اسكندر أمبروز
الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 18:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا أعتقد أنه من الضروري لي أن أعلّق وأوضّح مدى الانحطاط الأخلاقي المتعلق بنصوص الاستعباد وتحليله والتعامل معه على أنه أمر عادي في دين الحيوانات النابحة , فهذا أمر معروف لكل عاقل , ولكن أود فقط أن أفنّد الكذب والتدليس الاسلامي من خلال نصوص دينهم نفسه...وسيسبق تعليقي هذه الاشارة (--)
---------------------------------------------------------------
"عَنْ جَرِيرِ بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أَيَّمَا عَبْدٍ أَبَقَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ" رواه مسلم.
"وَعَنْهُ عَنِ النَّبيِّ : إِذا أَبَقَ الْعبْدُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ رواه مسلم. وفي روَاية:"فَقَدْ كَفَر".
" أيما عبد تزوج بغير إذن مولاه فهو عاهر" (أبو داوود والترمذي).
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ *البقرة178))
--ومعنى هذه الأية واضح , ولكنها منسوخة ب--
((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)
والتي نجد في تفسيرها لدى القرطبي..."فأوجبت الآية الحكم على بني إسرائيل إذ كانت دماؤهم تتكافأ فهو مثل قول الواحد منا في دماء سوى المسلمين النفس بالنفس ، إذ يشير إلى قوم معينين ، ويقول : إن الحكم في هؤلاء أن النفس منهم بالنفس فالذي يجب بحكم هذه الآية على أهل القرآن أن يقال لهم فيما بينهم - على هذا الوجه - : النفس بالنفس ، وليس في كتاب الله ما يدل على أن النفس بالنفس مع اختلاف الملة ."
--مما يعني أن العبد والحر لا يستويان لعدم تحديد ذلك في أي أية أو حديث , ومن خلال هذا نستنتج أنه لا يقتل الحر بالعبد ولكن العكس صحيح , وهذا فعلاً ما اجتمع عليه غالبية فقهاء البهائم مع وجود من خالف ذلك.--
"وكان لكل شيء أمد بحسبه يتخير فيه (عند البيع والشراء)، فللدابة مثلا والثوب يوم أو يومان وللجارية جمعة وللدار شهر..." (فتح الباري- كتاب البيوع) والمقصود بالتخيير هو طلب خير الأمرين إما إمضاء البيع أو فسخه.
"عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي قال أوفعلت قالت نعم قال أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك" (السنن الكبرى للبهيقي- ج6 ص 59) (تفسير القرطبي ج14 ص35)
وذكر في تفسير القرطبي ج14 ص35: "قد فضل رسول الله (ص) الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك."
--وهنا نرى قمّة الانحطاط والقذارة , حيث تعامل صلعم النجس مع العبد وكأنه حيوان أليف أو طاولة سفرة !!! وفضّل أن يتم إعطائه للأقارب على اعتاقه وتحريره... قال أعظم لأجرك قال هههههه.--
" وفرق الشافعي وأبو حنيفة والجمهور بين عورة الحرة والأمة فجعلوا عورة الأمة ما بين السرة والركبة كالرجل..." (تحفة الأحوذي- ما جاء لا تقبل صلاة المرأة- ج1 ص406)
--وهذا النص يبين لنا مستوى الحياء في المجتمع الاسلامي هههههه--
"يُشتَرَط في الرقبة المراد عتقها أن تكون مؤمنة {عتق رقبة مؤمنة} ككفارة أو أيفاءً للنذور، وتحرير الرقاب في تلك الحالات هو ليس بفرض وشرط أساسي، بل يمكن بدل ذلك الصوم أو إطعام بعض المساكين، وتحرير العبد هو الأكثر تكلفة بالمقارنة بين تلك الخيارات المتاحة، مثلاً في كفارة اليمين يخير بين عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، وربما هي فرض فقط في الحالات الكبيرة كقتل مؤمن عمداً ]المؤمن فقط لقوله "لا يقتل مسلم بكافر"[، ورغم ذلك إن لم يكن يملك ذلك فالحل صيام شهرين."
