أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً















المزيد.....

وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في خضم هذا الهجوم الفاشي البربري الأرعن، وحمأة هذه المعركة الهمجية حامية الوطيس، ولعلعة وأزيز الرصاص، وتساقط الصواريخ والشهداء، لا يمكن لك أن تلتفت في غير اتجاه، إلى نقيق الضفادع، وفحيح الأفاعي، ونعيق الغربان، مثلاً، لأن فظاعة المآسي، وجلل الأحداث يخطفان منك كل اهتمام، ويسرقانك راحة البال. ومن هنا، لا يتأتى لك أن تولي تلك الأصوات النكراء أي قيمة، واهتمام، وبالكاد يمكن أن يُسمع صوتها، وسط هذه المعمعة والجلبات، ومن النادر أن تجد من يصغي لها، ومهما يكن بريقها قوياً، وفرقعاتها مدوية، وإغراؤها سيّال، فلا يمكن لأحد أن يلحظها أمام عظمة التحديات، وتعدد الأولويات.

فأن يدعو، مثلاً، سيء الذكر دان حالوتس، أومجرم الحرب عمير بيريتس، أو ذاك المخرف الأهوج دونالد رامسفيلد، أو حتى تلك الحيزبون القرعاء، والشمطاء الميسز رايس، لقصف، وتدمير الجيش السوري، فهذا ربما، يكون أمراً، مدعاة للتفهم، وطالما أنه يصدر عن أعداء تاريخيين، لهم أجندة خبيثة، معلنة، وغير خفية. وأن يتربص بك أولمرت، وبوش، وشلة الطراطير، والعلوج الأوغاد، فهذا أيضاً، أمر أقل من طبيعي، وليس، البتة، مدعاة للعجب، وللاستغراب. ولكن، أن يدعو إلى ذلك أناس يدّعون أنهم من بين ظهرانينا، ويحملون هويتنا، ويتحينون، في ذات الآن، الفرص للانقضاض علينا، وتحقيق أحلامهم المريضة على حساب مصير الوطن، وآلام الضعفاء، وعذابات الفقراء، فهذا ما لا يمكن قبوله على الإطلاق، ولا طاقة لنا به على أية حال. وبداية، وحسماً لأي سوء، والتباس، وشطط في الخيال، ففي أية معركة، ومع أي كان، لا يمكن أن نكون إلا في صف الوطن، وصف هذا الجيش الوطني البطل المقدام، ومع جنوده الشرفاء، الطيبين الأوفياء.

بداية نسأل السيد فريد الغادري الذي يدّعي المعارضة، والوطنية السورية، من أين أتى، وأين تربى، وهل يعلم كم محافظة في سورية؟ وأين تقع عشرات البلدات السورية العريقة، والقرى الأصيلة التي أنجبت أبناء هذا الجيش البطل الذي يدعو لتدميره؟ وما هو رصيده في الشارع السوري العام؟ وهل عانى ما يعانيه ملايين السوريين في معيشتهم اليومية من مصاريف طعام، ومدارس، وشراب، ومواصلات؟ وهو وحزب "إصلاحه" الأمريكي الهوى، لا يتألف سوى من نفرين، لا ثالث لهما، هو والناطق الرسمي باسمه، أزاد حسين، المكنى بمارك، بعد أن طفش عنهم، ولاذ بـ"الهريبة" والفرار المغفور له "إصلاحياً" الأستاذ علي الحاج حسين، الذي اكتشف ازدواجيتهم، ورياءهم، وتسولهم، وتنطحهم لما ليس لهم فيه قدرة على الإطلاق. مارك الحبوب(أزاد) هذا، وللعلم، لايعرف أن يكتب سطرين، في اللغة العربية، بدون تدخل نحوي من فريق من مترجمي البنتاغون، وكتيبة مؤللة من المصححين، والمنقحين، وأساتذة الإعراب. ويريد أن "يبيض" على عتاولة السوريين، في آخر هذا الزمان الجربان. فتأملوا، يا رعاكم الله.

