أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الجهاد وعصرنا الحالي














المزيد.....

الجهاد وعصرنا الحالي


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجهاد تعريفا هو : القتال لنشر الدعوة الاسلامية، اي: قتال كل من يقف ضد انتشار الاسلام في كل الازمنة والامكنة.

يعتبر الجهاد في الاسلام من اعظم الاعمال بعد الايمان بالله .وقد وصفه الفقهاء قديما وحديثا بأنه ذروة سنام الاسلام والحارس لمبادئه وللحرمات والمقدسات ، وهو مقياس صحة الايمان ، وترك الجهاد علامة على تدهور اوضاع الامة الاسلامية وموتها معنويا .

اعتقد ان سبب كل هذا الاهتمام بالجهاد وجعله من اعظم الاعمال بعد الايمان بالله هو الدور الرئيسي الذي لعبه الجهاد في نشر الدعوة ألاسلامية ، بعد ان واجهت الدعوة مقاومة شديدة في المرحلة المكية ولم يتمكن النبي من كسر الطوق الذي فرضوه عليه . وهذا ماتؤكده السيرة النبوية ، حيث تقول : ان النبي خلال دعوته الى الاسلام طوال ثلاث عشرة سنة في مكة لم يتمكن من خلال الحكمة والموعظة الحسنة التي كانت وسيلة النبي لنشر الدين ، لم يتمكن الا من ادخال عدد قليل جدا من المكيين الى الاسلام،  لم يتجاوز حسب المراجع الاسلامية مائة شخص، والغريب ان الذين امنوا بدعوته من اهل بيته او من اقرباءه الاقربين هم فقط : عماه العباس وحمزه، وابن عمه علي بن ابي طالب وقد كان ابن عشر سنولت حين آمن بالدعوة الاسلامية وفق المصادر الاسلامية.

وعندما يأس النبي من قومه وعدم ايمانه بدعوته واشتداد اذاه له بعد موت عمه ابي طالب قصد الطائف لكنه اهل الطائف لم ينصروه . وقبل الطائف هاجر مع بعض من اصحابه الى الحبشة . واخيرا قرر الهجرة مع اصحابه الى يثرب/ المدينة بعد ان وعدته اهم قبيلتين (الاوس والخزرج) بمساندته عسكريا . وفي المدينة سمح القرآن للنبي في عدد من الايات باستعمال السيف ضد خصومه الذين سماهم القرآن بالمشركين والكفار والمنافقين بعد ان أسس قوة عسكرية من الاوس والخزرج ، واصبح السيف هو اهم عامل في نشر الدين في الجزيرة وانتشاره لاحقا بين الامم الاخرى .

ورغم ان القرآن اذن في البداية قتال المعتدين وقتال  الذين تسببوا باخراج الرسول واصحابه من ديارهم في مكة ، الا انه استقر في النهاية على قتال كل من لايؤمن بالاسلام حتى ان لم يكن معتديا على المسلمين استنادا الى نص الاية ( 29 ) من سورة التوبة :(قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يدفعوا الجزية عن يد صاغرون) .

وقد بلغ عدد غزوات النبي وفقا لرواية اهل السير (25) غزوة . اما سراياه فقد تراوحت بين (اربعين وسبعين سرية) .

وبعد وفاة الرسول قام المسلمون بغزو الشعوب والامم المجاورة تحت مسمى الجهاد واطلقوا على غزوات اسم الفتوحات الاسلامية، حصلوا من خلالها على غنائم هائلة ومئات الالوف من العبيد والسبايا .

اعتقد ان البيئة القبلية المتناحرة التي ظهرت فيها الاسلام والتي كانت تتحكمها ثقافة القتل والقتال والغزو والسلب والنهب كانت سببا رئيسيا لظهور ايات القتال في القرآن ، خاصة بعد ان تبين ان الحوار او الاقناع لن يجدي نفعا مع معارضي الدعوة الاسلامية وخصومها ، وانه لابد من مواجهتهم بنفس الادوات التي يحاربون بها الدعوة الاسلامية .

لكن المشكلة ان الجهاد لم يتوقف بعد انتصار الدعوة الاسلامية ، بل اصبح شريعة ابدية ، يجب على المسلمين تطبيق احكامها حتى ينتشر الاسلام بين جميع شعوب وامم الارض . اي : ان المسلمين مطالبون بالقيام بالجهاد حتى لايبقى دين اخر بين البشر ويصبح الاسلام الدين الوحيد لكل البشر .وقد علل الفقهاء والمفسرون على مدى مئات السنين على ابدية الجهاد بالقول ان ايات الجهاد قد نسخت كل الايات المخالفة رغم وجودها في القرآن .

وبعيدا عما حققه الجهاد في الازمنة الغابرة من توسع للمسلمين وغنائم وسبايا الا ان مفهوم الجهاد يعيش مأزقا كبيرا في عصرنا الحالي بسبب اصطدام هذا المفهوم مع ثقافة الحضارة الراهنة التي تعارض فرض الافكار بالقوة . فالجهاد الذي يمارسه الكثير من الجماعات والتنظيمات الاسلامية حاليا لاينظر اليه من قبل العالم الا كإرهاب يجب التصدي له . ولهذا فإن المسلمين اليوم في مأزق صعب ، فإما ان يعيدوا النظر في مفهوم الجهاد بمعناه القديم ، ويحددوا معنى جديدا للجهاد يتماشي مع افرازات الحديثة، واما ان يواجهوا العالم . وان قرروا مواجهة العالم الذي يملك اعتى القوى واسلحة الحرب الحديثة فلن يكون مصيرهم غير التقهقر والانحدار .لأن العالم لن يسكت امام ارهابهم تحت مسمى الاسلام .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة التابوت
- بحثت عنك
- بحثت عنك
- الجنة والجحيم من الاديان الوثنية الى الاديان السماوية
- حد الرجم بين المؤيدين والمعارضين من المنظور الديني
- فيلم اسامة للمخرج صديق برمك
- مامعنى (ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)
- الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول
- مايسمى بالانظمة العربية العلمانية
- هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟
- شبه الجزيرة العربية من عنف وتخلف القبائل الى عنف وتخلف الدول ...
- ذهنية تحريم الحضارة
- حول مفهوم الحضارة العربية الاسلامية
- قراءة في الهجوم على مطار اربيل
- رجل الدين ورجل العلم
- جدل حول هوية مصر بين شيخين ازهريين
- هل توجد مشتركات بين الديمقراطية وبين الشورى؟
- ملاحظات حول تجديد الخطاب الديني
- حسن نصر وتخويف اللبنانيين
- اين نحن من حقوق المرأة ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الجهاد وعصرنا الحالي