|
هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
آدم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 6969 - 2021 / 7 / 25 - 13:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدستور هو عقد اجتماعي بين أفراد الشعب الواحد و لكي يكون الدستور دستورا شرعيا لابد أن تتحقق فيه عدة شروط اساسية و إن الإخلال بأي واحد من هذه الشروط الأساسية يَفقُدْ الدستور شرعيته حتى لو تمت المصادقة عليه من قبل السلطات المعنية في البلد و هذه الشروط هي : اولا : أن يُكْتَبْ و يتم التصويت عليه ثم يتم إقراره ليكون نافذا في بلد غير خاضع لسلطة احتلال أجنبي أو في بلد مُحْتَلْ لكن سلطة الاحتلال لا تتدخل في صياغة مواد الدستور و أن لا يكون البلد تحت سلطة نظام دكتاتوري , فالدساتير التي يتم إقراراها بموجب شروط و متطلبات الاحتلال الأجنبي أو الشروط الذي تفرضها الأنظمة الديكتاتورية و المستبدة لا تعتبر عقدا اجتماعيا بين أفراد الشعب الواحد لأن العقد يجب أن يحظى بموافقة حرة و واعية للمتعاقدين . ثانيا : أن تكون كافة مواد الدستور واضحة و بينة لعموم المواطنين و إلا فسيكون تصويت المواطنين بالقبول أو بالرفض هي على مواد لا يعرفون معناها و بالتالي لا يعرفون إن كانت في صالحهم أم لا ...! و لا يعرفون أن كان الدستور عادل و منصف لهم أم لا ...! ثالثا : أن تكون كافة مواد الدستور غير قابلة للتأويل و ليس فيها معنى ظاهري و معنى آخر باطني . رابعا : أن تتم عملية التصويت في وضع أمني مستقر لدرجة مقبولة لا يؤثر الاضطراب فيها على نتائج التصويت . خامسا : أن يحصل الدستور على موافقة أغلبية مواطني البلد البالغين الذين اكملوا سن 17 سنة و بنسبة لا تقل عن ال 50 % فهذه النسبة هي الحد الأدنى التي تعطي للدستور شرعيته و كلما زادت نسبة الموافقة يكون الدستور أكثر شرعية .
و عند تناول الدستور العراقي الحالي الذي تم التصويت عليه سنة 2005 و دراسة مدى تحقق الشروط التي تمنحه الشرعية فسنجد أنه فاقد لكل الشروط الأساسية التي بدونها ليس له أي شرعية . الدستور يفقد الشرعية عند عدم تحقق شرط واحد من الشروط الواجب تحققها لاكتساب صفة الشرعية أما الدستور العراقي الحالي فهو دستور غير شرعي لكونه فاقد لجميع هذه الشروط و ليس شرطا واحدا فقط و كالتالي : اولا : تم كتابة الدستور العراقي الحالي و تم التصويت عليه و تم إقراره ليكون نافذا و العراق ليس بلد مُحْتَل و فاقد للسيادة فحسب و أنما المُحْتَلْ فرض شروطه في كتابة مواد الدستور حيث استند هذا الدستور على قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية الذي سبق و اصدره المحتل الأمريكي . ثانيا : لم تكن كافة مواد الدستور واضحة و بينة لعموم المواطنين و الكثير منهم لم يتعرف كفاية على معنى مواد الدستور , فالكثير إن لم يكن معظم الذين صوتوا بالموافقة أو بالرفض على الدستور يجهلون على ماذا صوتوا و لا يعرفون معنى مواد الدستور و بالتالي لا يعرفون إن كانت هذه البنود في صالحهم أم لا ...! و لا يعرفون أن كان الدستور عادل و منصف لهم أم لا ...! ثالثا : بعض مواد الدستور قابلة للتأويل و فيها معنى ظاهري و معنى آخر باطني و كأن فيها الغام مدفونة بين السطور و الدليل على ذلك أنه حتى قضاة المحكمة الاتحادية العليا في العراق اختلفوا في ما بينهم في فهم معنى بعض مواده . رابعا : تمت عملية التصويت على الدستور في وضع أمني غير مستقر و بعض من مناطق العراق ليس فيها عنف فقط بل كانت ساحة للمعارك . خامسا : بالإضافة الى وجود شكوك كثيرة في نزاهة الاقتراع الذي تم لغرض الموافقة على الدستور العراقي لكن النسبة التي اعتمدت هي 50% من المصوتين و ليس 50% من الذين يحق لهم التصويت . سادسا : في الدستور العراقي هنالك الديباجة , و أختلف العراقيون في ما اذا كانت هذه الديباجة مادة دستورية ملزمة أم مجرد إنشاء غير ملزم قانونا .... ! فأن كانت الديباجة ملزمة فيجب أن تكون صيغتها قانونية و هذا غير ممكن لأتها مجرد ديباجة و إن كانت غير ملزمة فما جدوى وجودها في الدستور , الدستور ليس مكان لنشر المقاطع الأدبية . سابعا : النائب الذي يجلس في مقعد من مقاعد السلطة التشريعية عليه امتلاك الحد الأدنى من الثقافة الدستورية التي تمكنه من مناقشة القوانين و سنها وفق الدستور أما في الحالة العراقية فليس افتقار بعض النواب العراقيين للحد الأدنى من الثقافة الدستورية هي المشكلة الوحيدة بل المشكلة الأكبر هي في صياغة الدستور العراقي السيئة و الغير واضحة و القابلة للتأويل احيانا . و عليه فإن اصلاح العملية السياسية في العراق بحاجة الى خارطة طريق تبدأ بإلغاء الدستور الحالي لكونه دستورا غير شرعي و المباشرة بكتابة دستور جديد يكون واضحا و مفهوما من قبل غالبية الشعب العراقي و أن يمرر الدستور عند حصوله على موافقة 50% من العراقيين الذين يحق لهم التصويت .
#آدم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 8 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 7 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 6 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 4 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 3 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 2 )
-
الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 1 )
-
متى تتنحى أمريكا عن لعب دور شرطي العالم ...؟
-
هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد
...
-
هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد
...
-
هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد
...
-
هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص
...
-
هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص
...
-
هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص
...
-
هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص
...
-
التكنوقراط ... هل هم قادة المستقبل نحو مجتمع الرفاهية ..؟
-
التنافس الأمريكي الصيني على قيادة العالم ( 2 )
المزيد.....
-
بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن
...
-
في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا
...
-
-قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب
...
-
النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر
...
-
مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار
...
-
حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا
...
-
عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
-
تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
-
طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس
...
-
ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات
المزيد.....
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
المزيد.....
|