أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته














المزيد.....

عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 20:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين نبحث في حقبة معينة من تأريخنا السياسي، عن أنجازاتها وأخفاقاتها، عن الأدوار الإيجابية والسلبية لقادتها، وتياراتها الفكرية وقواها السياسية، لا ينبغي ان يكون هدفنا تبرير ما سبقها أو ما تلاها من حقب، ولا تنزيه أو تحقير القادة السابقون أو اللاحقون لها، أو التغطية على سوء إداراتهم وربما جرائمهم بحق المجتمع والبلاد.
وحين نعيد الحديث عن جرائم صدام حسين والكوارث التي حلت بالبلاد على يد نظامه، لا نقصد أضفاء صبغة وردية على نظام العارفين عبدالسلام وعبدالرحمن، أو تمجيد نظام المحاصصة الطائفية والإثنية البغيض القائم في العراق حاليا.
لهذا نطلب من مؤلهي عبدالكريم قاسم أن يكفوا عن أتهامنا بالتباكي على العهد الملكي، أو تأييد أنقلاب شباط 1963 الفاشي، أذا ما حاولنا تقديم صورة أخرى عن قاسم وممارساته، وتبيان أن تلك الممارسات كانت حلقة من الحلقات المأساوية التي أوصلت البلاد ألى ما هي عليه الآن من بوس وتخلف وأمتهان.
وبدلا من أن يقدموا ما ينفي الحقائق المتعلقة بفردية قاسم ومحاربته لكل أشكال الحياة السياسية بكل الوسائل، من المناورة والخداع السياسي الى القمع العنيف، بما أفضي إلى نهاية نظامة على يد إنقلابيي شباط الأسود، بدلا من ذلك يكتفون بالتذكير بجرائم النطام الملكي، وإعادة الحديث عن جرائم حزب البعث بفترتي حكمه الأجراميتين. وتدبيج قوائم تضم ((أنجازات)) قاسمية بعضها القليل حقيقي، وأغلبها مختلق.
البحث في تأريخنا ينبغي أن يكون بأكثر من عين، وليس بعين واحدة لا ترى سوى ما نميل إليه، أو جرى أستمالتنا إليه عاطفيا بفعل ظروف معينة. البحث الحيادي التام في تأريخنا، يدمغ النظام الملكي بالأيغال في الجريمة ضد العمال والفلاحين، ومحاباة الأقطاع ومنظومته الفكرية والحقوقية والأخلاقية المتخلفة والمهينة للبشر. ويدمغ إنقلابيي شباط 1963 برفع مستوى الجريمة السياسة الى ذرى غير مسبوقة، لكنه لا ينزه دكتاتورية قاسم ولا يغسل يديه من الجريمة، وقد تناولنا جوانب منها في مقالات سابقة. وخلصنا فيها إلى أن تحقيق ((أنجازات)) من جانب أية سلطة لا يبرر أنتهاكاتها، كما أن أية إنجازات تتم على يديها ليس بأمكانها الرسوخ، وتبقى عرضة للأنهيار.
ولمن يحبون المقارنة بين فترتي حكم قاسم وحكم البعث نسوق الحقائق التالية، ونترك لهم أن يستخلصوا منها ما يطيب لهم:
عبد الكريم قاسم سن قانون إصلاح زراعي.
صدام حسين سن قانون أكثر جذرية منع فيه تعويض الأقطاعيين عن ما صودر من أراض استحوذوا عليها، وقلص حصتهم من المتبقي لهم منها، وألغى حق تمتعهم بالأراض الأكثر خصوبة، وأقام جمعيات تعاونية للفلاحين.

قاسم أصدر قانون رقم 80 أنتزع بمقتضاه الأراضي غير المستغلة من شركات النفظ من حق الأمتياز الذي تتمتع به الشركات.
صدام أمم النفط، وصار ملكية وطنية صرفة، وحصل على تعويضات من شركات النفط.

قاسم رفع الحد الأدنى لأجور العمال.
صدام رفع أجورهم أضعافا مضاعفة.

قاسم وزع قطع أراض على المعدمين، ظل أغلبها بلاد بناء حتى جاء تاميم النفظ على يد صدام وتدفقت عائدات نفطية قضت على البطالة ومكنت الجميع من بناء دور على قطع الأرض المسجلة بأسمائهم.

قاسم طور قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة
صدام لم يمس ذلك القانون، وظل ساريا حتى نهاية عهده.

قاسم أستوزر أول أمرأة عراقية.
صدام أستوزر ثاني وثالث ورابع إمرأة عراقية.

قاسم شن الحرب في كردستان، وأعتقل الشيوعيين الذي تظاهروا للمطالبة بوقفها.
صدام أعترف بالحكم الذاتي لكردستان وأشرك الحزب الديمقراطي الكردستاني في السلطة المركزية. وتركز الخلاف لاحقا بين الجانبين على حدود الأقليم وصلاحيات البرلمان والسلطات الكردستانية.

قاسم رفض الترخيص للحزب الشيوعي العراقي وفبرك حزبا شيوعيا عهد بقيادته لداوود الصائغ.
صدام دخل مع الحزب الشيوعي في تحالف ((الجبهة الوطنية والقومية التقدمية)) وأشرك وزراء من الحزب في الحكومة..

قاسم أغلق صحيفة ((إتحاد الشعب))، والصحف الأخرى المقربة منها.
صدام حسين رخص لـ ((طريق الشعب)) ((الفكر الجديد)) و ((الثقافة الجديدة)) وغيرها.

قاسم أستفاد من الدعم السوفييتي، وتمسك بما أسماه سياسة الحياد الأيجابي.
صدام عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الإتحاد السوفييتي.

قاسم عادى حلف السنتو وعماده أيران الشاه محمد رضا بهلوي.
صدام حسين شن الحرب على أيران ((أية الله روح الله الموسوي الخميني)).

قاسم طالب بضم الكويت للعراق، وأمر قائد احدى فرقه سيد حميد سيد حسين بالتحرك لأحتلالها، لكنه تلكأ في ذلك. ربما مازال البعض يذكر أغنية ((الكويت كاعي وإلي حق برجوعة)).
صدام أحتل الكويت ونهبها. وأدى ذلك في النهاية إلى نهايته ونهاية نظامه، وتدمير العراق.

أن أتخاذ الطغاة تدابير أيجابية، يصب بعضها في صالح الفئات الأضعف لا يغير من حقيقة أنهم دكتاتوريون، وإن ما يقومون به من ((إنجازات)) سرعان ما يتبخر ويتحول الى كوارث بسبب تفردهم وأستهتارهم ودمويتهم، وقاسم ليس أستثناء منهم.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!
- عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين
- المثليون .. ملائكة أم شياطين؟
- الهامشي والحاسم في تجارب الأمم
- نزعة إنكار الشناعات في تأريخنا
- عبادة الفرد
- ذكريات على هامش الهزيمة
- حزيران ـ يونيو ... نهاية تجربة!
- كيف ولدت قوى التأسلم الحالية في مجتمعاتنا؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته