|
وجود الله أو عدم وجوده!
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 14:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا نعرف إن كانت الحيوانات تصنع لها آلهة أم لا! وهل لديها شياطين توسوس لها بالشر، مثلما تفعل مع البشر؟ ولا نعرف ما إذا كانت في حاجة إلى وجود آلهة أو شياطين من عدمه! وما إذا كانت تشغل نفسها وذهنها، وتملأ حياتها بهذا الأمر أم أنها مطمئنة إلى عدم التفكير فيه من الأساس!. قد نراها تتصارع على الفريسة عندما تجوع، أو تتقاتل الذكور للحصول على الإناث عند احتياجها للجنس، إلَّا أنه صراع أو قتال لا يصل إلى حد الموت أو القتل، فهي لا تعرف الانتحار أو الحقد والانتقام، ويمكنها أن تلوذَ بالفرار من خصمها عندما تشعر بقرْب الهزيمة أو العجز عن الاستمرار في المواجهة دون شعور بالخجل، وفيما عدا ذلك تعيش مع بعضها البعض في وئام وسلام، لا ينبري أحد منها ليقول لها ”جئتُكُم بالذبح“، ولا يكتفي بالإشارة لهم بيده إلى حز الرقبة لتأكيد ذلك فحسب، بل يقوم بذبحهم بالفعل، ويعقِّد حياة أتباعه بالمزايدة على رغباتهم والمتاجرة باحتياجاتهم، والتحكم في حياتهم، وتبديد أذهانهم، وبيع الوهم لهم! ما أن تقارب البشر من بعضهم البعض، وتجمَّعوا معًا في حياة جماعية ومجتمعية، وتعرفوا على السلطة والمال والنفوذ، حتى وقعوا في مأزق كيفية التعامل مع بعضهم البعض، فتبدلت أحوالهم وتعقدت حياتهم وزادت رغباتهم وكثرت فيها الأحلام والأوهام واعتراها فيض من الكوابيس والظلم والحقد والاضطهاد والاستغلال والقهر والكذب والخداع، ونشأت بينهم الحروب والشرور، ومن ثم أصبح كل همهم نشدان المحبة والرحمة والسلام في حياتهم، والخلاص والراحة الأبدية في مماتهم، ولكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك!. وللخروج من هذا المأزق، عمد العاطلون منهم عن العمل إلى صناعة آلهة ووضعوا مجسماتها أمام الناس، قبل أن يغيِّبُها البعض منهم في عنان السماء، وفي كل الأحوال، يبدأ كل شيء في حياة الإنسان بمشيئتها وينتهي بقضائها وقدرها، هي المبرر لكل شيء، وهي التي تعرف كل شيء، وبيدها كل شيء، وهي قادرة على كل شيء!، تقول للشيء كن، فيكون!، وفي مقابل الآلهة صنعوا أيضًا الشياطين لتتحمل مغبة غبائهم وانحطاطهم وفسادهم، فتداخلت أعمال الآلهة مع أعمال الشياطين في أذهان البشر، وأصبحوا لا يميزون في سلوكها بين أوامر الآلهة ووازع الشياطين، وهل بسلوكهم يغضبون الآلهة ويرضون الشياطين أم العكس. لا أحد على وجه الأرض يعرف كيف تستطيع آلهته أو شياطينه، ومتى تكون راضية أو غاضبة؟، وكيف ومتى تتدخل بقدرتها اللامتناهية في حياته، ولكنه يؤمن أنها تستطيع ولا يصعب عليها أمر، لذلك فهي بالنسبة له مشروع متكامل لا يجب تقويضه أو الحد من أهميته!، لا يجب أن نعرف ذلك ونحرم أنفسنا من تخيلاتنا وأوهامنا، لا يجب أن ندمِّر خرافاتنا، لأننا لو عرفنا الحقيقة، لن نتمكن من العيش معها! يقول الكاتب السويسري من أصل ألماني هيرمان هسه (1877 - 1962): « نحن نصنع الآلهة، ونناضل من أجلها، وهى تباركنا» وهي تباركنا لأننا نشبع نهمها إلى الشر إنها هي والشيطان واحد، تمت صناعتها، وإعداد بضاعتها وتسويقها تبعًا لما يراه الانسان، في خصاله الخيرة والشريرة معًا، شمَّاعة تحمل شرور البشر