ولقد صبرنا كثيراً على هذا الولد الشقي، وغيره من الغلمان، والفتيان، والتابعين الصغار، وقلنا عله يرعوي، ويتعلم، و"معليش حرام"، وأنه في طور المراهقة السياسية كبعض من خلانه، وأقرانه "الحويصة" والوشيشة من زغب القطا الفراخ، ولكن يبدو أنه لا يرعوي، أو بالأحرى، لا يريد، ولا يعرف أن يرعوي.

نريد أن نسأل السيد الغادري هل أدى الخدمة الإلزامية؟ وسافر هنا وهناك، من هذه المحافظة، إلى تلك الأرياف البعيدة في عمق الجبهات، في ليالي الشتاء الباردة القرصاء؟ ووقف "حرساً" في محرس في الصحراء الجرداء بينما كانت الأم، والأخت، والحبيبة، والأطفال الصغار ينامون على الطرف الآخر من الوطن بهدوء وأمان، لأنهم يعلممو جميعاً، أن هناك جنوداً، ورجالاً مياميناً عظاماً، وأفذاذاً يحمون ظهورهم، ويصونون العرض وأهل البيت نيام بسلام؟ نعم، لقد قطعنا سوريا طولاً وعرضاً، شمالاً، وجنوباً، وفي باصات الهوب هوب، تحديداً، وليس بالليموزين، والمارسيدسات، والطائرات الخاصة لنؤدي بشرف، وإخلاص، تلك الخدمة المقدسة التي نفخر بها، وخرجنا منها بسمعة طيبة، وعطرة، ولا تشوبها شائبة، ولن نسمح لأحد بأن ينال من تلك المؤسسة الوطنية العظيمة، وسنقاتل من أجل ذلك بالنواجذ، والأسنان. أكرر هل أديت خدمة العلم يا سيد غادري، لتدعو، بعبث صبياني ممجوج، لقصف جيشنا السوري المغوار؟ ولماذا لك معه كل هذه الأحقاد، والعداوات، والثارات الدفينة البغضاء؟

سورية هي في المقام الأول. سورية الرجال الطيبين والفقراء، لا الانتهازييين، والحرامية والمكيافيليين المتسولين الأوباش من الكونغرس وبلاطات الأغراب. وكل من يريد أن يعمل ويدلي بالشأن العام عليه أن يضع سورية الحب والقلب، سورية الشعب العظيم، في طليعة الاهتمام، لا سورية الكعكة الدسمة، والغنيمة السهلة، ودفتر الشيكات، وأسهم البورصات.

الجيش السوري الذي هو أبناؤنا، وإخوتنا، وأحبتنا، وآباؤنا، لم تشبه شائبة في تاريخه. وكان عامل أمان واستقرار. لقد عاشت سورية في كنفه سنيناً طوالاً تنعم بالطمأنينة، وينام المواطن السوري قرير العين هانيها، وجنوده البواسل الأمناء يقومون بالحفاظ على راحته، وأمنه. قد يكون هناك بعض الاستثناءات، وبعض التجاوزات، فالناس ليسوا جميعهم ملائكة في نهاية المطاف. ولا ننكر، أبداً، أن الصورة كاملة، وناصعة البياض، كما هو الحال في كل مكان، ولكن ليس الحل أن يباد، ويفنى هذا الجيش العظيم المقدام، وتحل الفوضى والدمار على الطريقة العراقية الدامية كرمى لعيني، ومن أجل خاطر بعض الموتورين الأشقياء. فهذا ليس سوى حل من حلول الحمقى، والشاذين الأغبياء. فلقد كان الجيش السوري، على الدوام، عامل قوة، وحضن السلام الذي ترعرع فيه الجميع بلا استثناء، وله منجزات تستحق أن تنحني لها الهامات، وأن ترفع لها القبعات إجلالاً، واحتراماً، ولن ننجر البتة وراء أولئك المتاجرين بمستقبلنا، ومصائرنا، من أجل حفنات من الدولارات، وطموحات ميكيافيللية جوفاء. ولن يكون الجيش السوري، حين تقع الوقيعة، فريسة سهلة مهيضة الجناح، أو لقمة سائغة لأحد على الإطلاق. وليس فخراً، أو شرفاً، ولا مأثرة، يا سيد غادري، أن تجتمع بتشيني، ولا بسيده الآخر، ولا بأي من ديمقراطيي الدبابات، الذين تلطخت آياديهم الآثمة المجرمة السوداء بدماء الأبرياء.

