أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قاسم علي - الإستخفاف و رفاهية الحزن














المزيد.....

الإستخفاف و رفاهية الحزن


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(Syd A. Dilbat)


الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 00:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الحريق اندلع بسبب وصول شرارة مصدرها أسلاك كهربائية معطوبة إلى خزانات الأكسجين، وهو ما تسبب في انفجارها، نفس السيناريو الذي حدث في مستشفى أبن الخطيب في بغداد يحدث في الناصرية بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر.
يبدو أن الأجرام في حق الكرامة و أحترام الإنسان لازال مستمراً دون توقف، نتعامل مع الناس على أساس أنهم أرقام دون مراعاة لأي مشاعر يمتلكها الناس أو ذويهم أو المجتمع، لأن الضمير قد مات في الأمة المقهورة، "الأمم المقهورة تسوء أخلاقها" أبن خلدون
مركز عزل مصابي كورونا بمستشفى الحسين في ذي قار، عوضاً عن أن يكون مكاناً للمرضى لحين إمتثالهم الى الشفاء، تحول الى مكان للهلاك بسبب الأحزاب السياسية الفاسدة المقيتة. ليضاف هذا اليوم يوماً أسوداً من تاريخ العراق كالأيام العصبيات التي سبقته و مع الأسف س تخلفه إن إستمرت الأمور على هذا المنوال.

الشئ الوحيد الذي إستطعت أن اُحمله إدانة كبيرة هي تلك المأساة و الفاجعة التي تحملها الألحان عند الحديث و تضارب الأوتار. أستطيع شجبها أشد ما يكون من الشجب و لعنها أشد اللعنات قسوة لأنها كانت و لا تزال تحارب الحياة و تقوض الروح البشرية في ظل إستمرارها لا نهضة تُرجى و لا تقدم يمكن أن يلوح بالأفق. من هم المقصرين في ظل تواجد تركيبة سكانية تعيش على ثقافة التقصير؟! بعد الحادث الذي أودى بحياة 92 شخصًا ، بإندلاع حريق كبير في مُستشفى الحسين في مدينة الناصرية، ردود الأفعال الشعبية و الحكومية كانت مثل تلك الإسطوانة القديمة التي على طول الطريق تدين بشكل مخجل، دون مراعاة عمق الكلام و ما ينطوي حوله من تفسيرات، لا نظرة بعيدة التي من مسؤليتها خلق الحياة ، لا تدميرها. فتعالت صيحات مخزية من قبيل شنو ذنب هاي العالم او الله اكبر على الحكومة هذه الثقافة هي السبب الرئيسي في الإستهتار المستمر.
أحب أن أكتب المقالة بشكل مباشر لأنها تمثل خنجراً في قلوب الأوغاد.
شنو ذنب هاي العالم كما قال أحدهم ، من التحليل العميق لهذه العبارة توصلت للآتي: أولاً هذا القول لا يحمل تعاطفًا على الإطلاق أو حتا إستنكاراً و إنما هي كلمات تُفصح بشكل غير مباشر عن معتوه يكمن في جسد الشخصية العراقية بشكل عام، إن سقطت السماء فإنه دائماً هنالك شخص طويل قادراً على حملها، أما أنا فلدي يد قصيرة لا تجدي بالمشاركة.
دعونا نرجع قليلاً الى الوراء
ياله من أمر مُخزِ، عهد الإهانة و الإذلال و التنمر على الشخصية العراقية لازال يواصل مُستمراً دون نهاية تلوح بالأفق. الإستخفاف و الإستهتار لكرامة المواطن العراقي بلغت ذروتها، لا نترجى من حكومة الميليشيات الشئ الكثير ، الشئ الوحيد الذي يمكن أن نعول عليه هو تغيير الفلسفة بشكل جذري، فلسفة الحزن و تعذيب الذات (رفاهية الحزن) يجب أن تنتهي. بعد مصرع 92 شخصًا في مستشفى الحسين في مدينة الناصرية ، عليك أن تفهم أن هذا إنذار أخير ، أتمنى شخصيًا أن تُخلف هذه الفاجعة عاصفة تقضي على الشراذم من المنحطون و الدونيون ، الذين يعتلون سدة الحُكم في العراق ، الذين يمسكون بزمام الأمور.
لكن قبل ذلك فالنضع في الحسبان ، التغيرات التي يجب أن نجريها على أنفسنا، من خلال نبذ موروثات الحزن و نشر الأمل و الجمال.
" لا يليق بالأرواح العظيمة أن تنشر ما يعتريها من الحزن و الألم، يليق بها فقط أن تنشر الأمل و الجمال"
الفيلسوف نيتشه
أكاد أعرف مصدر المشكلة ، المشاكل التي تجري بالعراق، هي نتيجة الشر المهيمن الذي يتجسد بالضعف المستمر المتوارث جيلاً بعد جيل بلا إنقطاع.
إن الشجن بالغناء ، و المواساة التي نسمعها منذ أن كنا صغارًا وَلَدت لدينا هزيمة كارثية ، علينا قدر الأمكان و بأسرع وقت التخلص منها. إن اللحن الذي تشربنا به في طفولتنا كان كارثيا بإمتياز. لم يكن لحنًا للحياة بل هو لحن للرذيلة التي تمقت و تدين الحياة بشدة.
هذا شئ متوارث منذ زمن بعيد و ما خَلفه من صبغة تضفي عليه الشرعية و تُثبته راسخاً دون زحزحة، كان منعطفاً تاريخياً، إن تحريم رجال الدين الإسلاميين الغناء و الرسم منذ القرون الوسطى الى الآن بقرار يتأرجح بين التحريم القطعي و الجواز بشروط ، كان بلا أدنى شك طامة كُبرى.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       Syd_A._Dilbat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب الصيني في عصره الذهبي
- يا لها من وقاحة
- شئء من شعر دو فو
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟
- جريمة مشتل الأعظمية، كلبُ عَرّى مجتمع و جُناة.
- العراق تحت خِناق الميليشيات و سُراق المال العام
- السياسة في العالم العربي
- الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد
- دو فو الشاعر المؤرخ
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي
- الخطاب الساذج و الضحل
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قاسم علي - الإستخفاف و رفاهية الحزن