|
العاصمة الثقافية لإيران... أصفهان
قاسم علوان
الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 08:30
المحور:
الصحافة والاعلام
زيارة الى إيران (4) مدن أخرى... كاشان مدينة الذهب....!!! من وجهات نظر أخرى متباينة تكاد تكون كل المدن الإيرانية تستحق الزيارة أو على الأقل المرور بها والأطلاع على معالمها الثقافية والحضارية وهذا مالم نستطع أن نحققه في هذه الرحلة... عندما قررنا أن نأخذ الطريق البري من طهران الى إصفهان وقد كانت المسافة خمس ساعات.. أشترط دليلنا على سائق سيارة الأجرة الصغيرة التي سوف تقلنا، بان نمر في مدينة كاشان لمدة نصف ساعة على الأقل للأطلاع على بعض معالمها.. كاشان المدينة العريقة والشهيرة بصناعة السجاد الإيراني اليدوي غالي الثمن على مستوى العالم، أو كما يطلق عليها بعضهم (مدينة الذهب) نسبة الى تلك الصناعة... إضافة الى صناعة أخرى مشهورة.. هي صناعة نوع من سيراميك الجدران (الفخار) الذي يكتب أو ينقش عليه بمواد كيماوية (بعض أكاسيد الفلزات... والتي تسمى مواد التزجيج) ليفخر بالنار مرة أخرى، لتخرج علينا واجهاته بالوان (زجاجية) جديدة متنوعة لكنها محدودة كما يعرف ذلك ذوي الاختصاص.. منها النوع الذي يسمى بـ (القاشان) أو (القاشاني) ويسمى هذا الفن في العراق أحيانا بالكربلائي...!! وهو الذي يواجهنا دائما في أعلى أبواب ومداخل المساجد أو الحسينيات القديمة في مختلف أنحاء العراق... إذ عرفت هذه المدينة العراقية أيضا بصناعة بعض أنواعه منذ فترة ليست بالقصيرة.. ولكن بتأثر واضح من المصدر الأصلي القريب عليها (ثقافيا..) والأسم بكل تأكيد يحمل نسبة تسميته الى المدينة الإيرانية القديمة كاشان.. و(الكاشاني) غالبا ما تطلق على السجاد تحديدا.. وهذه اللفظة بكل تاكيد هي مصدر تسمية الحجر الأسمنتي مربع الشكل مختلف الأحجام والأشكال والزخارف والمطعم بأحجار أخرى، والذي تبلط به الأرضيات عندنا في الوقت الحاضر.. أي (الكاشي...!!) مدينة كاشان أو (مدينة الذهب) كما قلنا مدينة صغيرة وفقيرة جدا، وليس فيها ما يميز فقرها وضآلتها سوى إقتران ذكرها واسمها بتلك الصناعات المهمة غير المنظورة للعيان بالنسبة للسائح والتي لم تنعكس على مظهر الحياة في المدينة أبدا كما شاهدناها أثناء مرورنا بشوارعها خلال ذلك اليوم.. أما إصرار دليلنا على أن نمر بها بسبب الأثر التاريخي السياحي الذي يميزها.. ألا وهو الحمام الأثري الذي يعود الى قرون خلت، ويخص أفراد طبقة البلاط الشاهنشاهي حينذاك... وهو فعلا بناء فخم بمقاييس تلك الحقبة ويتضمن ما يشبه الأعاجيب أو الأسرار لكنها أندثرت في الوقت الحاضر.. يحتوي هذا الحمام على برك عديدة للمياه الجارية باستمرار منها البرك الداخلية والخارجية، وكان يجري تسخين تلك المياه شتاءا وفق آلية غامضة...! أن تلك المياه الجارية تمر في زاوية من الحمام حيث توجد هناك شمعة واحدة مشتعلة على الدوام تجعل المياه الساخنة على مدار الساعة...!! لكن تلك الآلية تعطلت في السنوات الأخيرة فقط بسبب إنطفاء الشمعة... فعجز (المعاصرون) القائمون على صيانة المبنى عن إعادة العمل بها...!!! كما ترتبط ذكرى هذا الحمام الأثري بذكرى مهمة في تاريخ السلالة القاجارية التي حكمت إيران، أحدى المؤمرات السياسية التاريخية التي حيكت خلال القرن الثامن عشر كانت قد جرت أحداثها بين جدران هذا الحمام، وانتهت باغتيال الشاه القاجاري (ناصر الدين شاه) في تلك الفترة من الزمن، لذا صنع القائمون المعاصرون في هذا المكان الأثري والسياحي مشهدا مجسما للشخصيات التي قامت بالمؤامرة وضحاياها، في نفس مكان الحادث تحديدا، وكذلك عرض أدوات المؤامرة والأشياء الخاصة بابطالها وصورهم وتفاصيل أخرى تقترن بذلك الحدث.. مما أضفى على تلك الرقعة من المكان شعورا حسيا (دراميا) مؤثرا بالمأساة الممسرحة... مدن ذهبية أخرى.... أصفهان حديقة العالم أصفهان.. مدينة عريقة لها جذورها الممتدة عبر التاريخ والجغرافية القديمتين... لكنها الآن لا تمتلك من ذلك النسق التراثي سواء في العراقة أو العمران.. أو أشكال بقايا الإرث التاريخي القديم سوى مسجدها العريق في مركز المدينة (مسجد شاه) الذي يمتدعمره الى أكثر من سبعمائة سنة... وهو هنا الآن كمعلم أثري سياحي.. أكثرمنه مسجد قائم للصلاة... صحيح أنه تتم فيه الصلاة يوميا باوقاتها بعد أن يرفع الآذان... لكن يتم الدخول أليه بتعريفة نقدية مثله مثل أي مكان سياحي أو أثري في أي بلد في العالم.. كما يتميز هذا الأثر بالحديقة الواسعة التي تقع أمامه كمتنزه عام يرتاده أعداد كبيرة من سكان المدينة وزوارها الأجانب عصرا لساعة متأخرة من الليل وخاصة في مساءات الليالي التي تنتهي بعطل رسمية.. يحيط به السوق القديم الذي يرتبط ببناء المسجد ويتبع له، وتشغله محلات بيع (الأنتيكات) والحلي والصناعات المحلية واليدوية الأخرى، وكذلك محلات بيع المرطبات والحلويات التي تشتهر بها مدينة أصفهان... أما بقية أجزاء المدينة فلا نملك إلا أن نقول عنها مدينة معاصرة بمعنى الكلمة، بمطارها الواسع البعيد عن المركز (45كم..) وجامعاتها الخمس ومساحتها الواسعة حيث تملك مدخلين كبيرين رئيسيين أمام الزائر القادم من طهران.. يشطر المدينة الى شقين نهر واسع سريع الجريان هو نهر (زاندره رود) أي نهر الولادة... الذي يسقي بساتين وحدائق اصفهان الشهيرة داخل المدينة أو على مشارفها... وهي تسمية قديمة ربما تمتد حيث ولادة المدينة وربما نهرها، فلا مدينة يمكن أن تولد وبهذا الحجم والشكل والتاريخ.. مدينة عبر العصور والقرون الغابرة بدون نهر كهذا... ينبع النهر من شمال غرب المدينة حيث الجبال الشاهقة التي تحيط بها، والشلالات الصغيرة التي تنبثق منها، حيث انشئت حديثا على تلك المشارف (حديقة الطيور...) وهي محمية طبيعية لأنواع الطيور في العالم المقيمة في إيران أو المهاجرة أليها في مواسم السنة.. كما احتوت تلك الحديقة أو المحمية على مجسمات (طينية) لمدينة اصفهان القديمة بما في ذلك بساتينها وأزقتها... لينتهي ذلك النهر الى أنهر صغيرة تتفرق وتندثر تدريجيا جنوب وشرق المدينة بعد أن يكون قد رواها جيدا وأدام خضرتها الزاهية على مدار السنة، وأضفى عليها سمة راقية من ديمومة الحياة وببهجة دائمة، وخاصة خلال أعياد النوروز التي يتحدثون عنها كثيرا، ولايمكن لزائر غريب أن يحضى بتلك المتعة بسبب زحمة المواصلات وزحمة الفنادق في تلك المناسبة كما قال معظم من ألتقينا بهم إلا بعد تحضير مبكر... تقطع ذلك النهر خلال مروره بالمدينة مجموعة جسور مختلفة الأعمار والأنواع... منها جسور قديمة جدا، وهي عبارة عن معالم أثرية سياحية تضفي على المدينة تلك