اولاً؛
مجرد أسئلة
امتدت الحقبة الدموية من حكم حزب البعث في العراق من عام 1963 والى التاسع من نيسان 2003 .. ونرى الآن ذيولها بعد التحرير .
هذه الاذناب التي اخذت تدمر البلد رغم تواجد قوات التحالف في العراق وكأنهم يوجهون رسالتهم للشعب العراقي ( لانترك العراق سالماً معافى ... بل سنحول العراق الى تراب).
ها نحن نراهم الان عبر الفضائيات العربية التي تنسب اعمالها الاجرامية من سرقة ونهب الى الشعب العراقي والتواجد الامريكي.... يريدون ان يقولوا ان العراق في ظل ( صدام) يعيش في امان واستقرار وليس في ظل التواجد الامريكي.. بل نرى اغلبهم يتسائلون اين هي الحرية التي وعدنا بها المستر بوش؟
ان السرقات والفوضى التي نراها الان عبر الفضائيات المطبّلة لنظام صدام الدموي ليست من قبل الشعب العراقي بل هي عمليات مدبر، بل مؤدلجة تقف ورائها عصابات مدربة تعمل على اثارة الشارع العراقي ضد تواجد قوات التحرير الامريكية.
وايضا نرى مسيرات طائفية مسيسة....مسيرات شعاراتها مؤدلجة تقف ورائها دول تحمل العداء والعداء فقط للامريكا.
هذه المسيرات ترفض التواجد الامريكي بعد يوم واحد فقط من التحرير... ويا للعجب مما نراه الان.
الشيعة يرفضون التوجد الامريكي بالعراق ويريدون خروجهم اليوم قبل الغد ، وهم أي الشيعة كانوا ينتظرون المخلّص على احرّ من الجمر واي كان شكل هذا المخلّص عبر بوابةالمحيط ، فلماذا لانصبر على هذا المخلّص قليلاّ؟؟
لماذا لاننتظر بعد ان ننهي احتفالاتنا بالتحرير؟؟
ايها الاخوة والاصدقاء.
اسأل نفسي وأسألكم جميعا ، كانت هناك انتفاضة عظيمة قام بها الشعب العراقي في الجنوب الشهيد، جنوب المحبة والطيب .. لم نرى او نسمع عن حالات سرقة طالت المتاحف والمستشفيات .. نعم كان هناك تدمير لدوائر الدولة باعتبارها تمثل اجهزة النظام القمعية ولكن هذا التدمير لم يمس متحفا او مشفى لانهم يقينا يدركون باهميتها للشعب العراقي وهي ليست ملكاً لصدام.
السؤال...لماذا جرت سرقة المتاحف والمستشفيات وخاصة في بغداد؟ اليست هذه العمليات مخطط لها مسبقا؟. هذه الحالات المرعبة التي نراها الان .. اجزم بانها ليست من صنع ابناء العراق .. بل هي لأذناب النظام، للعصابات العفلقية.
اخبرتنا قناة CNN يوم 8 ابريل ؛ تم العثور على 500قطعة اثار مهربة في الكمارك الفرنسية.. سرقت اثناء تواجد القوات الامريكية.. السؤل.. كيف هرّبت هذه الاثار؟ ومن قام بها والحدود مغلقة والعراق كله تحت قنابل التحرير؟
اجزم ان هذه الاثار سرقت قبل الحرب وافرغت ا لمتاحف جميعا من الاثار وبقيت فقط القطع لكبيرة، وكا ن الايعاز لمليشيات البعث في حالة دخول القوات الامريكية بغداد عليكم بالعبث وتدمير ماتبقى من هذه لاثار بالمتحف اليس هذا التحليل للخبر هو التحليل المنطقي؟؟ مليشيات البعث المتمرسة بفن الاغتيالات والاعدامات تريد ان تخفي جرائمها ولكن ماذا تخفي وقد فاحت روائح جرائمهم العفنة .. اتمنى ان لا يشكك احد بنزهة هذا الشعب المضطهد منذ عقود.
ثانياً:
هل هناك فراغ سياسي في العراق؟
هذا سؤال مهم ويطرح الان نفسه بقوة.. اقول نعم هناك فراغ سياسي كبير في داخل العراق ولاسباب كثيرة منها؛
ليس هناك حزب او حركة او أي تنظيم في الداخل او الخارج قام بهذا التحرير بل قمت به قوت التحالف برئاسة الولايات المتحدة الامريكية.
لو قام اي حزب او تنظيم بهذا التحرير لكان من المؤكد ان يضع ستراتيجية لما بعد التحرير أي انه هيأ البديل للسلطة السابقة.
لكن هذا لم يحدث بل قامت امريكا بهذا التحرير بغض النظر عن مصالح امريكا في هذا التحرير، المهم حدث الحلم الذي كنا ننتظره منذ عقود اذا ماذا حدث بعد انهزام سلطة البعث وتحرير العراق حدثت فوضى سياسية لان الشعب لايعرف من هو رئيسه الجديد، لايعرف من الذي سيقوده بعد سلطة البعث ولايعرف الحزب الذي سيقود البلد ، وبما ان اغلب الاحزاب العراقية باستثناء الحزب الشيوعي العراقي والاحزاب الاسلامية وكذلك الاحزاب الكردية ، قد تشكلت خارج العراق وفق متطلبات الواقع السياسي العراقي ووفق معطيات الحالة العراقية وبعض هذه الاحزب التي تشكلت بالخارج لا يتجاوز اعضائها عدد اصابع اليد ا لواحدة.
