أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - بسمة الكيومي - عندما يكون قمع الأطفال خياراً عُمَانياً !














المزيد.....

عندما يكون قمع الأطفال خياراً عُمَانياً !


بسمة الكيومي

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 08:38
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


منعت السلطات العمانية وقفة تضامنية للأطفال وذويهم كان مقرراً لها أن تقام مساء الثامن من أغسطس الجاري أمام مقر اليونسيف بمسقط تضامناً مع أطفال لبنان وفلسطين، وردت الأطفال على أعقابهم وسط دهشة ممثلي اليونسيف الذين تواجدوا لاستقبال الأطفال واستلام رسالتهم الموجهة لكوفي عنان. اضطر الأطفال للعودة من حيث أتوا وعادت معهم أعلامهم ورسوماتهم وشموعهم وخيبة أمل ٍ بلا حدود، بينما تعرض المنظمون لتهديدات السلطات بالإضرار بهم ،وتحميلهم مسؤولية مشاعر ومواقف الصغار والكبار الذين تنادوا لهذه الوقفة!

يحدث هذا في الوقت الذي تنهال فيه الصواريخ والقنابل على الجنوب اللبناني ناشرة معها الدمار والخراب، ويدفن الأهالي أطفالهم وأحبائهم في فلسطين ولبنان، بينما يواصل الجنوب العماني احتفاله بليالي مهرجان خريف صلالة بحفلاتها الغنائية الراقصة وعروضها الترفيهية، مؤكداً أن الدم العربي لا يعنينا، وأن الدمار الذي حاق ببلدين عربيين حتى الآن غير كافٍ لإلغاء أو تأجيل مهرجان كهذا أو غيره كتعبير رمزي عن التضامن الإنساني والأخلاقي في المقام الأول. ورغم ذلك، لم تكن تلك الوقفة لمطالبة المعنيين بتغيير موقفهم تجاه استمرار المهرجان الترفيهي، ولم تكن مناهضةً للحكومة أو معارضةً لمواقفها السياسية تجاه الأزمة، ولم يفكر أحد أن يطالبها بأن تفعل ما لا تستطيعه وما ليست أهلا له. لقد أراد الأطفال أن يمارسوا إنسانيتهم و عروبتهم ويعبروا عن موقفهم من الجرائم والمجازر اليومية التي يذهب ضحيتها إخوتهم، إلا أن المؤسسة الأمنية ارتأت أن القمع بالمنع هو الحل المناسب للتعامل مع وعي الأطفال ومشاعرهم وحقهم في التعبير عن رأيهم. ومهما كان التبرير الذي قد يسوقونه، إلا أنه كان قرارا خاطئا وغير محسوب البتة. ولا يعمل إلا على تصعيد التوتر القائم أصلا بين المثقفين و النشطاء من جهة والسلطة من جهة أخرى.

كان بإمكان السلطات أن تتصرف بحكمة وعقلانية وأن تعمل على احتواء الانفعال الشعبي وتسمح للشارع العماني بالتنفيس عن غضبه تجاه مجازر العدو الصهيوني بدلاً من أن تجعل من نفسها خصماً في معركة ليست طرفا فيها، لكن الخيار الأمني للأسف كان – كما هو متوقع - الصدام مع القوى الشعبية واستثارة غضبتها بلا مبرر . فالمؤسسة الأمنية باتت معروفةً بموهبتها في تحويل أي نشاط أو حراك مدني إلى ساحة صدام، ومواجهة مع الإرادة الشعبية ،حتى لو لم تكن معنية بالأمر مباشرة، أو حتى لو كان الناشط طفلاً لم يتجاوز العاشرة من عمره، فالسياسة التي تتبعها هذه المؤسسة – فيما يبدو- هي وأد أي بادرة لقيام كيان مدني يعبر عن ضمير الشعب و يعكس همومه وقضاياه.

لقد برهنت هذه الممارسات غير مرةٍ، أنها بعيدة كل البعد ليس فقط عن التوجه الشعبي بل حتى عن التوجه السياسي المعلن لحكومة السلطنة، فبينما يقرر الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب أن على الحكومات الاستجابة لإرادة الشارع العربي ، يقوم الأمن بقمع الشارع العماني وأطفاله ويمنعهم من التعبير عن ضمائرهم.
ومن المؤسف أن تظل البلاد تدفع ثمن قصر نظر هذه الممارسات، سنواتٍ من التأخر السياسي والاجتماعي والثقافي، وتتحمل نتائج أخطائها المتزايدة. فالحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في السياسات الأمنية بعد أن تسببت في الكثير من الإحراج للحكومة محلياً ودولياً كما تثبت ذلك سجلات حقوق الإنسان. كما أن ماحدث في شأن هذه الوقفة، يعزز المطالبات الشعبية المستمرة بضرورة وجود قانون يكفل حق التظاهر والاعتصام، وينظمه وينقذه من اجتهادات الأجهزة الأمنية، وردود أفعالها المستفزة التي قد تجاوز المنع إلى ضرب المتظاهرين واعتقالهم وحبسهم انفرادياً وتقديمهم للمحاكمة كما حدث في العام المنصرم.

لقد أُريد لهذه الوقفة أن تكون فرصة يعبر فيها الأطفال عن تضامنهم مع أشقائهم في لبنان وفلسطين إلا أنها، بعد القمع، صارت فرصة لهم ليتعرفوا عن كثب على حكومتهم وأجهزتها الأمنية، وعلى خيبة الأمل التي سيضطرون للتعايش معها حين يكبرون.



#بسمة_الكيومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في عُمان: وزيرة تحت سلطة الولي
- مسقط عاصمة الثقافة.. تقاطع مثقفيها


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - بسمة الكيومي - عندما يكون قمع الأطفال خياراً عُمَانياً !