احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 23:19
المحور:
الصناعة والزراعة
# آسياو مندلي ،الطواحين المائية (اسياو) في مندلي
يعتبر طحن الحنطة ضرورة حياتية لكل بيت فالذين يستلمون الطحين الجاهز من وكلاء التموينية محظوظين لو قارناهم بأناس عاشوا قبلهم بقرن من الزمان، فقد كانت الحنطة تباع في العلاوي الخاصة بالوزنة والجارك فعادة تشتري العائلة 160 كيلو من الحنطة فيستأجر دابة لنقلها الى الطحن وكانت في مندلي :
* آسياو ديوان قرب بابا حافظ "سرآسيو"،اذ تأتي ساقية مبنية بالنورة والحصاة الى هوة داخل نزل يتلقى الماء درع يشبه علامة ( + ) فتدير أفقياً عصا كبيرة على أخرى تتخللها فتحة لسكب الحنطة فتخرج بيضاء ناصعة "تسرُّ الناظرين" تعط "تفوح" منها رائحة زكية من حنطة مندلي صابر بيك ، يتم ذلك بعد نخل الحبوب في منخل خاص ثم تبدأ عملية ببطأ.
والذي اتحدث عنه هو ( اسياو الديوان ) ومديرها عبد علي رجل وقور وابنه حافظ الحلاق أبو علي الذين انتقلوا الى بغداد منطقة ( قاطران ) وبيته في باب الشيخ، وكان لي صديق مندلاوي عنده يدعى معين محمد ( الحلاق ) أزوره من فترة الى أخرى وكان رمزاً للمحبة الفاضلة التي بنيت عليها علاقتنا.
* والآسياو الثاني: كان آسياو خدر على ما أظن كانت عند شجرة تكي "التوت" يتبارك بها الناس يسمى شيخ توت انقرض الآسياو وبقيت شجرة التكي .
المرحلة الثانية كانت مرحلة المعامل الميكانيكية التي تعمل بالكاز أتذكر معمل طالب آغا ، ثم معمل سيد درويش أبو علي ، ومعمل عبد هزاع، لأن عمليات الطحن كانت تتطلب إنتظاراً قد يستمر عدة أيام، وكانت تحدث فيها مفارقات ضحكنا لها الى ان آلمتنا بطوننا من المفارقة اذ كانت العوائل تنتظر وهي تطبخ وتنام في (الآسياو) المطحنة ،في المدينة خبازون شغلهم إيصال الخبز من البيت ،وكم كان رائعآ حين نلتقط القرص الحار مع (القيمر) من يد البائعات "حنيشة" و"ونسة" يضفن بجمالهن جمالا على المنظر"أسماء بائعات القيمر" .
فيبدأ الناس بصلاة الفجر فتعتصر مع الحياة مثلما الطاحونة التي تدخل اليها بلون الطين فتخرج طحيناً أبيض تسر الناظرين، وتبدأ مسيرة الحياة في سوق يحتوي على 700 دكان للعطار والبزّاز والقصابة والمقاهي العامرة تعج السوق بالناس مع بدء شروق الشمس وتخفت الحركة مع صلاة الظهر هكذا عشتُ وسط أربع و ستين "64" ألف مواطن في مندلي "1" .بقلم الإعلامي صلاح عبد الجبار المندلاوي
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