--منقول من مقال في الحوار المتمدن--
--وأزيدكم من الشعر بيتاً , حيث يقول صلعم الزفت...--
أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبان ، عن أبي صالح ، عن أم هانئ أنها شكت إلى رسول الله ضعفا ، فقال لها : " سبحي مائة تسبيحة ، فإنها خير من مائة رقبة تعتقينها ، واحمدي مائة مرة ، فإنها خير من مائة فرس تحملين عليها في سبيل الله
--حيث نرى هنا أن قول بضع كلمات أفضل من عتق وتحرير 100 عبد , ويقولون لك أن العتق له قيمة عظيمة !! هو حتى لا يساوي الهواء الخارج من فم أحدهم يتفوه بالهلاوس كالتسبيح والحمد وغيرها من الكلام المجنون--
"أَعْتَقَ رَجُلٌ غُلَامًا له عن دُبُرٍ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟، فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، فأخَذَ ثَمَنَهُ، فَدَفَعَهُ إلَيْهِ." صحيح البخاري
--وهنا نرى وقوف أرذل الخلق في وجه عتق عبد , حيث وعده صاحبه بالحرية بعد موته , ولكن صلعم وقف في وجه ذلك , واشترى العبد ومن ثم دفع ماله لصاحبه--
" أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم فدعا بهم رسول الله (ص) فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة وقال له قولا شديدا". صحيح مسلم.
"وقع في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله (ص) بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها." صحيح مسلم.
---------------------------------------------------------------
والآن وبعد كل هذا يذكر في سيرة ابن هشام أن مذمم ترك ورائه 58 عبد من ذكور واناث , وفي روايات 62 , فلو كان فعلياً يريد الحث والتشجيع على العتق وتحرير العبيد لبدأ بنفسه , ولما وقف في وجه حريّة أي انسان على عكس ما هو معلوم عنه من خلال نصوص الحديث والسيرة , ولما حطّ من قيمة أي انسان كان.
وجُل ماجاء به الاسلام عن العبيد هو ماكن معروفاً سابقاً ومتعارف عليه من أحكام وشرائع دينية أو عُرفيّة , سوائاً أكانت نصوصاً شنيعة كالتي ذكرناها الآن , أو نصوصاً تحث على الرفق بالعبيد ومعاملتهم معاملة طيبة , فكلها كانت أمور متعارف عليها وموجودة قبل الاسلام , حتى أن الرق كان محرّماً في أديان قبل الاسلام كالزرادشتية مثلاً , وقصّة تحرير الملك قورش الفارسي لجميع العبيد في امبراطوريته هي من أشهر هذه الصور الذهبية من التاريخ الفارسي.
وفي المقابل فلم يفعل صلعم أي شيء إلّا أنه أقرّ ما كان سائداً في بيئته المتخلفة وزمانه , والعار كل العار أن يأتي شخص في القرن ال21 ليدافع عن هذا الفجور الأخلاقي النتن لشرّ البريّة.
ولكم كدليل متواضع على سرقة الإسلام لما كان معروفاً في مسألة التعامل مع العبيد وتنظيم المجتمع القائم على الرق والتجارة بالبشر بعض النصوص الدينية الهباد في تبرير حيونة الاستعباد... والتي أعتبرها أقبح من الذنب نفسه لموضوع تحليل الاستعباد والتعامل معه على أنه أمر عادي وطبيعي لا بل وفتح طرق وسبل لهذا الفعل الشنيع على أوسع ما يكون.
حيث تعامل كل من الكتاب "المقدس" والخرآن والسنّة مع الاستعباد كما قلنا على أنها أمور واقعة ولا اشكال فيها , حيث وضعت هذه النصوص الدينية القواعد والأسس وفتحت الأبواب أمام كل من يريد أن يمتلك انساناً آخر كسلعة , فالبيع والشراء والسبي والإهداء , كلها سبل مفتوحة في أديان اله الدم الثلاثة لامتلاك البشر كسلعة , وما وُضع فيما بعد من قوانين للتعامل مع هذه السلع لا يعدو عن كونه تنظيماً سخيفاً وتقنيناً لما هو موجود في بيئة وزمان تلك الأديان وصانعيها.
حيث نرى في الكتاب "المقدس" النصوص التالية لتنظيم حياة العبيد والتعامل معهم...والتي سرقها الاسلام فيما بعد.
"إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا." خروج 21
(العكس في الاسلام , فلا مدّة أو عقد بين العبد ومالكه)
"وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ."
"لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ."
خروج 21
(يعني لو ضربه ضرباً خفيفاً ولم يمت لا عقوبة أو اشكال في ذلك , وهذا تماماً كما في نصوص الحديث والسيرة)
"وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ، أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا، يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ عَيْنِهِ. وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ سِنِّهِ."
خروج21 (هذا غير موجود في الاسلام على الإطلاق , وهنالك أحاديث ضعيفة تعطي ذات المعنى ولكنها غير معتمدة إطلاقاً)
"وَإِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ عِنْدَكَ وَبِيعَ لَكَ، فَلاَ تَسْتَعْبِدْهُ اسْتِعْبَادَ عَبْدٍ."
لاويين 25
"وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَسَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لاَ تَعْمَلْ فِيهِ عَمَلًا مَّا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ وَكُلُّ بَهَائِمِكَ، وَنَزِيلُكَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لِكَيْ يَسْتَرِيحَ، عَبْدُكَ وَأَمَتُكَ مِثْلَكَ."
سفر التثنية 5: 14
(أيضاً سرقها الاسلام , فراحة العبد مهمة وموصى بها)
"عَبْدًا أَبَقَ إِلَيْكَ مِنْ مَوْلاَهُ لاَ تُسَلِّمْ إِلَى مَوْلاَهُ.
عِنْدَكَ يُقِيمُ فِي وَسَطِكَ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ حَيْثُ يَطِيبُ لَهُ. لاَ تَظْلِمْهُ."
تثنية 23
(العكس تماماً في الاسلام , حيث أن العبد الآبق كافر وحلال الدم وحتى أنه لا تقبل له صلاة حتى يعود لسيده , في نسف الهي تام لحق الانسان في الحرية والكرامة)
"إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ.
وَحِينَ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ لاَ تُطْلِقُهُ فَارِغًا.
تُزَوِّدُهُ مِنْ غَنَمِكَ وَمِنْ بَيْدَرِكَ وَمِنْ مَعْصَرَتِكَ. كَمَا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُعْطِيهِ."
تثنية 15
(لا يوجد هذا الكلام في الاسلام على الإطلاق)
استعراض هذه النصوص لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الاستعباد كان أمراً لطيفاً ظريفاً تحت ظل هذه الأديان المشؤومة , ومجرّد إقرار أي دين أو فكر لامتلاك انسان لأخيه الانسان كسلعة فإنه يفقد أي مصداقية أو قيمة تذكر !!
وهي توضح لنا بشرية وبدائية هذه الأديان , وكيف أنها لم تكترث أو تلحظ مدى انحطاط فعل الاستعباد ذاته , بل اتجهت لسن القوانين والمبادئ للتعامل معه على أنه فعل لا اشكال فيه , عوضاً عن الارتقاء بالبشرية وتحريمه قطعياً كما فعلت ديانات سابقة لأديان اله الدم كالزرادشتية مثلاً.
فلا يمكن لأي اله أن يسمح بهذا الفعل الفظيع !! وهذا كله بغض الطرف عن مئات النوصوص في الكتب الدينية الحقيرة , التي تبيح السبي واغتصاب النساء وبيع وشراء البشر وإهدائهم والتصرف بهم وكأنهم أثاث منزلي أو حيوانات أليفة , والذي يضع من قيمة البشر كما استعرضنا البارحة من نصوص اسلامية , وكما هو موجود في نصوص مسيحية عديدة كرسائل بولس وتأكيد طاعة العبيد لأسيادهم ووضع السيد وطاعته موضع طاعة الاله , وهذا ما يتطابق مع أحاديث العبد الآبق الاسلامية والتعامل معه.
واستخدام النصوص المذكورة سابقاً لتبرير الاستعباد أو تحليله هي خير دليل على انحطاط الأديان فكرياً وأخلاقياً , والتي يجب أن ترمى في أقرب مكب للقمامة وفي أسرع وقت , فالمسيحي أو المسلم الذي يستعمل هكذا نصوص لتبرير اجرام دينه هو فعلياً شخص مريض ومختل عقلياً ومنحط أخلاقياً يجب تأديبه وإعادة تأهيله.
#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)