ظافر شانو
الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 08:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحية وأحترام:
عندما يراجع المعلم ورقة الطالب الامتحانية مشيراً الى الاخطاء الواردة في اجابته وواضعا له الدرجة الامتحانية في النهاية حسب أستحقاقه, هذا ليس معناه أن المعلم يتصيد أخطاء هذا الطالب عن عمد!! بل كل ما يقوم به المعلم هو لمصلحة الطالب أولا و أخيراً, كي ينتبه الأخير الى هذه الاخطاء الدراسية مستقبلاً ويتجنبها.
في مقالي هذا سأتطرق الى جملة قالها غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى! وردت في في مقاله الأخير (الديانة تختلف عن القومية) المنشور على الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية بتاريخ 19-7-2021 حيث قال: (ويتعيَّن على المنتمين الى ديانة ما أن يلتزموا بنفس العقيدة الايمانية والكتاب المقدس، الطقوس والقوانين، والأخلاق، ويتبعون توجيهات رجال الدين أو علماء الدين.)!!.
بداية كلنا كبشر نخطئ ونصيب وهنيئا لمن يتعلم من أخطاءه, وعن نفسي اشكر كل من يدلني على أخطائي, وهذا ما افعله مع غبطته لأنه رئيس كنيستي التي أنتمي اليها ويهمني مكانتها وصورتها بن الآخرين لهذا أنبههُ على ما أراه يخطئ فيه, حيث سأتناول هنا الأخطاء التي أرتكبها غبطتهُ بجمله واحده فقط من مقاله الاخير! وليس كل المقال, كونها أخطاء لا يقع فيها طالب في مرحلة السادس أبتدائي ولا تحتاج الى أدلة وأثبات.
الخطأ الاول (وهذا ليس موضوعي هنا) عندما يقول غبطته: (ويتعيَّن على المنتمين الى ديانة ما أن يلتزموا بنفس العقيدة الايمانية والكتاب المقدس، الطقوس والقوانين، والأخلاق،)!!! عزيزي صاحب الغطبة هل تعلم وانت البطريرك تقود كنيسة انه يوجد هناك اكثر من خمس تراجم للكتاب المقدس باللغة العربيه ؟؟ أحدها أجد ترجمته غير دقيقة مقارنة بالترجمات الأخرى!! فإلى أي من هذه النسخ تدعو المؤمن المسيحي أن يتبع؟؟ والكارثة أنكم كرعاة كنائس لم تتفقوا على طبعة منها!! اذا كنتم وأنتم الرعاة بنسخة الكتاب المقدس المرجع الاول والأهم للمسيحيين غير متفقين فما بالك بالعقائد والطقوس وغيرها ! وبأي منها تطلب منا الالتزام؟, هذا في المسيحية فقط وهي ابسط مثال, فما بالك بباقي الأديان وأنت تريد أن تعلمهم بدينهم!!؟؟, أم أنك تظن هكذا تورد الابل؟؟, وكما اشرت اعلاه لن أتطرق للمزيد بهذا الشأن.
الخطأ الثاني وهنا تُسكب العبرات, وبسببه كتبتُ مقالي هذا حيث يقول غبطته وبالفم المليان!!:(ويتبعون توجيهات رجال الدين أو علماء الدين.)!!!, غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى يوصي اتباع الدين أن يتبعوا رجال الدين أو علماء الدين (فهناك من يحسب نفسه عالم دين وليس رجل دين عادي فقط)!! وحسب وصيته هذه سأكلمكم عن الاشكالية التي وقع بها غبطته التي كان يقصد كل حرف خطته يده ومؤمن 1000% بتصريحه هذا وهو جالس على عرشه سعيداً !!, بداية لن اتطرق الى اخوتي في الانسانية من الديانات الاخرى من اليهود والصابئة والمسلمين والبوذيين والهندوس و و و الخ فهؤلاء أدرى بشعابهم واتباع تعاليم دينهم ورجاله وهذا الامر حق مشروع للجميع دون ان يكون لأحد منا فضل على الآخر وكلهم موضع أحترامي وتقديري لشخوصهم الكريمه وأضيف اليهم اللادينيين والملحدين أيضاً, لكنني ساتكلم عن أيماني كمسيحي بمقولة البطريرك ساكو التي نحن بصددها.
أقول لغبطته: كشخص مسيحي, أي توجيهات رجال دين تريد مني ان أتبع؟؟ بداية يجب أن اشير ان كلامي هذا بالتأكيد لا يشمل كل رجال الدين المسيحيين فهناك من يعجز اللسان عن وصفهم, لكن أنا هنا اتكلم عن البعض ممن اعرفهم وغبطتك تعرفهم ايضا!!هل تعلم أنه هناك من ضمن رجال الدين الذين تتكلم عنهم من يلعب القمار ويضيع اموال الابرياء على ماكنات النوادي!! هل تعلم أنه هناك من بين رجال الدين هؤلاء يعاني من أضطرابات نفسية جنسية ويتعدى على البالغين والاطفال!! هل تعلم أنه بين هؤلاء من دينه دنانيره!! وغيره من لا يعجبه العجب وغير راض عن خليقة (الله), وغيرهم الكثير الكثير !! سأكلمك عن أحد هؤلاء رجال الدين الذي يغرق بداء الكبرياء والعظمة من قمة رأسه لأخمص قدمه , حاسباً نفسه المنقذ الضرورة للكنيسة الكلدانية!! هذا الرجل بعدما أعتلى العرش حسب نفسه أنه القائد وحده لا شريك له بعدما توالت انتصاراته والتي كُنت انا احد اسبابها يوما ما ولليوم لا زلتُ انصره على نفسه, مُتبعاً بهذا العمل ما جاء في الكتاب المقدس من تعاليم و وصايا وأخص هنا (سفر حزقيال 3 العدد من 17 الى 21).