السمة من الأجواء التاريخية والأثرية التي يفتقدها أغلب عمرانها... مثل جسر (سي وسى بل) أي جسر ذي الثلاث والثلاثين غرفة... وهو جسر مبني من الآجر المفخور.. أي الطابوق.. قاعدته تتكون من فراغات الأقواس الإسلامية التقليدية وعددها ثلاث وثلاثون قوسا... كما يرافق أمتداد ذلك النهر ومن الجهتين اليمنى واليسرى حدائق (كورنيش) غناء تمتد لأكثر من مئة متر عن ضفة النهر، ويعتنى بهاعلى مدار الساعة كما شاهدنا ذلك في أوقات مختلفة وعن قرب، تزين الضفة اليمنى فقط أعمال فنية نحتية مجسمة تنم عن ذائقة فنية عالية للقائمين على رعاية هذا (الكورنيش) الذي ترتاده العوائل الأصفهانية تقريبا على مدى 24 ساعة...!! وكان ذلك منظرا غريبا بالنسبة لنا أن نجد تلك الحدائق مشغولة صباحا أعتبارا من الساعة الثامنة بعوائل كبيرة مع اطفالها تجلب معها فطورها الصباحي لتتمتع بنزهة صباحية قل مثيلها في أي مدينة في العالم...!! كما لا يفوتنا أن نشير الى عمل منتسبي البلدية الليلي دائما في صيانة أرصفة وشوارع المدينة، وكذلك خدماتها الأخرى (صيانة المجاري أو مد كيبلات... الخ) وأيضا استخدام سيارات إطفاء الحرائق وبشكل يومي لغسل الأشجار العتيقة العالية التي تزين أرصفة المدينة وتضللها من أقصاها الى أقصاها.. اصفهان مدينة التنوع...!! كثيرا ما سمعنا عن التنوع الديني والعرقي في هذه المدينة... وكان هذا مثار فضولنا.. سالنا عن موقع كنيسة قديمة للأرمن في المدينة كنا قد سمعنا بها.. أشار الينا أول من سالناه الى أن نذهب الى (جولفا..) حيث موقع الكنيسة.. أو المنطقة السكنية التي خصصت منذ القرن السابع عشر الميلادي (كما عرفنا ذلك فيما بعد) لسكن الأرمن الهاربين من مذابح الأتراك وجيوشهم (الأنكشارية) في وطنهم الأم والذين وصلوا اصفهان في ذلك الزمن.. حيث منحهم شاه إيران حينذاك الأذن بالسكن في هذه المنطقة ومنحوها أسم نفس المنطقة التي هاجروا منها في أرمينيا (جولفا) كذلك بنوا كاتدرائية تحمل أسم (كل المخلصين..) فيها، وهي لاتزال قائمة لهذه اللحظة وسندخلها فيما بعد... كنا قد وصلنا تقريبا بعد ساعات العصر.. وقد كانت مغلقة، أشار علينا رجل كان يقف ببابها ويبدو أنه حارس فيها الى أن نأتي صباحا في موعد زيارات المتحف... كانت الكاتدرائية ـ المتحف تقع في شارع فرعي من شارع تجاري رئيسي في قلب المدينة حيث يطل عليه الحي الأرمني.. جولفا.. ويحتوي على محلات تجارية متنوعة.. مررنا بمحل كبير لبيع أنواع الحقائب.. تديره فتاة في مقتبل العمر، ترتدي الزي الإيراني التقليدي للفتيات الإيرانيات (المانتو القصير على سروال من الجينز وكذلك غطاء الراس أو الحجاب..) كان رفيقي في الرحلة، وهذه الجولة تحديدا عماد زينل الذي يجيد الفارسية كما ذكرت يحتاج الى حقيبة متوسطة الحجم، ساوم صاحبة المحل على نوع الحقيبة التي يحتاجها، وبعد أن أتفق معها على السعر ودفعه لها.. طلبت منه أن يعرفها بمهمتنا وهويتنا فربما تجيبنا على بعض أسئلتنا.. وافقت.. سالتها عن أسمها.. فاجابت:ـ هاسميك بوغوزيان....!! * عفوا هل انت مسلمة...؟ ـ كلا أنا مسيحية من الأرمن...!! (حسنا هذا هو ما نبحث عنه...!!) • كم هو تقريبا عدد نفوس طائفة الأرمن في اصفهان..؟ ـ : 3 الى 4 آلاف نسمة في الوقت الحاضر • هذا يعني أن العدد كان أكثر سابقا..؟ ـ: نعم كان أكثر بكثير ولكن بعد (الثورة الإسلامية..) حصلت للطائفة بعض المضايقات خلال السنوات الماضية رحل بعدها الكثير الى أصقاع مختلفة من العالم.. • والآن كيف هو وضع الطائفة...؟ ـ: تحسن الوضع كثيرا في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ حكومة الرئيس السابق خاتمي.. • أنت مسيحية لماذا ترتدين هذا الزي الإسلامي..؟ ـ: خلال السنوات الأخيرة صار هذا الزي زي إيراني، ولما أنا إيرانية وأعيش في هذه البلاد فيجب أن أرتدي زيها... ولكن عندما أسافر فذلك موضوع آخر.. • ماهو تحصيلك الدراسي...؟ ـ: دبلوم صناعات كيمياوية.. • هل والداك على قيد الحياة..؟ ـ: نعم • وماذا يعمل...؟ ـ: يدير مصنعا لهذا النوع من الحقائب المعروضة في هذا المحل.... قاطع حوارنا دخول أمرأة متوسطة العمر الى المحل، ترتدي الزي الإيراني التقليدي أيضا (المانتو وسروال الجينز وغطاء الرأس...) ولكن بشكل أكثر تحرر من هاسميك... المراة ألقت التحية على الجميع، هاسميك بادرت الى تقديم الزائرة ألينا بانها أمها...!! سرتنا المفاجأة.. المرأة قدمت نفسها ألينا بعد أن عرفتها المضيفة بهويتنا ووظيفتنا.. سيلفيا بوغوزيان.. وجهت سؤالي المفاجيء الى هاسميك.. • تبدو أمك متحررة نوعا ما بملابسها قياسا أليك وأكثر شبابا.. ما قولك...؟ ـ: أنا هنا بملابس العمل وليس في نزهة... أمي كانت في جولة حرة في السوق.. وهذا هو الفرق.. سرّ هذا الإطراء السيدة سيليفيا فضحكت وقالت: أتمنى أن يسمعكم زوجي...!!!
#قاسم_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة الى إيران (3) الى الشمال من طهران..
-
زيارة الى إيران (2) طهران مدينة مفتوحة
-
زيارة الى إيران.... (1) قبل الوصول الى طهران وميدان إنقلاب..
...
-
هل يصدق القاضي رءوف محمد رشيد كذبة برزان...؟
-
قصة هذه الرواية
-
التهجير الطائفي القسري...
-
كيف تصرف مبلغ 200 مليون دينار عراقي في ثلاثة أيام بدون معلم.
...
-
عندما أشتعلت الشرارة صبيحة ذلك اليوم الربيعي الجميل
-
عاشت فلسطين حرة عربية
-
بانتظار الحكومة المقبلة
-
فاعلية الاستحقاق الانتخابي والضرورات الأخرى
-
الشعر الشعبي العراقي... سيرة
-
كافكا وأرسون ويلز في( المحاكمة) سلطة الأدب وسلطة الكتابة
-
هل يوحد الأخوة الكورد (الأخوة) الفرقاء العرب...؟
-
بونويل رائد السينما السريالية
-
لوليتا... الرواية في السينما
-
أسطورة شارلي شابلن
-
السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
-
أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
-
مشروع الدولة القومية والعولمة
المزيد.....
-
جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
-
أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
-
الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول
...
-
مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
-
علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
-
حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
-
خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال
...
-
منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري
...
-
اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
-
3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|