أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - دعوة أم (بزنس)؟!














المزيد.....


دعوة أم (بزنس)؟!


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 13:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعوة أم "بزنس"؟
شاهدتُ فيديو لمن يوصف ب «الداعية» عمرو خالد يروّج لنوع من العطور الذي تقدمه مؤسسة تجارية بعينها، محاولاً، دون أن يوفق، ألا يظهر ذلك الترويج على أنه دعاية وإعلان، حين يقرن حديثه بجمل غير مترابطة عن كونه يحب الجمال، وأن الدين يحث على الجمال، قبل أن يختم حديثه بالقول إن العطور، وبالذات التي تقدمها المؤسسة التي سماها، هي أحد مظاهر الجمال الذي يدعو إليه.
قبل أسابيع قليلة أيضاً شاهدت فيديو آخر لمحمد العريفي الذي يوصف، هو الآخر، بالداعية، وهو في ثيابه العربية ناصعة البياض، حتى لتكاد عيناك تغشى من شدة بياضها، وهو يمرر «المبخر» تحت أطراف غترته التي لا تقل بياضاً عن ثوبه، مُروجاً لنوعٍ بعينه من العود مسمياً أيضاً اسم المؤسسة التي تُسوقه، قائلاً إن نبي الإسلام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يحب العود.
واستحضرت ذاكرتي ساعتها فيديو آخر مأخوذاً من إحدى حلقات برنامج الإعلامي السعودي المعروف داوود الشريان وهو يتحدث بحرقة عما فعله نمط من الدعاة في الأمهات الثكالى اللواتي فقدن أبناءهن الذين تحت تأثير خطاب هؤلاء تركوا عائلاتهم وأوطانهم وذهبوا ليفجروا أنفسهم في الأبرياء من خلق الله، تحت يافطة الحث على الجهاد، معدداً أسماء هؤلاء الدعاة، وكان بينهم من يروجون للعطور ودهن العود اليوم في إعلانات مدفوعة الأجر بمبالغ لا يعلمها إلا الله.
بصوتٍ ملتاع من الألم خاطب الشريان هؤلاء بما معناه: لماذا لا تذهبون أنتم إلى ساحات الوغى، ألا تقولون إنه الجهاد، فلماذا لا تكونون في مقدمة الصفوف تعطون القدوة الحسنة للشباب الذين تحثونهم على ذلك، أو على الأقل لماذا لا ترسلون أبناءكم للجهاد، شأنهم شأن هؤلاء الشبان الذين تدفعون بهم إلى المهالك وبمجتمعاتهم إلى الخراب.
ماذا بوسع أم فقدت ابناً أو أكثر في القتال في أفغانستان أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو غيرها، ممن ذهبوا إلى هناك متأثرين بدعوات هؤلاء «الدعاة» حين تراهم في أحلى هندام، وهم يروجون باسمين، منشرحي الصدر، للعطور، داعين للاستمتاع بالحياة، التي حرموا منها مئات، وربما آلافاً من الشبان، الذين تمزقت أجسادهم أشلاء في معارك عبثية، تاركين وراءهم أمهات وأرامل ثكلى وآباء وأخوة ملتاعين.
انتفت صورة الداعية الزاهد، المتواضع، المتبحر في العلوم الدينية والحاث على التسامح والمحبة، لتحل محلها صورة الداعية، النجم التلفزيوني الذي ينافس الممثلين في الاعتناء بمظهره، وتشذيب لحيته، وانتقاء أجود أنواع الصبغة لها، ولا يتردد، مثلهم، عن تقديم الإعلانات، ومثل الممثلين أيضاً لا يتردد في أن يطالب بأعلى الأجور لقاء تقديم «الأدوار».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أُنفق على (الجهاد)
- بين الحلم والشعار
- ميكيس ثيودوراكيس نابذ العدوان
- صور بالأبيض والأسود في كابول
- الجوع أشد فتكًا
- في ذكرى أحمد الذوادي
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية


المزيد.....




- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...
- الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
- ثاني أيام رمضان.. المسجد الأقصى يستقبل 75 ألفا لتأدية صلاتي ...
- 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- الفاتيكان: البابا بدون تنفس صناعي ويبعث برسالة شكر للمؤمنين ...
- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - دعوة أم (بزنس)؟!