أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم عبيد جابر - 14 تموز 1958














المزيد.....

14 تموز 1958


كاظم عبيد جابر

الحوار المتمدن-العدد: 6959 - 2021 / 7 / 15 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة الى حركة 14 تموز 1958 واسميتها حركة لان هناك من يعتبرها ثورة وطنية انهت نظام ملكي اقطاعي وهناك من يعتبرها انقلاب فتح باب الانقلابات العسكرية في العراق التي اوصلت العراق الى هذا المنحى الخطير في حياته وحياة شعبه بالرغم من انها ليست الانقلاب العسكري الاول في تاريخ الدولة العراقية الحديثة فقد سبقها انقلاب بكر صدقي 1936 وانقلاب رشيد عالي الگيلاني والعقداء الاربعة 1941 التي اعادت العراق كما يقال الى المربع الاول من الهيمنة البريطانية المباشرة
وبغض النظر عن رأي هذه المجموعة او تلك لكنها تبقى حركة مفصلية في تاريخ العراق اعطت الكثير من العبر والدروس التي وقف عندها المؤرخين كثيراً لما فيها من مواقف متناقضة منها مضيئه يبقى التاريخ يذكرها برغم محاولة البعض من تشويه صورتها ومنها ايضا من السوداوية والسذاجة لعدم قدرة قادتها على فهم معنى ادارة وحكم بلد مثل العراق
ليس سهلاً ان تنتقل من آمر لواء عسكري يتعامل مع مجموعة من الجنود والضباط صغيري الرتب لا يتجاوز عددهم 500 شخص الى حاكماً لدولة تعداد سكانها آنذاك اكثر من 7 مليون وفيها وزارات ومؤسسات وجيش وشرطة واجهزة اخرى بالضبط كما هو حال من يتصور اي مغمور في هذا الوقت انه وبمجرد عمله في السياسة او اي نشاط اخر وصارت له علاقات مع هذا وذاك ان يستطيع قيادة العراق ذو الاربعين مليون وقيادة قواته المسلحة وادارة شؤونه التي تمثل إرثا ثقيلاً جدا لا يتردد اي ضليع بالسياسة او غيرها من المجالات من تجنب تحمل مسؤوليته الثقيلة ولا نبالغ ان قلنا المستحيلة وفقاً للمعطيات التي يعيشها العراق الان!!
حركة 14 تموز في حقيقة الامر نفذها ضابطين أمراء الوية هما العميد الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف مع مجموعة من الجنود لا يتجاوز عددهم 500 جندي.
ضابطين يختلفان في كل شيء وليس لديهم تصور مشترك عن كيفية قيادة الدولة فكل منهما في وادٍ يختلف عن الاخر !!
عبد السلام عارف القادم من بيئة اسلامية متطرفة ضابط مغمور قومي ناصري يجيد المناورة والانتهازية واصطياد الفرص عجز عن فهم او ادراك ما يفكر به رفيقه عبد الكريم قاسم لكنه كان يكن الفضل لقاسم في فرضه على تنظيم الضباط الاحرار الذين كانوا لا يأمنون جانبه وأثبتت الاحداث اللاحقة صواب تصورهم
كان يعتقد أنه سيقوم باحتواء عبد الكريم قاسم وازاحته بسهولة واستعجل هذا العمل الذي اطاح به وفقد مناصبه وحكم بالاعدام ومن ثم أعفي عنه
اراد ان يضم العراق باي طريقة كانت الى الجمهورية العربية المتحدة التي تضم مصر وسوريا بقيادة جمال عبد الناصر
لكن عبد الكريم قاسم وقف بحزم بالضد من هذه الرغبة واراد ان يكون العراق هو قائد نفسه لا تابعاً لاحد وهذا الذي دفع عبد الناصر الى اعلان العداء له وقد تبين لاحقاً ان قاسم كان على حق بعد فشل عبد الناصر في قيادة مجموعته لا قيادة الامة العربية!!
عبد الكريم قاسم كان يعتقد بانه لوحده يستطيع قيادة العراق ليكون هو مركز الثقل في المنطقة وقيادة حركات التحرر وركز جل اهتمامه على العراق وشعبه بعيداً عن الاصطفاف او التخندق القومي لذلك اطلق عليه القوميين والبعثيين لقب( شعوبي) وهذا اللقب ليس سبة بل اثبتت التجارب ان محاولات فرض متبنيات القومية وشعاراتها على العراق اوصلته الى العزلة والتخلف كما اوصلت غيره من الدول العربية التي تبنت ذات الشعارات!!
لكن قاسم كان يفتقد بكل جدارة الى القدرة على دهاء السياسة وادارة البلد وتعامل مع مؤسساته ووزاراته كما يتعامل مع سرايا اللواء الذي كان يقوده دون ان يعي ان من سبقه محنك السياسة والحكم نوري السعيد لم يستطع ان يجاري طوفان العراق وبالتالي ضاع عبد الكريم قاسم واضاع معه رفاقه واضاع آمال فقراء العراقيين الذين عولوا عليه كثيراً!!
وهذا لا يعني انه لم يكن له دور في نهضة البلد بالعكس وضع بصمه لم يستطع احد ممن جاء بعده ان يضع مثلها لذلك احبه فقراء الناس لقربه منهم يعاني معاناتهم ولم تغويه مغانم وبهرجة السلطة
وصار مثالاً في البساطة والزهد ويبدو ان هذه الصفات تتناقض مع ما يفترض من صفات في من يحكم العراق
نعم كانت له اخطاء كثيرة وهفوات قاتلة
في خضم الصراع بين الشيوعيين من جهة والقوميين والبعثيين من جهة أخرى
الصراع الذي سار بالعراق الى حتفه في 8 شباط 1963 ليضعه على طريق المجهول!!



#كاظم_عبيد_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية بين المقاطعة والمشاركة الواسعة
- تغيير سعر صرف الدينار العراقي
- هل نجت أم أخفقت وزارة التجارة في مهامها بعد 2003؟
- مع اقتراب موعد الانتخابات تشابه في المقدمات واختلاف في الشخو ...
- أسئلة قد تكون مشروعة
- 14 تموز ثورة أم إنقلاب
- ايران ودورها في العراق
- ‎الصراع الأمريكي - الصيني والأزمة الإيرانية - الأمريكية
- رؤية شخصية للتنمية الاقتصادية في العراق ودور وزارة التجارة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم عبيد جابر - 14 تموز 1958