|
رحلات خاصة في الفضاء وأضاحي في البيوت على الارض
زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)
الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 02:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد رحلة المليارديرين الانجليزي والامريكي الى الفضاء في هذا الشهر انشغل الاعلام الامريكي بهذا الحدث بين مؤيد ومنتقد فقد نشر الكاتب باريس ماركس في مجلة جاكوبين اليسارية التي تصدر فصليا في نيويورك مقالا بعنوان ( اتركوا البليونيرات في الفضاء ) وفيه ينتقد ما يقوم به اصحاب البلايين : جيف بيسوس صاحب شركة امازون وتقدر ثروته بحولي 205 بليون دولار ، وريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن وتقدر ثروته بحوالي 6 بليون دولار ، والون مسك وهو مؤسس شركة PayPal التي اشترتها ebay والمالك الحالي لشركة تيسلا وتقدر ثروته بحوالي 205 بليون دولار . يرى باريس ان هؤلاء المليارديرات يتسابقون في خصخصة الفضاء لاسباب تتعلق بارضاء غرورهم ولصرف انظار الناس عن الكوارث التي يسببها راس المال على الارض . ان شركة بيزوس Blue Origin Rocket وشركة برانسون Virgin Galactic اللتين صنعتا سفينتهما الفضائيتين بالاضافة الى شركة مسك SpaceX ليسوا مهتمين بالعلم او بمستقبل البشرية والارض وانما بالعقود مع ناسا والببنتاغون وغيرهما التي يوافق على تمويلها الكونجرس الامريكي .
قال بيزوس بعد انتهاء رحلته الى حافة الفضاء انه يشكر من اعماق قلبه العاملين في امازون وعملاء امازون الذين دفعوا تكاليف رحلته الفضائية التي كلفت 5.4 بليون دولار ، وهو الذي يعرقل عامليه من إنشاء نقابة لهم ويجبرهم على العمل في ظروف صعبة متباهيا بان ساعتهم هي 15دولار في الساعة . يتناسى بيزنس الظروف والبنية التحتية التي انشأت من نقود دافعي الضرائب الامريكيين والتي سهلت لامازون العمل والتربح وكذلك الانجازات العلمية والتكنولوجية على مدار المائة سنة الماضية التي مولها ايضا الشعب الامريكي لتصبح رحلته الفضائية ممكنة ، وهو يتمتع / بدون وجه حق/ باعفاءات ضريبية .
يتنافس بيزنس ومسك في خصخصة الفضاء ، الاول يريد ان ينقل المصانع الى مدارات حول الارض ويبنى منشآت ضخمة ليعيش اغلب الناس هناك ويعودوا الى الارض كسواح ليروا اين كانوا يعيشون ، ويقول ان ذلك ممكن خلال عقود والصحيح انه غير ممكن حتى خلال مئات السنين كما ان ذلك سيلوث المدار حول الارض حيث هناك اصلا تلوث من خردة المركبات والاقمار الصناعية .اما مسك فيريد ان يستعمر المريخ وينقل الناس الى هناك ، وهذا ايضا يتطلب زمنا طويلا لتحقيقه . يتناسى جميع الرأسماليين او يغمضوا اعينهم او ينكروا ما سببته مصانعهم من تلوث بيئى رهيب ومن تغير في المناخ ومن كل الكوارث التي تحدث من حرائق وفياضانات وغيرها . ان حل مشكلات التلوث البيئي هو على الارض وليس في الفضاء / على الاقل في المستقبل القريب / وهو ممكن إن تنازل الراسماليون عن جزء من ارباحهم الفلكية ليستثمروا في طاقة نظيفة . الطريف ان مسك يدعي انه يعمل على ذلك من خلال شركة تسلا والصحيح ان سيارات تسلا النظيفة هي فقط للنخبة الغنية وليست لعامة الناس .لابد من ذكر ان الصواريخ التي تساعد في اطلاق المركبات تبعث في الجو كميات كبيرة من غاز ثاني اكسيد الكربون .
