أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني محمد عوني جابر - الأديان والموروث الإنساني ....














المزيد.....

الأديان والموروث الإنساني ....


هاني محمد عوني جابر

الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظاهرة الأديان المبنية على الاعتقاد اليقيني هي ظاهرة أسست لتجارب متنوعة في الفكر الإنساني ..وساهمت في شتى الثقافات الانسانية بخلق انتاج اعتقادي مبنى على اليقين بمعنى زوال الشك وانعدامه ..وما يعنيه بانك على يقين بهذا الشئ ولا تتخيل غيره .......
بالنظر الى الموروث الثقافي الإنساني تحديداً واعتباره الرصيد الدائم من الخبرات والتجارب والمواقف يمكن اعتباره القاعده التي تبني عليها البشرية حضارتها ..فهي تشكل اهم مكونات وجود البشرية حتى تبني على ما تقدم من تجارب ....
من مفارقات التاريخ بأن المؤرخون الاوربيون افترضو ان سرد التاريخ بدأ من " اليونان " وبان الهند حضاره وحشية لا ترتقي للفهم الادمي وان " الاريون " أبناء اعمام الاوروبين هاجروا الى تلك المناطق ومعهم الفنون والعلوم ...وما افسد هذا الافتراض الابحاث التي أقيمت بالهند فاكدت ان عمق الحضاره الهنديه بدأت من تحت الأرض فقد اثبتت الاثار وجود مدن وحياه مدنية هنديه اقدم من أي مدن أخرى يعرفها المؤرخون .......
من التاريخ نقرا ومن هذا الموروث الإنساني نفهم بأن " اليقين " لم يعد قائما وأن الشك في تغليظ وتعظيم الدور الأوروبي ما هو الا " كذبة " تستهدف اظهار فوقية الجنس " الاري " على الاجناس الأخرى ...فجائت الأبحاث والدراسات لتؤكد زيف هذا التاريخ وزيف هذا الموروث الأوروبي .....
هذا اليقين وانعدام الشك موروث " ديني " أسس لفكر اقصائي مبني على نفي الاخر وعلى التفوق العرقي ..فتحولت تلك المعتقدات الى معتقدات " عنصرية " تبنتها جماعات سياسية تحت مسميات اما دينية واما عرقية ..فانتجت مذابح الهنود الحمر في أمريكا وتم اقصاءهم من الوجود .وانتجت صراعات عرقية داخلية وخارجية وحروب اهلية انهكت البشرية وادمتها الى يومنا الحاضر
اكدت الدراسات بان الدول ذات التنوع الديني والاثني الأكثر استعداداً لوجود الصراعات والحروب الاهلية على قاعده ان الطرف الاخر هو العدو ولا يمكن التعايش معه ..وخصت تلك الدراسات الدول الفقيره ذات النظم الاستبدادية ..مستثنية الحروب الاهلية الامريكية ..التي قامت لضرورات النمو الاقتصادي واختلال التوازن بين الشمال والجنوب ....
بمعنى اكثر وضوحاً فأن الديانات وما اورثته للبشرية من اعتقاد يقيني لعبت دوراً محورياً في تغذية الصراعات عبر التاريخ ...
في العصور الوسطى الاوروبيه وسيطرة الكنيسه وهيمنتها على كافة شؤون الحياه باعتبار ان رجالاتها هم صفوة البشر وخيرة علماء الاهوت ..تحكم رجالات الدين على قاعده الاعتقاد اليقيني بانهم الأكثر قوة وخبرة وعلم ويقين ..فساد الجهل والتجهيل الفقر وانعدام الأمان ..منع الحريات والتعبير عن الراي في ظل سيطرة الكنيسة...
وفي محيطنا العربي بعد ظهور حركات الإسلام السياسي التي انتجت أحزاب وحركات تستند الى يقينها الديني .فشلت كونها في سدة الحكم كبديل عن الأحزاب " البرجوازية " التي تشكلت واستلمت الحكم في المحيط العربي .وتحولت الى ديكتاتوريات ..
طرحت حركات الإسلام السياسي نفسها كبديل قادر على النهوض بالامة بعد انهيار القوى الديكتاتورية بفعل ما سميت " بالثورات " فكانت النتائج عكسية نحو المزيد من القمع والمزيد من التنكيل ومنع للحريات ..والمزيد من السقوط لهذا المشروع في المنطقه ...
يمكن القول بان الاوروربيين وبعد انهزام النكنيسه والنهوض من جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعبر سنوات طويله من تعزيز وترسيخ المفاهيم الديمقراطية كنهج حياة ..استطاعت ان تخرج من تحت عباء " الاعتقاد اليقيني " الى فضاء الحريات ..
ولا زال محيطنا العربي يعيش حالة " الاعتقاد اليقيني " ولم يخرج بعد من تحت عباءة الدين كنهج حياة ..على المستوى الشعبي ..على الرغم من رفضه للأحزاب والحركات الاسلاموية ..التي فشلت في احتواء حاجات المواطن العربي ..



#هاني_محمد_عوني_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور المشكلة في فهم - المفهوم -
- ازمة -غياب البديل -
- نحن الى التحرر اقرب ..
- غياب المنظومه
- النخبويه ...
- مضمون السياسه الامريكيه - بالمنطقه -
- سياسي
- ميلاد من الخاصره
- الرجل العظيم مصيبه عامه
- تنبؤات بلا نبوءه ....سياسي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني محمد عوني جابر - الأديان والموروث الإنساني ....