هذا الشخص الجالس على العرش سعيدا وبعدما بدأء ينتصر على خصومه قبل عدة سنين وقتها ظهرت عليه سمات التكبر والتباهي بما حققه من نصر على ابناء جلدته وكنيسته!! فكان لا بُد من تنبيه, وعندما نبهه أحدهم في أحد المواضيع التي نشرها عن زكا العشار أنه يشابه زكا العشار ببعض الصفات, وكيف ان زكا العشار تخلص من كبريائه ونزل من عليائه ونال الخلاص على يد السيد المسيح, فما كان من صاحبنا إلا أن قفز عن عرشه مُزبداً مُرعداً أنتقاماً لمقامه العالي كاتباً بياناً ركيكاً ملئ بالمغالطات وخالي من الادلة كعادته فيما بعد يهين به أحد أبناء الكنيسة الكلدانية التي أبتلت ببعض ممن هُم على شاكلته من الذين لا يفرقون بين الدين والسياسة وتراه اليوم يريد ان يعطينا درسا بالتفريق بين القومية والدين! لسان حاله يقول ما أنتم إلا حفنة من الجهال لا تفرقون بين الدين والقومية! فهلموا تعلموا الحكمة من مصدرها!!.
عزيزي نيافة الكاردينال حسب ما خبرته من التعامل معك من خلال الكتابة ومن خلال من عرفوك معرفة شخصية وعن قرب, أعلم جيداً كيف تخيلت نفسك ذاك القائد المقدام الآمر الناهي وأنت تُمسك بالصولجان بيدك داعيا الخراف الجهلة والمتملقين الى أتباعك أتباعاً أعمى لا يحيدون عن الطريق الذي ترسمه لهم وأنت تخط جملتك هذه!! التي تفتقر الى المعرفة بالجزء الاول منها وتشع منها رائحة الكبرياء والغطرسة بالجزء الاخير منها!! ولا أخفيك سراً هناك البعض ودون أن تكتب جملتك هذه هُم مستعدين أن يلحسوا نعل حذائك اليوم ما دام الصولجان بيدك, لكن ماذا عن الغد؟ عندما يقع الصولجان من يدك بسبب التقاعد أو غيره من الاسباب بعد عمر طويل, عندها سترى حقيقة ما هو رأي هؤلاء الحثالة بك!! لا بل أنك ستُصدم ببعضهم!! ومن أقرب المقربين اليك!! هؤلاء الذين دينهم التملق للكرسي, أما الجالس عليه فما هو الا وصلة عبور لما يبتغون الحصول عليه!!, أمثال هؤلاء سيطبلون ويزمرون لك اليوم مهما قلت من كلام لا يقبله العقل والمنطق, لكن عقل كعقلي انا لن تمر عليه هكذا مقولات تفتقر الى الحكمة وتنافي الواقع مرور الكرام والسبب لأنك راعي كنيستي رسمياً, وأمر كنيستي وأسمها يهمني جداً جداً ولا أقبل أن يُسئ اليها أحداً بمقولات طفل في الصف السادس الابتدائي قادر على تفنيدها.
من زاوية اوسع سأضرب لك مثلاً آخر لا بل هو واقع عشناه ولا زال العراقيون يعيشونه لليوم وهو حال الشعب العراقي ورجال الدين, حيث نراه منذ ما يقارب الثمانية عشر عام الأخيرة بغالبيته العظمى يتبع رجال الدين ويطبق تعليماتهم وتوجيهاتهم, فهل تستطيع أن تقول لنا وأنت الراعي الضرورة الى أين وصل حال العراق اليوم وماذا تنصح الشعب العراقي بهذا الشأن بأعتبارك قائل المقولة العظيمة الذكية (ويتبعون توجيهات رجال الدين أو علماء الدين.) أنا عن نفسي لا أنتظر منك جواباً, لكن كُن شجاعاً وجاوب نفسك على سؤالي هذا وجاوب غيري من العراقيين.
كلمة أخيرة ونصيحة لغبطتكم مادام هناك فسحة من الزمن, أعلم ان السلطة تزول والحكمة نعمة والعمر مهما طال قصير والخادم المتواضع يحبه الرب ويرعاه وكلنا سنقف يوماً أمامه وطوبى لمن يمدحه السيد الرب يومها.
أخيراً اذا كنت تريد ان تُظهر حكمة وفهما أمام الآخر وتقدم له النصح فعليك تغيير جملتك هذه (ويتعيَّن على المنتمين الى ديانة ما أن يلتزموا بنفس العقيدة الايمانية والكتاب المقدس، الطقوس والقوانين، والأخلاق، ويتبعون توجيهات رجال الدين أو علماء الدين.) الى هذا الشكل:
(ويتعيَّن على المنتمين الى ديانة ما أن يدرسوا ويفهموا دينهم وكتابهم المقدس, وأن يقرأوه بأعين الغير, ومتى ما تيقنوا منه ومن صلاح التعاليم والوصايا للبشرية التي جاء بها عندها هنيئا لهم إيمانهم.)
ودمتم والمطلعين الكرام بألف خير.
ظافر شَنو
#ظافر_شانو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