أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدن - انحسار الفضاء العمومي














المزيد.....


انحسار الفضاء العمومي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 19:58
المحور: المجتمع المدني
    


يقصد بالفضاء العمومي تلك المساحة الوسيطة بين الدولة والمجتمع، التي تتيح حرية الأفراد والجماعات، للإدلاء برأيهم، بما يؤمن مناخاً حوارياً تشاورياً بين الطرفين.
ومفردة «انحسار» في عنوان هذا المقال، أتت بديلاً لمفردة أخرى أشد وقعاً هي «غياب»، فلكي لا نقع في آفة التعميم أو الحكم المطلق، آثرنا الحديث عن انحسار الفضاء العمومي في العالم العربي، لا عن غيابه الكلي، مع ما يحمله ذلك من سؤال عما إذا كان هذا الفضاء متاحاً فيما مضى، كي نقول عنه إنه انحسر.
الحق أنه تيسر لهذا الفضاء أن يتوفر في مراحل من تطور الحياة السياسية والثقافية العربية، ولكن ذلك جاء على صورة جزر صغيرة مبعثرة هنا أو هناك، لعبت على صغرها، دوراً في الرقابة على أداء الحكومات، من خلال المؤسسات المستقلة للمجتمع المدني، الناشطة في بعض الحقول كالثقافة والنقابات والحركات النسوية واتحادات الطلبة وما إليها.
توفرت للعالم العربي فرصتان ثمينتان لتوسيع الفضاء العمومي، لكنه أضاعهما، الأولى تمثلت في الثورة العارمة لوسائل الاتصال الحديثة، بما وفرته من مجالات غير مسبوقة لحرية التعبير وتداول المعلومات والأفكار، وإشاعة ثقافة الحقوق المدنية، بكسر احتكار أجهزة الإعلام التقليدية لمهمة الناقل للرسائل المختلفة، بما يلائم أمزجة النخب الماسكة بالثروة والسلطة. لكن سرعان ما تحول توظيف الميزات التي توفرها هذه الوسائل، لخدمة أغراض هي على النقيض تماماً من الفكرة التي يُراد للفضاء العمومي الحديث أن يلعبها كوسيط بين الدولة وبين المجتمع المدني، فحدث أن صارت محفزاً على إثارة النزعات المذهبية والعرقية والطائفية، لا بل وإشاعة منهج التكفير وتحبيذ الإرهاب، وتمزيق المجتمعات وتقويض بنية الدول، بدلاً من دمقرطتها وإصلاح أحوالها.
أما الفرصة الثانية فكانت مع بداية هذا العقد، حين أزفت لحظة للتغيير في العالم العربي، كان يمكن لها لو سارت في مسارات سلمية، وجاءت على حوامل اجتماعية حديثة من الحركات السياسية الوطنية وقوى المجتمع المدني المستنيرة، التي تستلهم تراث التنوير العربي وتطوره، أن توسع من الفضاء العمومي وتنشط دوره، وتدفع بالعالم العربي نحو آفاق أرحب من الحداثة والعدالة الاجتماعية.
وفي هذه المرة أيضاً، حدث العكس تماماً، بحيث باتت تطلعاتنا اليوم أكثر تواضعاً بكثير، حين تنحصر في استعادة ما فقدناه من مكتسبات كانت في متناول أيدينا، أهدرناها وفرطنا فيها، بدل البناء عليها وتطويرها، بسبب ضعف البصيرة وغياب الرؤية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أحزن قاسم أمين
- كلام الكتب وكلام الحياة
- مصطلح مطلي بالصابون
- دعوة أم (بزنس)؟!
- ما أُنفق على (الجهاد)
- بين الحلم والشعار
- ميكيس ثيودوراكيس نابذ العدوان
- صور بالأبيض والأسود في كابول
- الجوع أشد فتكًا
- في ذكرى أحمد الذوادي
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش


المزيد.....




- تنفيذا لخطة ترامب.. أمريكا تنقل مهاجرين غير شرعيين إلى غوانت ...
- الأمم المتحدة تحذّر من إعلان حكومة موازية في السودان
- الداخلية التركية تعلن اعتقال متهم بـ-الإساءة- لأردوغان في سو ...
- محافظ طولكرم: الكتَّاب سيوثقون حجم مآسي النازحين جراء العدوا ...
- الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ يفاقم مشاعر العداء ت ...
- مراسل العالم يكشف تفاصيل تسليم جثامين الأسرى الفلسطينيين وال ...
- الصليب الأحمر يجدد دعوته لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل -سر ...
- الجزائر: وحدات الجيش تعلن إحباط تهريب مخدرات وتوقيف مهاجرين ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر يناير 2025
- رئيس الأونروا يحذر من انهيار عملياتها بسبب القوانين الإسرائي ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدن - انحسار الفضاء العمومي