أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية














المزيد.....

النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَن غضِب مِن سياسيةِ نظامٍ ما في دولةٍ عربيّةٍ ما، سارَع ليتأبَّط النظام السّوري، ليسَ حُبًّا بالنظامِ السّوري، وإنّما لإرسالِ رسالةٍ مفادها ؛ أنّني ما زلتُ قادرًا على أن أعزفَ على وترِ التفرِقة العربيّة، بما أراهُ مُناسبًا لشخصي، وليس بما أراهُ مُناسبًا لوطني، ولا لمُواطني وطني، وأنّني لستُ عاجزًا على أن أُطبّق ما يُطلَب منّي مِن بلادِ العم سام .

فلكَم هو مؤلِم ومُحزِن أن تكونَ عودَة علاقة بعض الأنظمة العربيّة مع سوريا، أو بعبارةٍ أدَق، مع النّظامِ السوريّ ؛ عبارَة عن نتائج لمُناكفَات هزيلة بين الأنظمَة السياسيّة العربيّة، بعدَ أن أصبحَت هذه الأنظمة مطيّة للجميع . فتارةً يمتَطيها الغرب، وتارةً يمتَطيها الأميركان، وتارةً تمتطيها إيران، وأُخرى يمتَطيها مَن لا لونَ ولا جنسَ لهُ.

هذه العودَة، سواء اختلفتَ أو اتّفقتَ معها، تبقى عودة مُحاطة بسلبيّات كثيرة، قد تفوق حجمَ الإيجابيّات التي ستتأتّى منها أو عنها . إذ أنّها عودَة لم يكُ المُراد منها، إلّا تثبيت دعائمَ الحُكم الفرديّ، وجعلِ المنطقة العربيّة، برُمّتها، ترزَح تحتَ وطأة "الحُكم المُطلَق للفردِ الواحد" وجعلِ السُلطات كُلّها بيدِ الزّعيم الأوحَد، والقضاء على أيّ شكلٍ مِن أشكالِ دولَة المؤسسات المعروفة، والتي لا يُعترَف بالدّولة، أي دولة، إلّا إذا كانت هذه المؤسسات صاحبة السُلطة الوحيدة، وسيرها على الأُطُر والمضامين الدستوريّة.

فبعدَ أن كانَت تُرسَل النصائح، ومِن ثمّ تتّبعها الرسائل المُبطّنة بلُغة التهديدِ والوعيد -مُباشِرة وغير مُباشِرة- للنظامِ السّوريّ المُتجبِّر، والمُتعطِّل في أنظمةِ حُكمه، ها نحنُ نرى، اليوم، بأنّ مَن كانوا يرسلونَ تلكَ الرسائل للنظامِ الأسديّ مِن الأنظمة العربيّة، مُترقبينَ نهايته، يعودونَ إلى خطّه، ويسعونَ لإبرامِ اتفاقيّاتِ كبيرة معه، وكأنّه اعترافٌ شبه رسميّ بشرعيّتهِ مِن جديد، بعد أن كانَت وظيفتهم الوحيدة، أن يقذفوا بكُراتِ النّار إلى داخلِ سوريا، قاصدينَ بها، حرقَ سوريا لا النّظام، والعمل على تجزأتها كما هو واضح اليوم، وهذا ما بدا حقيقةً بعد مرور عقدٍ من الزّمن على الثورة/ الحرب الأهلية السوريّة.

لقَد باتَ واضحًا بأنّ الصّراعات العالميّة المُشتَعلة بين الجهات التي تسّعى لفرضِ سيطرتها على العالَم، هي الرّحم الذي يولَد منهُ قرارات وسياسات الأنظمة العربيّة، بل هي السياق الوحيد الذي يفرِض على الأنظمة أن يتحرّكوا من خلاله، كما أنّه باتَ واضحًا، بأنّ تلكَ الجهات تحصُل على زادها مِن خلال المائدة العربيّة الشهيّة . حيث أنّ هذه المائدة العربيّة، تشتَهِر بتواجُد كافة الأطباق الدّسِمة، التي ومِن أجلِ أن تحصُل عليها، لا بدّ مِن أن تُجيدَ، بل تُتقِن في أحاينٍ كثيرة، استخدامَ طريقة الأكل ب "بالسكين والملعقة والشّوكة" . إذ يمكّنُكَ السكّين من تحديد ما في الإطباق كي تُقطِّعهُ بالشوكة، ومن ثمّ تغرفَ ما تيسرَ لكَ منهُ بالملعَقة .

وبناءً على ما ذُكر، فإنّني أقول: واهمٌ ذلك العربيّ الذي لا يرى بلاده على هذه الحال، ويرفُض بأن يعتَرف بضُعفها، وأن يُقرَّ بهشاشة وهزليّة السّاسة فيها، الذين لا تعنيهم ؛ سوى منافعهم الشخصيّة، والبحث عن رغدِ الحياة، الذي لم ولن يجدوه، ما داموا يتجاهلون أحقيّة بلادهم عليهم، ويرفضونَ أن يقفوا مُتراصّينَ بصفّ بلادهم.


لَن تكونَ فكرَة العودَة هذه، هي مُحاولة جديدة، تهدف لإحياءِ الوحدة العربيّة مِن جديد -كما يزعُم البعض - ؛ لأنَّهُ لا مجالَ للإنكار، بأنَّ فكرَت الوحدة العربيّة تشظّت مُنذ سبعينيّات القرن الماضي . لكن، الآن، جُهِزت كي تُذبَح على أراضي ملحمة "فرِّق تسُد" . إذ ما عادَ هُناك مَن يملِك الجُرأة الكافية، من الأنظمة العربيّة، على أن يقِف بوجهِ اللحام/الجزّار في هذه الملحمة، ويعمَل على تشميعِ ملحمَته بالشّمعِ الأحمَر، بل على العكس مِن ذلك، فهُم لا يتوقفونَ عن تقديمِ كُلّ ما بسوعهم للجزّار ؛ كي لا يتوقّف عن نحر بلادهم على مذبَح العُروبة.


وليسَ هُناكَ ما هو أفضَل مِن أن أختِم مقاليَ هذا، بذكرِ حقيقةٍ سياسيّة، لا أعتَقد وجود هُناك مَن يشكِّك بها ..حيث تقول الحقيقة : المنطقة الشّرق أوسطيّة، لن تشكَّل، ولن يتِم إعادة رسمها، إلّا إنطلاقًا مِن أهميّة الأردن وسوريا وفلسطين في المنطقة . فمَن يبتَعد بقلمهُ السياسي بعيدًا عن هذا المُثلَّث، فقد ارتكبَ ذنبًا سياسيًا لا يُغتَفر .

دعوا هذا الخراب يمضي حتى النهاية، هو انفجارٌ حدثَ، وما يزال يتفاعل، ومن وسط هذه التوتُّرات والحِطام، ستولَد دورة تأريخية جديدة . فأيّ مُحاولةٍ لتغيرِ وضع سيء، لا تُعيق المُستقبَل ولو فشلت، هي دومًا حركة دافعة نحو الغد.*


* الفقرَة الأخيرة، لأحدِ الأصدقاء، وهي نقلًا عن صديقٍ لهُ، قالها لي بعدَ أن تحدّثنا بمُجرياتِ الحالة السياسيّة الصّعبة، والتي ستضَع البلاد العربيّة على مُفترَق طُرق.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية