|
المصالحة
بدرخان السندي
الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المصالحة مبادرة مباركة وخيرة أطلقها السيد رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي ولكن وكما يظهر انها تجابه بعدد من المصاعب وهي بالتأكيد ليست بالعملية السهلة اذ تقتضي تقريب وجهات نظر ومصالح واتجاهات واجتهادات متناقضة ومختلفة، لكن من أبرز المصاعب في تقديرنا هو مسألة انسحاب قوات التحالف واعادة النظر في الدستور. ان المشكلة الاولى لها علاقة مباشرة وماسة بأمن العراق لا بل بأرواح العراقيين والسؤال الذي يفرض نفسه.. هل نضمن لشعبنا العراقي حياة آمنة ثم الانسحاب أم الانسحاب أولاً مع احتمال تعرض البلاد الى حرب أهلية طاحنة لا أول ولا اخر لها او انفلات أمني كامل؟. ويجوز السؤال هنا الى أي حد استطاعت قوات التحالف ضمان الأمن للعراقيين كي تبقى مدة أطول؟ الحقيقة ان المشكلة الأمنية في العراق تفاقمت بعد الانسحاب التدريجي او تقليص حجم وجود قوات التحالف داخل بغداد مما جعل امريكا تعيد التفكير في مسألة سحب قواتها او جدولة هذا الانسحاب وهذا ما حدا بواضعي الخطة الأمنية لبغداد الى اعادة القوات الأجنبية الى داخل المدينة ولاسيما المناطق الحساسة. اذن نحن نرى ان أي جهة سياسية تطالب بشرط سحب القوات قبل المصالحة انما هي تجازف بأرواح المزيد من أبناء العراق مع تقديرنا الكلي لروح مقاومة الوجود الأجنبي فما من عراقي عربياً كان ام كوردياً يرتضي ثلم السيادة العراقية او القبول بالاحتلال او بقوات غير القوات العراقية.. وقد سبق وان أعلن الرئيس البارزاني أكثر من مرة ان امريكا اخطأت في اعتبار نفسها دولة محتلة وهذه هي وجهة نظرنا ورؤيانا الكوردية أزاء الاحتلال رغم ان الحال قد اختلفت اليوم فلنا حكومة منتخبة ورئاسة وسيادة والوجود الأجنبي بات حالة مؤقتة لامحال. هنا لا بد أن نعي حقيقة الموقف الامريكي فالشعب الامريكي نفسه غير راغب في استمرار وجود الجيش الأمريكي في العراق وهناك ضغط على الحكومة الامريكية في اعادة النظر في الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد ان أخذ عدد القتلى من الجنود الامريكان يزيد على 2500 قتيل واكثر من 300 مليار دولار تكلف دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي جراء الحرب لا بل كانت مذكرة "الديمقراطيين" المقدمة للرئيس الأمريكي هي بمثابة رسالة، علينا نحن العراقيين ايضا فهمها اذ تقول مذكرتهم (على المسؤولين العراقيين ان يفهموا ان الصبر والدم والأموال الامريكية ليست بلا حدود). اذن.. ألم يئن الآوان لنتفق ونتصالح قبل انسحاب هذه القوات وانفلات الأمن كاملاً ووقع الكارثة ووقوع ما لايمكن حتى للمصالحة علاجه لاسمح الله؟. أما إعادة النظر في الدستور.. فليس من دستور لا يقبل التطوير والتغيير.. وكثير من الدساتير غُيرت وُطورت ومنها دستور الولايات المتحدة الامريكية، ولكن هل يجوز ان يستمر نزيف الدم العراقي الى حين تغيير الدستور او بعض فقراته مثلاً.. وهنا يجب ان لا ننسى ان بعض ما جاء في الدستور لا يمكن تغييره بأي شكل من الأشكال لأنه جاء تعبيراً عن نضال دؤوب لسنوات طويلة مثل فدرالية كوردستان التي لا يمكن أن تكون إلا كما هي اليوم طريقاً للوحدة الوطنية الحقيقية النابعة من الايمان بالتعايش المشترك وكذلك حل مشكلة كركوك في ضوء تفعيل المادة (140) من الدستور العراقي. لذا لا نعتقد ان الوقت في صالحنا نحن العراقيين اذا ما تأخرنا أكثر وان نضع كثيراً من الشروط التي يمكن ان يتم الحوار حولها بعد المصالحة جانباً الآن لأن المصالحة هي الأرض الأفضل لا بل لا توجد ارض سواها لاجراء كل الحوارات العراقية المخلصة ذات العلاقة بالهم المشترك. وأزاء ما تقدم فإننا نرى ان الأطراف السياسية التي هي في الحكم اليوم يجب ان تكون أكثر اتساقاً في توجهاتها ازاء مبدأ المصالحة فتناقض السياسيين ولاسيما القياديين منهم في تصريحاتهم يربك تسهيل عملية المصالحة ويعقدها فضلا عن وجود ما يمكن تسميته بعدم الاستقرار على موقف واحد أزاء الجهات التي يراد التصالح معها. واخيراً فالعراق لجميع العراقيين ورؤيتنا الكوردية ان الفرقاء هم مجتهدون في مستقبل العراق ولا غبار على الاجتهاد، على ان النزف العراقي يجب أن يكون ايقافه هماً مشتركاً وان يكون في أولوية كل حديث ومصارحة في عملية المصالحة. ان الموقف الكوردي واضح تمام الوضوح أزاء المصالحة لابل كان للرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان الريادة في هذا المجال اذ عقد أول مؤتمر للمصالحة في آذار 2004 بين الاخوة الفرقاء العراقيين بعد السقوط في مؤتمر اربيل.
#بدرخان_السندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا براقا
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|