وأحلامهم وحنينهم إلى الخير والمحبة والسلام. بيد أن العقل الواعي سرعان ما اكتشف أن تلك الآلهة لا تأبه بهذا أو ذاك، فانتابته الشكوك، ليس في قدرتها وحدها، بل في وجودها بالمطلق، فالشك العقلاني أفضل دائما من اليقين الخاطئ. في كتاب ”محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن“، كتب الشيخ عباس عبد النور عن إله الإسلاموية، يقول: «أي إله هذا الذي عنده خزائن السموات والأرض وليس عنده ما أقتات به فأموت كأي حشرة من غير أن يعبأ بي؟» ويستطرد قائلًا: « يقولون أن الإنسان مفطور على الإيمان بالله… ويحتجون بهذه الآية {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}. نعم في الله شكوك وشكوك، فلو كانت معرفة الله حقيقة مقررة لاتقبل الشك، لو كانت مغروزة في النفس بالفطرة، لما احتيج إلى مئات الآلاف من الكتب والفلسفات والديانات للإثبات وجوده، وبالتالي لما شك أحد في وجوده». لم ينقسم البشر بجميع مستوياتهم العملية والعلمية والاجتماعية قدر انقسامهم حول شماعة الآلهة، سواء كانت غيبية أو مجسمة أمام أعينهم!، فانبرى الفقهاء والفلاسفة والدجالين وغيرهم للتنافس المرير في محاولات عبثية لإثبات وجودها من عدمه، مع أن ذلك لم ولن يغير في الأمر شيئًا!، فالآلهة إن وجدت بالفعل، لا علاقة لها بمن يصنعها أو يصنع الأديان التي تنسب إليها، إنها صناعة تعود إلى زمن الطفولة البشرية وتتغير مواصفاتها وأهدافها مع نضوج البشر. كما أنها لا تهتم إطلاقًا بما يفعله البشر بدياناتهم، فلو افترضنا وجودها وأنها استيقظت من ثباتها وفرضت على الناس ما يعملونه أو يمتنعون عن عمله، فلن يكون بمقدورها أن تتابع إلتزامهم أو عدم إلتزامهم بما تفرضه عليهم، وهناك دائمًا من يتولى ذلك نيابة عنها، هناك من يزعم أنه يمثلها، ويتكلم بما يريده باسمها وبأمر منها سواء كانت مجسمة أمام الأعين أو غائبة عن الأعين. لقد وضع الإنسان نفسه في مهزلة شديدة التعقيد والتصديق، تكون آلهته موجودة عندما يرى استفادة مادية أو معنوية من وجودها وتكون معدومة الوجود عندما لا يرى استفادة منها، أو أنها تقف عقبة أمام تحقيق رغباته واحتياجاته، ولكن عندما تتزايد معاناته ويعجز عقله عن فهم المشاكل المحيطة به، تحل عاطفته محل عقله ويتجه بعاطفته إليها، إذن لا مفر من خلق المشاكل لترويج الوهم ونشر الخرافة، وطمس العقل. وإذا كانت تلك الآلهة قد نجحت في شيء فإن نجاحها كان ولا زال في تحريك البشر نحو الشر، نحو الحروب، بزعم حل مشاكلهم. فأصبحت الحروب الدينية المقدسة لدي أتباع الديانات المتعددة ضرورة حتمية، يجب عليهم خوضها بإسم آلهتهم وبالوكالة عنها، رغم معرفتهم بأنهم لم ولن ينتصروا فيها أبدًا، كما أن الهزيمة غير واردة لأن الآلهة لا تُهزَم قط، ولكن الجميع يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة الحقيقة والحق الكامل في إفناء الأخر، حيث لا توجد حقيقة مطلقة لدي أي كائن حي على سطح الأرض غير الحياة والموت، ومع ذلك يشنِّ البشر تلك الحروب بالنيابة عن آلهة وهمية للدفاع عن هذه الحقيقة التي يزعمون إمتلاكها أو بالأحرى للدفاع عن حقوقهم المقدسة التي منحتها لهم آلهتهم الخاصة، بحسب ما جاء في كتبهم الدينية المعدة من قبل وكلاء لتلك الآلهة!. إن صناعة الآلهة من أقدم الصناعة الحربية