أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل العلمانية ضرورية للمجتمع العراقي ؟














المزيد.....

هل العلمانية ضرورية للمجتمع العراقي ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 14:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فيما يتعلق بالعلمانية , هناك مفهومان من الضروري التعرف عليهما لفهم افضل للعلمانية وهما : " العلمانية"( بكسر السين ) و " العَلمانية " ( بفتح العين ) .
فالعلمانية ( بكسر العين ) من علم ( بكسر العين ) وتعني اتخاذ المعرفة العلمية الآتية من العلوم الطبيعية ( الرياضيات , الفيزياء , الكيمياء , البيولوجيا ... الخ ) مقياسا لتفسير كامل امور الحياة والكون والتاريخ وما قبل وما بعد الحياة , اي انها مثلا لا تقبل بأي تفسير غيبي لأي فكرة او موضوع , بل تصر على التفسير العلمي , كما انها تتبنى الفصل بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية الذي يجب ان يتأسس على فصل تام بين الدين والسياسة من حيث اختلاف طبيعة المعرفة الدينية عن طبيعة المعرفة العلمية التي تحدد العلاقات المدنية للبشر فيما بينهم . وتؤكد العلمانية ( بكسر السين ) على ضرورة قياس النص على العقل لا قياس العقل على النص لذلك فهي تقول بضرورة قراءة النص الديني وربطه بالزمان والمكان والحالة الخاصين به .
أما " العَلمانية : ( بفتح العين ) فهي مشتقة من ( عالَم ) " بفتح اللام " , أي تختص بشكل أساسي بالعالم والوجود البشري فيه ولا علاقة لها بالغيبيات والماورائيات المطروحة دينيا . بل انها تقوم على دور الانسان بصفته كائنا معرفيا , واستقلالية للعقل الانساني ومرجعيته في كافة مجالات الحياة , ودراسة طبيعة المعرفة العملية وطبيعة المعرفة الدينية وعلاقتهما ببعض , فهي تتبنى الموقف العقلاني من طبيعة الدين وطبيعة القيم وطبيعة الانسان ومفهوم العلاقة من حيث طبيعة المعرفة بين الدين والقيم والدين والانسان والانسان والقيم .
وفيما يتعلق بالمجتمع العراقي فإنه يتشكل من طيف عريض من الديانات والطوائف والمذاهب الدينية المختلفة والمتعارضة احيانا والمتحاربة احيانا اخرى كما حصل في العراق في عامي 2006 و2007 . ان اعتماد الدولة دينا واحدا او طائفة او مذهب معين لإحدى فئات مواطنيها فإن باقي مواطنيها المستبعدين سيشعرون بالإحباط لأنهم لا يستطيعون التعرف على انفسهم وعلى هويتهم في دين الدولة او طائفتها او مذهبها وسيبقون خارج المواطنة الكاملة . ولذلك فإن العلمانية ضرورية جدا للمجتمع العراقي الذي يتميز بالتنوع من اجل العيش معا في وئام وسلام بين جميع مكونات المجتمع العراقي . فعلمانية الدولة في العراق هي المخرج من مأزق الحرب الدينية او الطائفية او تهميش الطوائف الاخرى , حيث ان في الدولة العلمانية فإن رابطة المواطنة لا تقوم على الدين او الطائفة او المذهب وانما تقوم على العقد الاجتماعي , اي العقل البشري ومصلحة المواطنين المفهومة فهما صحيحا . وهكذا فالدولة العلمانية تستمد شرعيتها من العقد الاجتماعي لتنظيم حياة المجتمع وتحقيق السلام الداخلي بين دياناته وثقافاته المختلفة . فالعلمانية اذن هي مفتاح الحداثة السياسية لأنها المبدأ الذي يفصل بين المؤمن والمواطن , فأيمان المؤمن لنفسه مقتصر على ضميره الفردي , لا علاقة له بحقوقه وواجباته كمواطن . فالمؤمن يمارس ايمانه الفردي في جامع او حسينية او كنيسة او كنيس , فيما المواطن يمارس مواطنته حقوقا وواجبات في حدود الوطن كله , لأن المواطنة حق مشاع لجميع المواطنين دون استثناء , ولذلك فالمطلوب اليوم في العراق التخلص من الدولة الطائفية والعمل وفق مبدأ المواطنة .
والعلمانية بدون ادنى شك تمثل قطيعة مع جذور التخلف وهي شرط لازم من شروط التحديث , ولا يمكن وصف اي منظومة او مجموعة تقاليد تجافي او تعارض او ترفض حقوق الانسان وترفض قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية الا بالتخلف .
وبهذا الصدد فقد اكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على توطيد واستكمال البناء الديمقراطي وترسيخه في العراق بما يضمن اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية والفصل بين السلطات وتفعيل مبدأ المواطنة بما يضمن اقامة دولة القانون والمؤسسات الدستورية والفصل بين السلطات وتفعيل مبدأ المواطنة ومساواة المواطنين امام القانون وضمان تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم العامة والشخصية كما نص عليها الدستور ولائحة حقوق الانسان الدولية . مؤكدا على تصفية مظاهر التمييز والنزعات الشوفينية والتعصب القومي والديني والمذهبي التي افرزها النظام الدكتاتوري وحروبه وفاقمتها سياسة الاحتلال وقوى الارهاب والسياسات الخاطئة التي انتهجتها القوى المتنفذة في بناء مؤسسات الدولة والعمل على الخلاص من نهج المحاصصات والتوظيف السياسي للدين وانهاء مظاهر الاستقطاب الطائفي والاثني وتكريس الوحدة الوطنية مع احترام الشعائر الدينية ودور العبادة للأديان والطوائف كافة , وتأكيده على بناء الدولة المدنية الديمقراطية , دولة القانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحتاج اوضاع العراق الى اصلاح جذري ؟
- العراق في القائمة السوداء بشأن غسيل الأموال
- اهم المنجزات الاقتصادية في العراق لعامي 2020 و2021
- بمناسبة اليوم الدولي للشباب في 12 آب / أغسطس ... ( قال لينين ...
- ما أسباب تراجع التعليم في العراق ؟
- هل تمت معالجة مشاكل الاقتصاد العراقي منذ 2003 وحتى اليوم ؟
- ألا ينبغي اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في العراق بمختل ...
- لماذا احتل العراق المراتب الأخيرة في مؤشر الدولة الفاشلة وال ...
- ما أهمية تصدير الغاز بالنسبة للاقتصاد العراقي ؟
- العراق بين فكي ايران وتركيا وحرب على المياه
- هل تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين بموجب المادة ( 16 ) ...
- متى يتم اصلاح وضع الطاقة والكهرباء في العراق ؟
- ما هي نتائج السياسة الاقتصادية الفاشلة في العراق ؟
- من السبب في تعمق الأزمة الشاملة في العراق ؟
- اصبح التغيير في العراق ضرورة ملحة
- من يقف وراء هدر المال العام في العراق ؟
- هل تحتاج السياسة النفطية في العراق الى تغيير جذري ؟
- هل ينبغي ان يكون القطاع العام هو القاعدة الرئيسية للاقتصاد ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للصداقة في 30 تموز / يوليو .. ( الشمس ...
- لماذا اصبح العراق بالقروض التي اقترضها اكثر فقرا ؟


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل العلمانية ضرورية للمجتمع العراقي ؟