في هذه الاثناء في الاردن تم اقالة سيدة من لجنة حوار وطنية لتجديد الدولة وتحديث المنظومة السياسية بعد مهاجمتها بشدة وحتى شتمها لانها ابدت رايها حول ذبح الاضاحي في البيوت ، وحتى وزارة الاوقاف والاخوان المسلمون اتهموها بازدراء الدين والمجتمع وبالعلمانية ، يعني العلمانية اصبحت جرما علما بان العلمانية تدافع بشدة عن حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية . وعلى اية حال فهذه اللجنة عديدة الاعضاء المسنين / لا يوجد شباب فيها وهم النسبة العالية في المجتمع الاردني / كسابقاتها من اللجان والمؤتمرات والاوراق النقاشية الملكية لن تغير من الاوضاع السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية الموجودة التي تسير من سئ الى اسوء . وفي سوريا يقوم رئيس الدولة المنتخب بنسبة 95% للمرة الرابعة على التوالي بالتحدث عن تجانس الشعب وعن الانتصار على الارهابيين والخونة وهو لا يحكم حتى الثلاث ارباع من البلد التابع رسميا له والمحتل من اربع دول بالاضافة الى اسرائيل ، وغالبية السوريين الذين بقوا في البلد لايجدون خبزا ولاغازا . وفي العراق يجلس العراقيون على بحر من النفط وفيه نهران ومع ذلك يموتون من الجوع والعطش بفعل سياسات الحكومات الفاشلة او تدخل الميليشيات التابعة لايران في ادارة البلد والفساد وبعدم التزام الجارتين تركيا وايران / الاولى تتخبط في السياسة الخارجية وقيمة ليرتها في التراجع والثانية على وشك الافلاس / بحصص العراق من المياه حسب الاتفاقات الدولية . وفي لبنان الذي كان العرب يتطلعون اليه كسويسرا الشرق وكواحة للديمقراطية النظام على وشك الافلاس المالي والسياسي . وفي مصر العسكر حيث تكميم الافواه وعدم فعل شي بخصوص الجفاف المائي القادم حيث تقوم اثيوبيا بملئ سدودها غير مكترثة لا بمصر ولا بالسودان الذي عاد العسكر يسيطرون عليه ، والسودانيون نصف جياع مع علمهم انهم يمكن ان يكونوا سلة غذاء للعالم العربي كله . وفي الجزيرة العربية يتنافس م ب س / Saw Ben Salman/ مع شيخ الامارات على التقرب الى اسرائيل . وفي الجزائر لازال العسكر يحكمون وفي المغرب ايضا الملك المعين من الله يحكم . اما تونس التي كانت الامل لشعبها وبقية العرب فقد عاد رجال النظام السابق والسماسرة وحماة البرجوازيون الكبار للحكم مع رئيس شعبوي نزيه يتكلم لغة عربية سليمة ، لكنه لا يملك لا رؤية ولا استراتيجية واضحة للعمل . وفي اليمن يتحارب النظام السعودي مع نظام الملالي والضحايا اليمنيون من المقاتلين والمدنيين من كافة الاعمار مع وضع صحي وغذائي تعيس . وفي ليبيا حروب بين جهات عديدة انضمت حتى تركيا اليهم .
هناك فارق هائل بين مايجري في الغرب ويفكر به الغرب وبين مايجري في بلادنا الغارقة في التخلف ويديرها استبداديون افراد و/او عائلات وشيوخ قبائل يشاركهم ويساندهم العسكر ومايسمى رجال الدين و الطبقة البرجوازية الغنية التي ترتبط بهم وتنتفع وتنفعهم . وبالطبع هناك الادارة الامركية التي تساندهم او تغض الطرف عنهم / ومن بينهم النظام السوري التي يظن البعض ان الروس هم حماتهم وهم بالفعل كذلك ولكن بضوء اخضر امريكي / .
في تونس البلد العربي الوحيد الديمقراطي ولكن المختطف من اصحاب المصالح والسماسرة والاسلاميون ، تجري الآن احداث لا نعلم مدى دستوريتها وهل ستنتهي باجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتشكيل حكومة تعمل لصالح الفقراء وتحارب وباء كوفيد 19 الذي اودى بحياة الكثيرين ، وتتخذ موقفا صلبا من التطبيع والمطبعين مع اسرائيل ، فبالرغم من ان حل او تجميد البرلمان واقالة الحكومة هو مطلب شعبي ولكن حراسة البرلمان من الجيش بدل الشرطة واغلاق محطة الجزيرة / بغض النظر عما تمثله ومن يقف وراءها/ ينذر بخطر قمع حرية الصحافة وعسكرة البلاد وخلق دكتاتور جديد . ان تونس هي الامل لجميع العرب . نرجو تستمر فيها الديمقراطية وحرية التعبير والصحافة الحرة مع أحترام الدستور والعمل على انقاذ البلد من مشاكله المتراكمة .
#زياد_ملكوش (هاشتاغ)
Ziyad_Malkosh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابو زيد هذا الزمان
-
حي الشيخ جراح ومعلمي الاخطبوط
-
حقوق المرأة في الاسلام
-
رمضان في الخريف
-
ليلة في ميامي
-
حدث في امريكا .. الصخب والعنف في الكابيتول هيل
-
اسم الوردة
-
العرب والانتخابات الامريكية
-
إساءات شيطانية
-
فلسطين ستعود الى اهلها
-
السفارة في الامارة .. مع التحفظ
-
عالم قبيح مرعب 2
-
عالم قبيح مرعب 1
-
آيا صوفيا .. حبيبتي
-
لا استراحة للنساء
-
سيرة مدينة .. عمان في الخمسينات والستينات .. عندما كانت جميل
...
-
الزمن الجميل
-
وحدها شجرة الرمان .. تعرف
-
طاعون كامو في زمن الكورونا
-
كان ياما كان فيروس اسمه كورونا
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|