بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 02:51
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مرت سنة أخرى من سنوات التربية والتعليم في تونس، سنة من عشرات السنين والأجيال التي توافدت وأخذت مكانا ما في المجتمع والحياة العملية، سنوات بتضحياتها وإكراهاتها كذلك بمسراتها وصفوة القول فيها وهو النجاح.تقفل إمتحانات البكالوريا كعادتها هذا المسار ومع توقف مؤقت ينتظر الجميع النتائج لا سيما العائلات التي لها أبناء موجودين على سدة المرحلة الختامية للثانوي.سبع سنوات إنتظرت تلاميذ إعدادية بوعرادة وراقبت ووصولهم للبكالوريا، سبع سنوات لم أرى العديد منهم لكن كنت أعد معهم لحظات بلوغهم الإمتحانات النهائية للمرحلة الثانوية من هؤلاء إياد الهمامي.إياد تلميذ مر من إعدادية بوعرادة واكبته من السابعة أساسي إلى التاسعة أساسي، ربما من غير المجدي تكرار الكلام والملاحظات عن طبيعة الرجل وأخلاقه ومكتسباته المعرفية والنفسية وعلاقاته مع زملائه أو مع المشرفين من إطار تربوي أو إداري، كل خصاله النفسية والأخلاقية والمعرفية التي هي محل إشادة من الجميع يتوجها إبن الإعدادية بتفوق ليس بغريب عنه أو من محض الصدفة أو بفعل الخيال ولا بإيعاز من حظ أو ما شابه.إياد أثبت لنفسه حقيقة ما له من إمكانات ومن مقومات الثبات والعمل وخاصة الإستمرارية ضمن هذا المناخ العام من عدم الإستقرار الذي مس الأجواء التربوية و حالة سنية متحولة ومزاجية في أحيانا كثيرة والأهم آراء وأفكار عن المستقبل عن البلد و كل تلك الهواجس والتطلعات والطموحات الجامحة.المستوى الذي ظهر به إياد يشرف عائلته وتضحياتها وجهودها المطلقة، من السابعة إلى التاسعة هو التلميذ الصبور الذي يتحمل ضغط الروزنامات، تتالي الإمتحانات وبعض الملاحظات الغاضبة منها ملاحظاتي الشخصية في نقاشنا وإصلاح الإمتحانات والهفوات المنهجية، من الملاحم البونية و روما ثم اليونان ومن فتوحات العرب لحضارتهم للحربين في القرن العشرين... كلما مسكت إمتحان إياد الهمامي لا أخفي فخري به، بصلابة آدائه بتحليله المتماسك وأفكاره المترابطة كنت أريد حقا أن أقيمه خارج العدد، لأن العدد هو إجراء إجباري وشكلي وروتيني لا يفسر كما لا يكشف العمق الحقيقي للتلميذ.بعد سبع سنوات أجد إياد في المرتبة التي توقعتها منه وتمنيتها له، نجاح بعلامة الإمتياز قاعدة مثلي لإختيار يليق بما قدمه ومنه يفتح طرق المستقبل كما يراه وكما يرغب أن يكون، هو ككل زملائه الذين وفقوا وحتى من لم يتوفق شرفوني بمرورهم وواكبتهم بكل حب وأمل وأمنيات بمستقبل وحياة أفضل وأرقى...
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