فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل إما أن تكون إيجابية فتصبح نبراس يسترشد بها ومن خلالها يشيد الوطن ويغمر الحب والإخلاص والتفاني ونكران الذات قلوب الشعب نحو التقدم والتطور الذي يصب في مصلحة الشعب لأن الإنسان ليس يصبح مجرداً عن وطنه ومجتمعه وإنما جزء منهما يغمر قلبه الشعور والإيمان ويجسد وجوده لأجلهما .. هو الإنسان الذي يملك الحواس الإنسانية ويرتبط بها .. بينما الظاهرة العراقية كانت تكمن وراء ظهورها أسباب سلبية ومصلحية وأنانية لم تعالج في وقتها بعد عام/ 2003 وأصبحت بمرور الوقت دولة فاشلة تهيمن عليها المصالح لأن رجالها والعاملين بها كانوا رجال سلطة وليس رجال دولة وكانت قاعدتها والأسس التي اعتمدت عليها المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية واستمرت وتطورت على هذه القاعدة المتزعزعة والعرجاء إلى أن أفرزت تراكماتها الجوع والفقر والبطالة ووطن بدون زراعة وصناعة أفرزت اقتصاد ريعي وشعب مستهلك غير منتج بسبب تسرب وتسلل الفساد الإداري في كيانه الهزيل وتفشي المخدرات في جسمه النحيل وأصبحت العائلة والمجتمع متفكك وهزيل بسبب العنف الأسري وابتعاد الأب والأم عن أبنائهم بسبب الركض من أجل توفير لقمة العيش وانهارت الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) حسب قاعدة (إذا كان رب البيت بالدف ناقراً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص). ومن خلال ذلك أصبحت الظاهرة العراقية شاذة ومرض عضال لا يمكن علاجه إلا من خلال عملية جراحية تقطعه من الجذر.
العراق يقف الآن بين مرحلتين الأولى تحمل راية التغيير والتقدم والتطور والأمن والاستقرار وبناء العراق الحديث والأخرى تريد وتتشبث بتراثها الماضي والنتيجة فناء العراق وتفككه وتشرذمه إلى أقاليم ويذهب اسمه على أحد رفوف التاريخ ويقف السيد الكاظمي وحكومته الانتقالية المسؤولة عن توفير مستلزمات الانتخابات كالأمن والاستقرار وحرية ونزاهة الانتخابات بينهما إلى أن الذي يثير القلق والشك والألم في النفوس عدم التصدي للسلاح المنفلت والمال السياسي اللذان سوف يؤديان إلى انحراف الانتخابات عن طريقها الصحيح ويؤدي إلى فشلها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