أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي سيريني - الإخوان المسلمون آلة تدمير إرادة الإنسان في البلاد الإسلامية: تونس خير شاهد على ذلك














المزيد.....

الإخوان المسلمون آلة تدمير إرادة الإنسان في البلاد الإسلامية: تونس خير شاهد على ذلك


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 08:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد كل التجارب التي مرت على المنطقة منذ انطلاق الربيع العربي في عام 2011، مازالت منظمة الإخوان المسلمين تمارس أسوأ دور في تحطيم إرادة و حرية شعوب المنطقة. فهذه المنظمة في الواقع وفي العمق ليست سوى أداة مخادعة في يد الأنظمة والمنظمات الإرهابية السلطوية في منطقتنا. فهذه الأنظمة، تستعمل هذه المنظمة الغبية وتمطتيها لتحقيق أهداف لا يمكن في الواقع تحقيقها بهذه النتيجة المبهرة بدون منظمة فاسدة و غبية كمنظمة الإخوان المسلمين. فالأنظمة الديكتاتورية تستعمل هذه المنظمة للعب أدوار منوعة، وهي تلعب بعفوية هذه الأدوار طواعية وحتى بدون إدراك، وتماهيا مع ما هو سائد و مع ماهو غائيٌّ لدى السلطات الديكتاتورية. فالإخوان، إذا كان المطلوب أن يمثلوا دور الخطر الأمني فعلوا، وإذا كان المطلوب أن يمثلوا دور الأغنام التي تريد لعب دور الضباع و محاولتها بطريقة مشمئزة ويائسة للوصول إلى القيادة والحكم فعلوا، وإذا كان المطلوب الحفاظ على الأوضاع الراهنة، ومواصلة التثبط و الرتابة السياسية في ظل كبت الحريات و الفقر العام و إنسداد الأفق بوجه شعوبنا، عبر معارضة مشلولة الإرادة، فعلوا ذلك أيضا. ففي سوريا ساهموا في تثبيت أركان النظام السوري الطائفي، بعد أن إستدرجهم حافظ الأسد للرقص على أنغامه. وفي ظل سلطة حسني مبارك ساهموا في مد عمر نظامه عقودا طويلة، بعد أن تحولوا إلى كومبارسات السياسة المباركية، لا تقدم ولا تؤخر. وبعد الربيع العربي، تحولوا إلى معول هدم الربيع العربي، بعد أن أوصلوا بغبائهم عبدالفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة، وبعد أن تحولوا هم أنفسهم إلى -ربما- أغبى سلطة سياسية في التأريخ. وقد وصل بهم الغباء أن يضحك السيسي منهم ومن رئيسهم الدرويش مرسي، عبر حركات مسرحية صدقها الإخوان أنها تعكس شخصية السيسي الحقيقية، منها إتصال السيسي بأفراد عائلته بحضور مرسي ليحثهم عبر التلفون أن يُصَلّوا حالا دون تأخير لأن الآذان قد حان وقته، بينما كانت البسمة تملأ وجوه مرسي و إخوانه، فرحا بوزير الدفاع أنه إبن بار لهم ولإخوانيتهم!
اليوم، بعد الإنقلاب الذي حدث في تونس برئاسة دمية فرنسا، رأينا راشد الغنوشي يذهب إلى أمام بوابة البرلمان المقفلة، التي بدت وكأنها بوابة أو شبكة سجن، كشخص مذنب متهالك و فاقد للإرادة، وبصوت خافت متذبذب يشكو جلّاديه ما يفعلون. وهذا الرجل يثبت أنه لا يعلم شيئا في السياسة والإعلام وفنونهما. وفوق ذلك ذهب وهو يلبس الكمامة المكعبة التي تُظهر وجه الإنسان كوجه الخنزير. والأسوأ ظهر على الشاشات من الجانب، كما يُصور المجرمون أثناء الإدلاء بإعترافاتهم. وبدت هيئة الرجل، كهيئة المتسول الذي يستجدي عطف الناس في الشوارع بصوته الخافت الحزين، لكي يساعدوه. وإذا كان شخص ما يعتبر نفسه قائدا لشعب، ويريد أن يحركهم ويوجههم نحو الطريق الأمثل في السياسة، فإن هذه الهيئة، لا تعكس شخصية قائد قوي و ذكي و محنك و صاحب كاريزما، تحرك الجماهير. بل على العكس، من حيث يدري الرجل أو لا، فإنه يبث في نفوس الناس اليأس و الإستسلام، واليقين بأنه قائد عاجز كئيب لا يقوى على شئ. هذا النوع من البشر يجب أن يعادوا إلى بيوتهم، لأنهم كما هم عالة على الفضاءات التي تخص المجتمع، وهم كما هم أسباب لتثبيط همم الناس و شجاعتهم و حركتهم نحو أفق حرّ ومشرق.
ولو كان هذا الرجل المهزوم نفسيا، يعرف أدنى أبجديات الإعلام والسياسة، لما رضي أن يخرج بهذه الهيئة و في هكذا موقف ضعيف وذليل، بل كان عليه أن يطلق تصريحا مختصرا وبقوة وعزم يطلب فيها الناس إلى الخروج من بيوتها والسيطرة على مباني و مؤسسات الحكومة والمحافظة عليها والقبض على الإنقلابيين. لكن مرسي والإخوان الذين كانت شفاههم تبتسم فرحا بالسيسي وهو يضحك منهم، فغنوشي حتى الآن ليس سوى الدم الذي يعيد الحياة إلى الخلايا الميتة للنظام الديكتاتوري الذي قضى عليه الشعب التونسي في عام 2011. والأنكى من هذا كله، فإن راشد الغنوشي الذي عبر عامه الثمانين و هو شيخ كهل، هل صحته و القدرة النفسية تسمح له أن يتولى القيادة، أم أن حب الزعامة يأبى أن يرتاح الرجل من هذه الهموم ويسند مهامه إلى شاب يكون هو له ناصحا ومرشدا، إن كان لديه أي رأي سديد ينفع العامة!
في الواقع، إن أفضل خدمة تقدمها منظمة الإخوان و رموزها القديمة والجديدة لشعوبنا هي أن تستقيل عن السياسة و تترك هذه الشعوب تشق طريقها من دون تدجيناتهم و دياغوجيتهم التي جلبت الويل و البلاء المقيم على بلدان منطقتنا، يمسي فيها الحليم حيرانا.
26 تموز 2021



