خالد خالص
الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 14:40
المحور:
حقوق الانسان
حينما يخرج الإنسان للعلن سواء بالكلمة أو بالكتابة أو بالصورة أو بالرسم او بغيره فإنه يدخل أوتوماتكيا وتطوعا في قفص الاتهام لانه يضع نفسه موضع نقد مرتقب وربما مسائلة من قبل الآخرين. ويمكن للنقد أن يكون إيجابيا بناء أو سلبيا أو هما معا حسب المتلقي وحسب تكوينه وتربيته وفي بعض الأحيان حتى حسب مزاج اللحظة.
ومن تم فإن الخروج للعلن يتطلب جرأة وشجاعة كبيرتين باعتبار ان الإنسان يفضل عادة التواري الى الخلف وعدم التعبير عن آراءه ومواقفه وذلك بالتزام الحياد في العلن لتفادي النقد الذي قد يكون قاسيا لاذعا فيضره ولتفادي حتى المسائلة التي قد تصل الى المتابعة والادانة في بعض الأحيان.
إلا أنه إذا كان أمر التواري إلى الخلف مقبولا من أيها الناس فإنه يصعب تقبله من بعض النخب ومن الفلاسفة والمفكرين الذين وهبوا وقتهم وحياتهم لتنوير الرأي وارساخ ذهنية السؤال لا ذهنية الحفظ حيث يوجد من بين هؤلاء من أدى الثمن على حساب حياته كسقراط وسبينوزا وفيثاغورس على سبيل المثال لا الحصر -حتى لا أذكر أمثلة حية حديثة- أو على حساب حريته كأفلاطون وفولتير وغيرهما حيث كان ينظر للفلسفة بطريقة مريبة كما كان الفكر ولا زال يشكل نقمة على أصحابه.
ومن تم فإنه على الرغم من وجود مواثيق دولية ودساتير وقوانين وانظمة تقول بانها تكفل حرية الرأي والتعبير فإن الامر سيبقى نظري أكثر منه واقعي بنسب متفاوتة هنا وهناك وسيبقى سيف داموقليس مسلط على رؤوس الفلاسفة والمفكرين كما سيظل كل من عبر عن رأيه علنا في بعض المجتمعات والانظمة في حالة سراح مؤقت ينتظر من أين ومتى وكيف ستأتيه الصفعة.
#خالد_خالص (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