أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - تونس المسروقة...لنا تعود














المزيد.....

تونس المسروقة...لنا تعود


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و لكن لماذا لم يبتهجوا بما فعل قيس سعيد لتونس في يوم عيدها : عيد الجمهورية المجيد؟؟؟!
ألم يقولوا أنّهم يكفرون بالنّهضة و أنّها الشيطان الأكبر و أنّهم لا يتخيّلون تونس التي ʺيُحبّونʺ إلاّ بدونها!!
أم أنّهم لم يتخيّلوا أن يفكّر في إزاحة النّهضة من علياءها أحد غيرهم حتّى لا يرث إرثها و لا يسرق ما سرقت سواهم و حتى يقتسموا و من معهم، تونس المسروقة من شعبها، كما يُحبّون و يشتهون!
منذ الثورة المأسوف على شبابها و نحن الصامتون نعاني من أهل الحدثوت المأجورين في تونس ما لم نعانيه من النهضة الخبيثة، التي، و الحق يقال، كانت تلعب بوجه نصف مكشوف و إن كان للعارفين منّا جدّ مفضوح، أمّا أصحاب الأحزاب و الجمعيات و الجماعات الحداثية و بخاصة أهل الثقافة و الانفتاح فلطالما صدّعوا رؤوسنا بالدفاع الأجوف الصارخ عن الدولة المدنية و عن القيم الجمهورية و خاصة خاصة عن حقوق المرأة التونسية و أقصى أمانيهم الدفينة أن يلتقوا مسؤولا كبيرا أو تلتقط لهم صورة مع سفير دولة كبيرة أو أن يعبّروا- لنا نحن- عن مساندتهم لروني الطرابلسي في محنة مرضه!!
هؤلاء الحدثوت الثقفوت الذين أهلكونا بأوهام الوصول إلى الحكم و كنس الإخوان المسلمين، و كأن النهضة شرّ مطلق و كأن كلّ من فيها طالحين، كانوا في كلّ انتخابات يذيقون أتباعهم مرّ الهزيمة و إن فازوا مرّة-بفضل الباجي- فأغلبيتهم غير مريحة و مضطرين للتحالف مع الاخوان!! هكذا يبرّرون... ثم يعاودون الوعود و يَعِدون برصّ الصفوف وبأنهم في المرّة القادمة هم الرابحون ! فيُصدقهم الغافلون و يناصرهم و يدعمهم الطمّاعون حتى و هم يرونهم أعجز من أن يجمعوا عدد يكفي من الإمضاءات لزحزحة زعيم النهضة من رئاسة البرلمان.
و تسألهم ببراءة المحب للبلد: لماذا لا تُساندون قيسًا و هو ضدّ النهضة فيتغامزون و يتضاحكون و يُتَمْتِمُون : و هل في قيسٍ هذا مطمعٌ!
يريدون رئيسا من طينتهم يحكمون معه و يتحكّمون بتونس الأسيرة و يُهدون لحمها للقريب و للقويّ الغريب!
منذ عشر سنين و هم يُلقون بالطُّعم لأهل الطمع في الدّاخل و الخارج: نحن من سيحكم...سنصل للحكم قريبا فكونوا معنا اليوم... نُطعمكم منى خيراتنا غدا...
و لم يأتهم هذا الغد لا مع عبد الكريم الزبيدي و كانوا أكثر من يعرف حدوده و لؤمه و خبثه رغم بساطته الظاهرة، و لا مع نبيل القروي رغم فساده و غروره و قباحة ألفاظه و تدنّي خِطابه و لن يأتيهم أبدا مع عبير موسي رغم أنّ منهم من مازال يحلم و سيظلّ يحلم، حتى بعد 25 جويلية 2021 بعبير موسي رئيسة لتونس رغم تاريخها التجمّعي الأسود و رغم تهريجها البرلماني الفجّ و رغم تمثيلها البارد و المفضوح.
لتونس الحديثة ثلاثة رؤساء رحلوا و رابعهم قيس.
رؤساء شرّفوا تونس و تشرّفت بهم رغم تفاوت مزاياهم و عيوبهم:
1 بورقيبة: السياسي الألمعي ذي الفكر الثاقب.
2 بن علي: العسكري المحنّك الذي كان يخشى على بلاده شرّ الداخل و الخارج كما يخشى ربّ الأسرة الصالح على بيته و أهل بيته.
3 الباجي: الأب الحنون و السياسي المتّزن و الديبلوماسي البارع اللّبق.
هؤلاء فقط أحبّوا تونس و أخلصوا لها فأخلصت لهم و كتبت أسماءهم في سِجلّها المضيء.
أمّا الثلاثة الآخرين فكان حصولهم على الرئاسة في غفلة من تونس على بوّابة حكمها فكان دخولهم كخروجهم لا رنّة فيه و لا رنين و ما رأينا إلاّ صورة باهتة للمبزّع و محمد الناصر و صورة مُذلّة للمرزوقي الخبيث ذي التواضع المغشوش.
ستبقى الرئاسة مكانا عليّا و مكانة سامية لا يبلغها إلا أصحاب العزم و الهمّة أولئك الصادقين حقا في حمل الأمانة فمن بلغها كذلك نال عِزّها و من دخلها مصادفة أو مخابثة نال فقط سُمّها.
و لأن قيس سعيد هو ذلك المؤمن بحق و ذلك المتواضع بحق و ذلك المستقيم بحق فسيتشرّف بحمله كرسي الرئاسة و ستحمله الناس في القلوب و سيُكرمه الله جلّ في عُلاه و يَشْدُدْ أزره و يُسدِّد خُطَاهْ.
إنه عصر جديد سندخله و فيه سنستعيد صِدقنا و عافيتنا و أدبنا و قيمنا و لغتنا و ديننا العظيم.
سيعود للتعليم العمومي صولته و للأخلاق رِفعتها و للقضاء عدله و هيبته و للإعلام الحقيقي صِدقه و سُلطته.
إنّها مسألة وقت و لن يطول و سيعود الدُرّ إلى معدنه و سينزوي المنافقون و سيندثر الطمّاعون و ستعود لنا تونس البهيّة الأبيّة...
تونس يا سُرّة العالم و سِرّه...
يا دُرّة وضعها الله على الأرض...
منك سينتشر الصّدق في الكون و في أرجاءه سيفوح الورد و الياسمين و الفُلّ.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تشقى النّاسُ…بالنّاسْ!!
- لستُ إمرأة!!
- يَوْمَ التقى القلبان...
- للرّجعية في تونس اليوم... عنوان: عبير موسي و شيخ الإخوان!
- الرَّئِيس يَلْتَجِئ إِلَى ʺالمَعَرِّيʺ... وَ مَنْ ...
- ابشروا...إنه الربيع البشري
- بركات الوباء
- لا في الفناء...و لا في البقاء
- مرحبا بالوباء
- حضارة طالت ...و اليوم إلى زوال
- أحبّ أدوارهم...
- نحن المطلوبون...للموت
- الكوكب الأجرب !!!
- لِتَفْهَمُوا...لماذا أَتَى!
- النّاس، بالخوف، ميّتون...
- ظَلَمُوا الكوكب البديع!
- النّهضة اللّعُوب التي أوقعت وطن
- فلسطين...أيا جرحنا الغائر
- لأنّ السّياسة قدر...
- بكلّ براءة!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - تونس المسروقة...لنا تعود