واهمها بالضرورة، فلقد فاقت في تدميرها القنابل الذرية والهيدروجينية والنابالم والديناميت وغيرها من الأسلحة الفتاكة التي صنعها الإنسان ومازال يصنعها. وهي صناعة رائجة ومحببة للنفسر البشرية، إذ تنتج سلاحًا خفيفًا يمكن لأي شخص حمله معه أينما كان، وخطورته لا تكمن في سهولة حمله فحسب، بل في عدم رؤيته بوضوح، وإمكانية استعماله كيفما كان وضد من كان! وفي استطاعة الأفراد والجماعات والدول استعماله دون تردد ضد أنفسهم وضد بعضهم البعض، في حروب عمياء ومليئة بالحقد والكراهية وحب الانتقام واستئصال الأخر نهائيًا، هذه الحروب المقدسة أخطر وأعنف وأطول مدى من سواها، ولا و لن تتوقف أبدًا، لأنها تندلع من أجل الآلهة وفي سبيلها!، قد تتراجع في وقت ما أو تختفي بالكاد، مع اكتشاف زيف الآلهة، ولكنها سرعان ما تحتد وتزداد شراسة وعنف عندما تطغى الخصال الوحشية والشريرة لدي بعض القادة السياسيين ورجال الدين، ويسيطر عليهم التخلف والجهل والتزمت والتعصب لديانة ما، فتكون ذات دوافع وأهداف جهادية بناءً على رغبة إلهية مزعومة. *** البابا أوربان الثاني بدأ الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 - 1291)، على المتأسلمين، لتحرير القدس من دنسهم، بقوله: ”الله يريد“، مما أثار الحماسة الدينية لدي الملايين من الأوروبيين الذين استجابوا لدعوته، وتطوّعوا في الجيوش التي جُهّزت لبدء تلك الحملات بما يشبه "الهيجان الوبائي" كما سماه فولتير. وطمأن البابا الناس بقوله: "لست أنا، وإنما الرب هو من يدعوكم.. كي تسارعوا وتطرحوا هؤلاء الرعاع السفلة من المناطق التي يسكنها إخواننا". وتضمنت دعوته ما يعرف بَـ”صكوك الغفران“ التي تحمل عن المقاتلين ذنوبهم إذا فقدوا حياتهم أثناء السفر في البر أو البحر أو في ساحة القتال ضد الوثنيين (المتأسلمين)، وهو بذلك قد منح للحرب صفة القداسة تحت عباءة الرب . أنظر المقال عن كتاب غير مقدّس لدى اليهود يُسمّي "حروب الرب". https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/06_H/book-of-the-wars-of-the-lord.html ويعَد هذا الكتاب الذي لا نعلم عنه شيئًا الآن - بحسب ما جاء في المقال - أحد الكتب العديدة التي يشير إليها العهد القديم، والتي كان لها دورها في تشكيل الثقافة والآداب اليهودية، وقد ذكر بهذا الاسم في سفر العدد (21: 14)، ويبدو أنه كان يحتوي على عدد من الأناشيد، كتبت للتغني في الاحتفالات بذكرى الانتصارات في الحروب التي مكن الرب اليهود من تحقيقها لأنه "رجل الحرب". وفي رواية ”الحرب والسلم“ لتولستوي، يقول نابليون بعدما وضع التاج على رأسه: «الرب وهبه لي، فويل لمن يمَسَّه». أمَّا بن غوريون - أشهر حكام دويلة إسرائيل - فقد كان أشد صراحة حين قال: «يهوه غير موجود، ولكنه وعدنا بهذه الأرض». وكذلك تخيَّل جورج بوش الابن بأن الله أوحى له بغزو العراق (في 13 مارس 2003)، وفي نفس الوقت كان الحاكم الأوحد (صدام حسين) يترجم وحياً إلهيًّا آخر بعبارة ”الله أكبر“ ليلصقها بالعلم العراقي. كذلك لم يتردد بطريرك الكنيسة الروسية من الهتاف: «إن الله يريد حرب روسيا في سورية»، لا لشيء سوى تدميرها بكاملها وإبادة أو تشريد شعبها!. هذه الرغبة الإلهية في القتال وشن الحروب المقدسة، لم تقتصر على المسيحيين وحدهم، فقد