هناك فرق كبير بين الوطنية الحقة والعمل السياسي. الوطنية التي تعني الانتماء للوطن والتمسك بتلابيبه، والذود عنه بالغالي والنفيس، فيما يكتنف العمل السياسي الانتهازية والحسابات الرخيصة. ويبدو أن هناك الكثير من العورا، والحولان، الذين اختلطت عليهم الرؤية، بين المصالح السياسية، والنزعة الوطنية الخالصة العذراء. وهناك أيضاً، المغامر الباحث عن مجد، أي مجد زائف، يتقمصه، ولو عبر لعق، والتمسح بأحذية الجنود الأمريكان الأوباش، وتقبيل أياديهم الآثمة الملطخة بدماء الأطفال. هؤلاء الذين أدمنوا تسول الدولارات، ويكدسونها باسم الشعوب المحرومة والفقراء، من معهد أسبن، ودوائر البنتاغون، وكواليس مؤتمرات التآمر، والكيد، والخذلان.

الغادري البزنس، الذي لا يعمل إلا وفق حسابات الربح، والخسارة، كان يسعى للإصلاح في السعودية، والتي كان يحمل جنسيتها، أيضاً، "لاحظوا تعدد الجنسيات الذي يعني اللانتماء، وتعدد، وتشعب الولاءات"، وحين جرّد من هذه الجنسية، فكر أن يستثمر سياسياً، في مكان آخر، فلم يجد أربح، وأيسر من تكية المعارضة السورية السائبة، والمستباحة، والتي يتدفق إليها الطامحين بالعز، والجاه السياسي، من كل حدب وصوب، ولنا مع كل واحد منهم، وعلى حدة، وقفة مطوّلة، في قادمات الأيام.

الغادري المسكون بالمتناقضات، والمغالطات والأوهام السياسية، ويريد أن يصبح زعيما في غفلة من الأنام، في معارضة آخر الزمان، قال، و"بعمظة" لسانه، وفي آخر لقاء له في الجزيرة، في برنامج صديقي المشاكس فيصل القاسم، بأنه يريد أن يحرر سوريا، ويعود إليها، فقط، تأملوا، لأن لا وجود للقيم في أمريكا، ويريد أن يحمي أسرته، وعائلته من القيم الغربية، ويخاف عليهم. أمريكا التي ربته، وعلمته، وأعطته، الكثير، وجعلت منه رجلاً يتكلم مثل الناس، ويربح في البورصات، ويجعجع في الفضائيات. فهل من بعد الكفر أي ذنب يا شباب؟ وهل ننسى القول المأثور هنا، ولكل امرؤ من اسمه نصيب؟

إلا أننا نختم بالقول: وسوى الروم خلف ظهرك روم***فعلى أي جانبيك تميل؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال
- العَرَبُ الحَاقَِدة: آخِرُ سُلالاتِ العُرْبان
- حرب لبنان: سقوط الذرائع الواهية
- لَحْنُ الغَرام
- طبخة الشيف رايس
- من يضمن أمن إسرائيل؟
- إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال
- نهاية التاريخ العربي
- المونديال وهزيمة الذات


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً