أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمزي عودة - إنقلاب على الله !














المزيد.....

إنقلاب على الله !


رمزي عودة

الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنقلاب على الله!
منذ حرب الخليج الثانية، وما عاناه الفلسطينيون فيها من تكاليف باهظة، إنتهجت القيادة الفلسطينية نهجاً إستراتيجياً ما زال قائماً الى الآن، يقضي بعد التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بأي شكل من الأشكال، وكان الهاجس الأساسي لهذا النهج هو تجنيب شعبنا الفلسطيني في الشتات ويلات الانتقام السياسي. وبالفعل إستمرت قيادتنا منذ الراحل الشهيد أبو عمار وحتى في فترة حكم السيد الرئيس محمود عباس في إتباع هذا النهج الحكيم، وقد إمتنعت إدارة السيد الرئيس عن إتخاذ أية مواقف سياسية تجاه أحداث الربيع العربي في مصر واليمن وسوريا وغيرها من الاقطار التي حدثت فيها إضطرابات سياسية. وفي الوقت الذي عانت غالبية الأقطار العربية من حروب داخلية وإنقسامات نتيجةً لموجة التحول الديمقراطي التي حدثت في أعقاب ثورات الربيع العربي أو كما يسميه البعض "الخريف العربي"، فإن الموجة منيت بالفشل، سوى في تونس الشقيقة، التي كانت أولى هذه الثورات وملهمتها، وقد نجحت بها عملية التحول الديمقراطي وإستقرت نسبياً الى حد ما منذ نجاح الثورة في إسقاط حكم بن علي في العام2011.
واليوم، تنتفض تونس من جديد، حيث أقال الرئيس المنتخب قيس بن سعيد رئيس الحكومة هشام المشيشي، وجمد البرلمان وأسقط حصانة أعضائه، وأعلن توليه السلطة التنفيذية مع رئيس وزراء يقوم بتعينه بنفسه. وقام بن سعيد بهذه الخطوة، إستناداً الى صلاحياته المخولة له بالدستور في المادة 80، حيث يحق للرئيس في حال تعرض الدولة ومؤسساتها الى الخطر والفوضى والانقسام أن يقوم بحل البرلمان. وفي الواقع، هدد بن سعيد في أكثر من مرة راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاخواني ورئيس البرلمان بتطبيق المادة 80 من الدستور في حال إستمرار حكومة النهضة بإساءة حكم البلاد وإنتشار الفقر والبطالة ووباء كوفيد 19 ؛ وهو الأمر الذي أدي الى إنفجار المظاهرات الشعبية المنددة بحكومة النهضة والمطالبة باقالة الحكومة وحل البرلمان، مما حدا بالرئيس التونسي الى الاستجابة للضغوط الشعبية وتطبيق المادة "80" . وبالطبع ندد الغنوشي بقرار إقالته ودعا حزبه الى التظاهر ضد بن سعيد وإسقاط حكمه واصفاً قرارات الأخير بأنها إنقلاب على الحكم. وإزدادت حدة لغة الجماعات الاخوانية المنددة في مختلف البقاع، ودعت هذه الجماعات الى مقاومة قرارات بن سعيد حتى ولو بحمل السلاح، وهذا ليس غريباً على فكر وممارسة الجماعات الاسلاموية، وهو ما رأيناه مسبقاً في مصر وسوريا وحتى في فلسطين في عام 2006.
كتبت مقالاً في الحياة الجديدة قبل أشهر معنون ب "انتهي عصر الاسلاموية"، تحدثت فيه عن إنحسار
مد الجماعات الاسلاموية في العالم العربي مؤخراً، حيث ضعفت هذه الأحزاب بشكل ملحوظ في الأردن والكويت والسودان وغيرها، ولهذا لم نتفاجئ كثيرا بقرارات الرئيس بن سعيد المساندة شعبياً بإقاله حكومة النهضة، وخاصةً أن غالبية الأحزاب والحركات اليسارية والليبرالية والوطنية في تونس بما فيها إتحاد الشغل أيدت قرارات بن سعيد، ولكن الذي تفاجأنا به حقاً هو تصريح القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق المنددة بخطوات بن سعيد واصفاً إياها بأنها "إنقلاب على الله". وتعتبر تصريحات أبو مرزوق تعتبر خروجاً عن الموقف التاريخي للقيادة الفلسطينية، بضروة تجنب التدخل في القضايا العربية، وستؤدي حتماً الى إلحاق إضرار بمصالح الفلسطنيين المتواجدين في تونس. ومن حانب آخر، تحتم علينا هذه التصريحات إعادة فهم حقيقة عقيدة الاخوان المسلمين السياسية، حيث يعتبرون أنفسهم خلفاء الله على الارض، وأن دولتهم هي دولة الخلافة التي لا يجب أن تمس، وأن الحاكم هو ظل الله على الارض، واذا ما تم معصيته فإن ذلك يعني معصية الله أو إنقلاب عليه. وهذا يعيدنا الى نظرية الحق الالهي في الحكم، بإعتبار الله وليس الشعب هو مصدر السلطات. وفي ذلك تعدي واضح على النظرية الديمقراطية التي تتغنى بها النهضة وتطالب بإستردادها لأنها تتماشى فقط مع مصالحهم الآنية. وفي النتيجة، ما حدث في تونس لا يعدو على كونه تصحيحاً للمسار الديمقراطي الذي بدأ منذ عام 2011، وهو مسار لن يكتب له الاستمرار في ظل الفكر الظلامي الذي لايؤمن بالأساس بالعملية الديمقراطية. وبالضرورة، فان اللجوء الى المعترك الانتخابي مستقبلاً يعتبر مطلباً مهماُ في تونس، ولكنه لن يكون كافياً ومستقراً اذا ما سمح للنهضة للدخول فيه مرة أخرى.



#رمزي_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة تخلع عباءتها الليبرالية
- من أجل تعزيز موقف القيادة تجاه أموال المقاصة؟
- الموجة الثالثة للسلام .. الى أين؟
- في مقاربة الرد على البروبوجندا الاماراتية
- سلطة الله وسلطة الحاكم
- كورونا، حداثة ما بعد الحداثة
- معضلة حماس في اجراء الانتخابات
- الحياد ليس هو المطلوب أمام الازمة القطرية
- -تحدّي ترامب- فهل ينجح بالمرور؟
- القائمة المفتوحة فوضى أم تنظيم لصفوف فتح!
- مؤتمر باريس .. قراءة في النتائج واستراتيجيات الدبلوماسية الف ...
- التوافقية وليس المصالحة هي المطلوبة
- الخيارات العسكرية المتاحة امام دولة فلسطين
- الشباب والتحول الديمقراطي في اعقاب الربيع العربي
- موعدنا مع ايلول ..الدولة ام الاستقالة؟!
- الحل ليس حل السلطة !
- يا ابيض يا اسود .. في سبتمر المقبل


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمزي عودة - إنقلاب على الله !