سبقهم العربان والمتأسلمين عمومًا في استخدامها منذ بداية القرن السابع الميلاد، واستمروا في استخدامها، دون خجل أو خشية لارتكاب الجرائم الشنيعة بين بعضهم البعض أو بينهم وبين غيرهم، وتزهق آلاف الأرواح من أجل السلطة والمال والنفوذ، بناء على شريعة تكفير إلهية مطاطة، يمكن استعمالها بمباركة إلهية مزعومة، ضد المتأسلمين أنفسهم وضد غير المتأسلمين على حد سواء، شريعة تحتاج إلى أعداء قبل احتياجها إلى أتباع، وكلما زاد عدد أتباعها ازداد تبعا لذلك عدد أعدائها، سواء في داخلها أو خارجها! إن أي عاقل في هذا العالم قديمًا وحديثًا يعلم علم اليقين بأن أي من نبي الأسلمة أو بابا الفاتيكان أو رئيس من رؤساء الدول في الغرب والشرق لم يأخذ أمراً من الرب لخوض الحروب وقتل الأبرياء. كما يعلم أن أي منهم ليس وكيلاً مفوّضاً له. لقد تعامل المؤرخ العلامة التونسي عبد الرحمن ابن خلدون (1332 - 1406م) في مقدمته الشهيرة بواقعية تاريخية مع ظاهرة الحرب باعتبارها حالة بشرية متكررة وطبيعية وكتب في مقدمته: « اعلم أنّ الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها الله وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض ويتعصب لكل منها أهل عصبيته فإذا تذامروا لذلك وتوافقت الطائفتان إحداهما تطلب الانتقام والأخرى تدافع، كانت الحرب وهو أمر طبيعي في البشر لا تخلو عنه أمة ولا جيل». وأحال سبب الحرب لرغبة ”الانتقام“، وفصّل دوافعها قائلا: «… وسبب هذا الانتقام في الأكثر إمّا غيرة ومنافسة وإمّا عدوان وإمّا غضب لله ولدينه وإمّا غضب للملك وسعي في تمهيده». وأضاف: أن :« العدوان أكثر ما يكون من الأمم الوحشية الساكنين بالقفر كالعرب والترك والتركمان والأكراد وأشباههم لأنهم جعلوا أرزاقهم في رماحهم ومعاشهم فيما بأيدي غيرهم ومن دافعهم عن متاعه آذنوه بالحرب ولا بغية لهم فيما وراء ذلك رتبة ولا ملك وإنّما همهم ونصب أعينهم غلب الناس على ما في أيديهم». ولكنه وقع في فخ الديانات، عندما قدم خطابًا مبررًا للحرب بأنها قوة اجتماعية تعزز العصبية، ووصف الحروب الناجمة عن الغضب لله ودينه، والغضب للملك والسعي في تمهيده، وهو يعني أن الحروب الإسلاموية ”حروب جهاد وعدل“. بينما رأي أن الحروب الظالمة هي تلك التي تُمارس فقط للإذلال والقهر والهيمنة. ومع أنه لم يتطرق كثيرا إلى استخدام مصطلح الجهاد، إلَّا أنه يصف المقاتل الذي يخوض الحروب العادلة التي سبق تعريفها، بالمجاهد، على اعتبار أنه مثال أخلاقي للتضحية من أجل الدين والأمة. وفي وصفه للحاكم المثالي، ذهب إلى أنه هو الذي تظهر قدرته على قيادة الجهاد. إذن يبدو الأمر وكأن البشر قد صنعوا آلهتهم بهدف الإساءة إليها، وجعلها عاجزة عن إصلاح أحوالهم، فيمكنهم بذلك الاعتداء على بعضهم البعض، وشن الحروب فيما بينهم، كيلا يغضبونها! وهذا يحملنا على التساؤل عن غضب الله المزعوم، وما أسبابه، ومن المستفيد منه؟ وضع فقهاء الدين وسدنته أسبابًا وعلامات عديدة لغضب الله، أهمها على الإطلاق أن يشرك المرء به بالقول أو العمل، وارتكاب المَعاصي والذّنوب (الكبيرة) التي حرّمها الله، والمجاهرة بها، مثل ارتكاب الزّنا والإصرار عليه. https://mawdoo3.com/ما_هي_علامات_غضب_الله_على_الإنسان لنضع ألف خط تحت تعبيري ”المجاهرة بالمعاصي والذنوب (الكبيرة)“ و”الإصرار على الزنا“، ألا يحمل كل منهما ضمنيا أن يرتكب المرء المعاصي والذوب على ألَّا يجهر بالكبيرة منها، وأن يزني ولكن مع عدم الإصرار على الزنا، بمعنى ألَّا يكرره؟ وهما يعكسان سلوك أشخاص وضعوها وفرضوها على أتباعهم تحت وطأة المعاناة من مرض الفصام الوبائي!. لا أحد على الإطلاق يمكنه تعريف أو تشخيص غضب الله، لأنه ببساطة لم يراه، وأن هذا الغضب ما هو إلَّا مجرد زعم ابتدعه كل الذين لا يطيقون الغضب ممن يحاول الخروج على القطيع ويرفض طاعتهم والخضوع لإرادتهم، والامتناع عن تحقيق مصالحهم الشخصية، وعدم الاعتراف بميولهم ورغباتهم المادية والمعنوية، فيسبب لهم غضبًا مبرَّرًا ينسبونه إلى الله، رغم أنه من المنطقي ألَّا يغضب الله، وأنْ يغضِب مناوئيه، لا أنْ يغضَب منهم، لتأكيد قدرته اللامحدودة!،. بطبيعة الحال يبرر المغرضون صبَّ غضبه المزعوم بإحداث الوقيعة بين الناس وزيادة المشاكل فيما بينهم، أو بتسليطه الطبيعة عليهم، ليعانوا من كوارثها، وكأنه تفرَّغ لإيزائهم وتوريطهم في المشاكل. هل من سبيل أفضل من هذا للهروب من حقيقة أن البشر هم أنفسهم المتسببين في مشاكلهم والكوارث التي تلحق بهم؟! في الإسلاموية تحديدًا يعَد وجود الله مشروعًا خبيثا، يحتاج إليه نبي الأسلمة ليغذيه بالأوهام والخرافات والحلال والحرام وليس الصالح والطالح أو الصحيح والخاطئ للبشر، ولذلك تتم إزاحته جانبًا، أمام وجود النبي الكريم، لصالح النفوس المريضة. النبي أهم للمتأسلمين من وجود الله، لأن الله سوف يتم إيجاده بصورة أو بأخرى، أمًا عدم وجود آخر الأنبياء والمرسلين وخير البشر أجمعين ينسفه من أذهانهم كـ”أسوة حسنة“ وينسف ديانته من جذورها، ويقضي على كل شيء، ويزيل الأوهام التي يحتاجونها لمواجهة قسوة الحياة. الآلهة لا بد وأن تظل موجودة، والأوهام يجب أنْ تظل قائمة، طالما يعاني البشر من الظلم والحقد والاضطهاد والاستغلال والقهر والكذب والخداع واليأس، وطالما وجدت في حياتهم رغبات وامنيات واحتياجات تفوق طاقتهم. وكلما زادت احتياجاتهم واحتدت معاناتهم، كلما زاد استرسالهم في أوهام وخرافات المكافآت التي سيحصلون عليها من الله في الآخرة.
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانحلال السياسي في مصر
-
سياسة ”حلال علينا حرام عليكم“
-
شهوة الكلام ونشوة التباهي
-
خدعوك فقالوا إنها ”قضية فلسطينية“!
-
تجديد جديد الخطاب أم تجديد الدين؟
-
عن فقه ابن سلمان (رضي الله عنه) !
-
مفهوم الميغالومانيا والتواضع لدي المتأسلمين
-
كيف دمر العربان الهوية المصرية 2
-
كيف دمَّر العربان الهوية المصرية؟
-
إنسداد الأفق السياسي في بلاد العربان
-
ما بين الأنبياء والأمناء في مصر، ”مشِّي حالك!“
-
عن القيم الدينية والقيم الإنسانية
-
الغباء السياسي وانعدام الأخلاق
-
عقبات في طريق ثقافة التنوير والحداثة في عالمنا الإسلاموي
-
لماذا أصيب المصريون ب”متلازمة جينوفيز“؟
-
الرسول (الكريم) أهم لدي المتأسلمين من الله!
-
متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 2/2
-
متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 1/2
-
السادية الإسلاموية والإسلاموفوبيا
-
ثقافة القطيع
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|