نزار كربوط
الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 08:37
المحور:
حقوق الانسان
عند مجيئ إلى مدينة العرفان بداية هذا العام، مررت من أمام الحي الجامعي السويسي الثاني. لأتفقد أثار ذكريات سقف واخرى رميتها في زاوية من زواياه، طلبة جدد ووجوه أخرى بالية قديمة.
وما أثار انتباهي هو اشغال إعادة تصميم باب الحي حيث استبدل الباب القديم المسالم ببابيشبه باب السجن المدني، أقواس وسهام من حديد برؤوس حادة تثقب زرقة السماء. تجاهلت الامر ومضيت في طريقي إلى مقهى Casablancais، فوجدت صور احي وقد ثبتت عليه امتار وامتار من الاسلاك الشائكة المخيفة، قلت مستهزءا " ما اذي فعلوه بك يا صديقي؟ اهمها " موضة" الاحياء الجامعية هذه الايام؟.
اظن انه ما من احد صادق صورا غير على....
نعم هذا الصور الحجري قدم لي خدمة لن أنساها طوال حياتي، هو الذي ساعدني على الهروب من هراوات رجال يلبسون بذلة لونها كلون القيح العام الفارط، نفذت بعضا من كلاب هوايتها نهش لحم الانسان وتساءلت: " إذا اقتحم الحي مرة أخرى...وهذا وارد جدا"
من أين سيهرب الطلبة اذن؟ الباب عال والصور اغتصبته اعمدة الاسلاك الشائكة..أين المقر؟
وبالفعل هذا ما وقع ماي الماضي اثر اقتحام الحي من طرف رجال الامن الاوفياء داسو الازهار، كسروا الابواب، حطموا النوافذ، وضربوا كل ما صادفوه في طريقهم. ربما هذه هي مبادرة التعرية البشرية التي يتحدثون عنها.
اما مولاتي الشرطة ذكروا انه تدخل الامن كان ضروريا بعدما رشق الطلبة عناصرها بالحجارة. ياله من تعليق مضحك. فمن اجل البحث عن من كان يقدف الحجارة في الهواء. تقتحم الاحياء ويرمي الطلبة من العلاء.
لاأظن انها كانت بحوزتهم متفجرات ولاغازات سامة (...) فماذا هذا العناء؟
من أراد الهروب في تلك الليلة المشؤومة من الصور وجده مزركشا بالاسلاك والحي محاصر من كل الجهات. صراخ.....صراخ.....صراخ.
استمرت المجزرة الرهيبة ساعات وساعات " إنه الواجب الوطني" كان كابوسا هتشكوكي بألوان مغربية وحاز على أربع اسكارات
- أفضل لقطات رعب
- احسن موسقى ترهيبية
- أحسن إخراج
- الدقة في الاداء
فمرحبا إذن بغوانتنامو في الرباط
#نزار_كربوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