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأتراك الإسلامية مع الأكراد
- مسرحية الهجوم الإرهابي في العاصمة النمساوية فيينا
- إفلاس الإسلاموية والتشبث بالكاريكاتور الفرنسي لرفع الرصيد ال ...
- التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بين العقلانية و التطبيل الجنوني ...
- تأملات في دور الكُرد في تغيير التأريخ ومحاولات الآخرين لطمس ...
- لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة
- الذين يحلمون بسقوط الغرب (أمريكا خصوصا) ويستنبطون من الخيال ...
- إيران و مرشدها يتحدثان عما كتبته قبل أربعة أعوام حول استهداف ...
- السينما الأمريكية و مشاريع الغرب المستقبلية و غفلة العرب و ا ...
- ما يصيب المسلمين في الهند و السوريين هو من صنع أيديهم!
- فحولة الغرب و خنوثة الشرق لماذا يحكم الشرق جبناؤه
- السر غير المعروف لأفضلية مرحلة صدام حسين على الحاضر
- نصيحة لوجه الله للقطريين ومنهم للخليجيين والعرب
- لماذا فلسطين العلكة المفضلة لقناة الجزيرة و النخبة الفلسطيني ...
- عقدة نقص العرب و المسلمين مرفرفة في قناة الجزيرة
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- سيكولوجية النخبة الفلسطينية و أسطورة فلسطين القضية الأولى لل ...
- الحركات و التيارات الإسلامية (الوهابية و الإخوانية) من متوجا ...
- العرق الأبيض و المسيحية و المجازر ضد المسلمين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي سيريني - الإخوان المسلمون آلة تدمير إرادة الإنسان في البلاد الإسلامية: تونس خير شاهد على ذلك