أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - حكاية إبريق الزيت!














المزيد.....


حكاية إبريق الزيت!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أسمعتً لو نـاديتَ حــيّاً *** ولكن لاحــياةَ لمن تُنادي
ولو نـارٌ نفخت بها أضــاءت *** ولكن أنت تـنفخ في رمـادِ "عمرو بن معدي"
تلاحظون معي وتشاهدون منذ أكثر من عشر سنوات ؛ الانتفاضات الشعبية على سلطات ديكتاتورية استبدادية فاسدة وأفعالهم الكارثية، وتسمعون معي أيضاً أطروحات المعارضات وشعاراتهم وخطاباتهم وكلامهم الجميل المنمّق، وشجبهم ومهاجمتهم لتلك السلطات والحكّام، فتثور الجماهير بحماسة على السلطات الحاكمة القائمة، أملاً بالتغيير والإصلاح على أيدي المعارضة التي ترفع شعارات الإنقاذ والإصلاح، فتُطيح الجماهير الغاضبة بالديكتاتور والسلطة الفاسدة، ثم يعتلي المعارضون المُنقذون السلطة والمنابر، ويركبون المناصب والكراسي، ثم لا يلبثون وفي زمن قياسي؛ أن يتنكّروا لكل ما قالوه وتبجّحوا به سابقاً، فيمارسون ذات الممارسات، من ديكتاتورية واستبداد وفساد وإقصاء، ويعيدون حكاية "إبريق الزيت" من أوّلها،
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !
نقولها للمرّة الألف، العبرة ليست في تغيير وتبديل الأشخاص، المعضلة الكبيرة تكمن في المرجعية الثقافية المزبلة، الفاسدة البائدة، التي ما زال ينهل منها الجميع، النُخبة والمجتمع...؟
تلك الثقافة والذهنية النمطية الاستبدادية المتوارثة منذ قرون، ومرجعيتها الدين والطائفة والقبيلة والعشيرة والعائلة وعصابات المال، والتي يبدو حتى الآن أنها عصيّة على التغيير ...؟
لطالما بقيت دساتيركم تقول بأن دين الدولة الإسلام، ورئيس الدولة مسلم، والقوانين تُستمد من الشريعة الإسلامية ....؟
ولطالما يستمر بناء المساجد على حساب المدارس والمشافي والمصانع والمؤسسات الثقافية والفنية والخدماتية وبرامج ومشاريع التنمية...؟
ولطالما أساليب التربية والتعليم، ما زالت تتبع مناهج متخلّفة معتمدة على التلقين والترديد ...؟
وطالما يُسمح لأحزاب دينية عنصرية فاشية؛ مبدؤها تطبيق الشريعة الإسلامية، والعودة بالناس إلى تاريخ وقرونٍ خلت، كانت السبب في كل هذا الانحطاط، بأن تعتلي السلطة والحكم...؟
ولطالما ما زالت تلك الثقافة تُنتج المزيد من الديكتاتوريين والفاسدين، الذين يعتبرون الوصول للسلطة والحكم مجرّد غنيمة ووليمة يتقاسمها الفاسدون ...؟
ولطالما تُطلقون ألقاب "علماء ودُعاة" على شيوخ الجهل والغباء، والذين هُم أجحش ما أنتجته تلك المجتمعات، الذين يعيثون فساداً في نشر الجهل والخرافات والتعصّب والفكر الإرهابي من فوق منابرهم، وتتركونهم يلقّنون الشباب والأطفال في خُطبهم بالمساجد كل هذا الهراء والسموم، ثم تجعلونهم يمسكون بالسلطة والدولة ....
أحتار دائماً بأمر هؤلاء العربان ؛ المعارضون للسلطة؛ يهاجمون الديكتاتوريين والفاسدين ، فيخرج الشعب ويسقطهم، فيمتطي المعارضون السلطة عندما يحصلون عليها، ثم يتحولون سريعاً وبقدرة قادر كسابقيهم؛ فاسدين استبداديين سرّاقين ...!
يذكّرني هؤلاء؛ بالتجربة التي أجراها العلماء على سُلّم القِردة والموز .
نصل إلى نتيجة؛ بأن
تقع مصائر أولئك العربان ؛ نتيجة ثقافتهم ودينهم وتاريخهم وتراثهم ؛
ضمن مثلث جهنّمي متساوي الأضلاع ، تتلاطمه جهات ثلاثة :
الديكتاتوريين
والإسلاميين
والعسكر
وهذا المثلث الجهنّمي ؛ شبيه بمثلث "برمودا "
يبتلع كل الداخلين فيه ..!!!
فيا أحفاد بني يعرب بن قحطان وقُصيّ بن كلاب المستقبل؛
لا يُمكن لهذي الثقافة وأدواتها المُهترئة الفاسدة، التي أتت بكل تلك المصائب والكوارث، أن تُنتج شيئاً جديداً، وأن تكون هي بذاتها حلاً لها ...!!!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!
- العالم ينتظر حتى يُنهي الأسد مهمته - وإسرائيل لاعب رئيسي
- بشار الأسد ونموذج -فرانكشتاين- الفاشل
- إسقاطُ الهَيبة وسحق العنجهيّة
- الجولان المحتل بين شقّي الرحى - الاحتلال من جهة ونظام عصابة ...
- نظام الأسد، يُصارع على بقائه أم ينتقم لسقوطه..؟
- خيارات الثورة السورية ومخاطر الانزلاق
- الأسد أو خراب البلد...!


المزيد.....




- بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما ...
- -ليس المسلمون فقط-.. نجيب ساويرس يثير تفاعلا عن رفضه مخططات ...
- الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي
- صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازي ...
- “الأرنب والثعلب”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor ...
- “فرحي أولادك طوال 24 ساعة” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة ...
- بزشكيان: منظمة التعاون الاقتصادي تساهم في تعزيز التنسيق بين ...
- قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3 ...
- قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو وتخفيف عقوبة أكثر من 3 آ ...
- الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - حكاية إبريق الزيت!