسم بالجرافيتي والخط العربي عليه في مكان الأقفال لعلهم ينتهون لكن دون جدوى فسعى رئيس فرنسا أن يبلغ العشاق بنفسه إلى الحفاظ على صورة المدينة كـعاصمة "للرومانسية والحب"، لكن من دون الأقفال الشهيرة المنتشرة على جسورها والتعبير عن حبهم بطريقة أخرى لكن "من دون فائدة ترجى " فوضعت سلطات باريس لافتات بالفرنسية والإنجليزية تتضمن شروحات ودعوات للامتناع عن وضع هذه الأقفال من بينها لافتة "ممنوع وضع الأقفال، باريس تشكركم" أو "عبروا عن حبكم بطريقة أخرى" لكن كثرت شكاوى عمال النظافة من الفرنسيين وهم ينزعون مئات الآلاف من الأقفال كل أسبوع في عمل إضافي شاق لا يؤجرون عليه.
الحب هو الحب.....
لا يمكن إيقاف أشكاله التي تتغير بتغير البشر .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكلمات أجنحة
- آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجدي ...
- المرأة ألفا
- أتلقاك وطرفي مطرق
- ما أخذ من الجمل إلا أذنه
- تنفست هواء سورية، I breathed the air of Syria
- لماذا يغش الناس في علاقاتهم ؟
- التفكير البصري ومجالاته
- قوة الذكاء البصري
- التغيير، وليم بتلر ييتس
- عندما تشيخ، وليم بتلر ييتس
- قيم جميلة عند الرجل والمرأة
- إن كان بمقدوري أن أخبرك ، اودن
- رسالة حب ، أنا بيل فيرونيكا
- يدا أبي ، مايرون أولبرغ
- المخدرات الرقمية
- حقل مفتوح، ستيفن واتس
- الأعراف ، ادغار الان بو
- إعترافات ، روبرت براوننغ
- حب بين الأطلال ، روبرت برواننغ


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الكريم يوسف - جسور الحب