الاكثر اهمية هو ان هذه الاحزاب مجهولة لعراقي ا لداخل وبالتالي فقدت اهم شيء وهو القاعدة الجماهيرية داخل العراق.
وايضا ليس هناك قادة بالداخل سياسيون او مثقفون يستطيعون قيادة الجماهير بالدخل، والسبب هو النظم العفلقي الذي اغتال كل من يشك في ولائه او من عنده طموحات في عراق اخر غير عراق الحكم الصدامي.
وهذا ماحدث للسيد الشهيد الصدر الثاني ، الذي كان المتنفس الوحيد للشارع العراقي وما امتلكه من تأثير في الشارع العراقي، وتسلح برصيد جماهيري كبير بالداخل ولكن سلطة البعث لم تتركه يغرد وحيدا بل عملت على اغتياله بحادث مع ولديه، عن طريق نفس ( اللوري الذي اغتال العديد من قادة العراق سياسيه والشخصيات الدينية.
ولكن المأخذ على السيد الشهيد الثاني انه لم يهيأ له بديل يمكن ان يأخذ مكانه من بعده وخصوصا انه كان يعلم انه سيغتال ا ذا لم يكن اليوم حتما سيكون غدا، ولهذا كان السيد الشهيد يرتدي الكفن حينما يخطب بالجماهير التي كانت تزيد عن المليون في اكثرالاحيان .
اذن من سيقود العراق؟
ا رى ا ن هذا ا لتواجد الامريكي بالعراق في هذه الفترة وتكوين حكومة امريكية هو امر بغاية الاهمية للشعب العراقي في سبيل استقراره البلد .. على ان تكون مدة الحكومة الامريكية محددة ولم نسمع يوما بان امريكا قد احتلت بلدا وبقيت فيه دهرا.
وخلال هذه المدة لحكومة امريكا تكون هناك فرصة للاحزب العراقية بكل اطيافها بطرح اديولوجياتها في سبيل ان يتعرف الشعب العراقي على هذه الاحزب ورؤسء هذه الاحزب ومن يقف وراء هذه الاحزاب والجهات لتي تدعم هذه الاحزاب من اجل خلق ارضية صحيحة لانتخاب ديموقراطية في عراق ديموقراطي.
لامن والاستقرار لايتحققان الا بوجود حكومة امريكية في هذا الوقت في سبيل عدم تدخل خارجي بالوضع العراقي ، ومانراه الان في الشارع العراقي شيء محزن جدا.. وان أي حزب كان ومهما كانت جماهيريته في الشارع العراقي ان يفرض نفسه على الشارع العراقي لان وللاسف الشديد الشارع العراقي لان مسيس بحس طائفي مثير للاشمئزاز ولو استمر هذا التصعيد بالشعارات لطائفية حتما سيدمر البلد اكثر مما دمره نظام صدام حسين .
قلها يوما سارتر؛ الحرية هي الرعب . وما نره الان هو حقا رعب الحرية.
الشعب العراقي الان افاق من صدمة سقوط النظام الصدامي وزملاته ولم يعد سقوط صدام حلم منتصف ليلة صيف بل اصبح واقع التاسع من نيسان .
واتمنى ان يكون هناك تحرك سريع للاحزاب بالداخل ورص الصفوف من اجل عراق حر ديموقراطي وان تكف لاحزاب عن الشعارات الكاذبة والوعود الكذبة وان تتصرف بالداخل ليس كما فعل صدام حسين ولكن هذا لم يحدث مستقبلا وللاسف.
لان البعض يسير على نفس التفكير البعثي وهذ ما توصل ا ليه احد قادة المعارضة العراقية، بل لنسميه بالاسم وهو الدكتور احمد الجلبي الذي جاء الى العراق وهو يحمل اطنانا من صوره الشخصية وهذا التصرف يذكرنا بما فعله صدام عندما كان نائبا للرئيس السابق حيث كانت صور صدام كثر من صور احمد حسن البكر.
واخذ اعوان الجلبي بتوزيع هذه الصور على الشعب العراقي وكأن المنقذ الذي انتظروه طويلا بدون ان يروه قد وصل !!
اليس هذا االفعل هو فعل صدامي؟
اذا ماذا فعلنا.. اذا كان الحل هو تبديل الصور بصور اخرى .. وانا لا اشكك بمصداقية المعارضة العراقية او بشخص الدكتور لا الجلبي ابدا بل يكفي المعارضة العراقية والجلبي شرفا انهم يعملون علانية وباسمائهم الصريحة معرضين حيتهم وعوائلهم للقتل والاغتيال بنفس ( اللوري)
لكني اتسائل اذا كانت الجماهير تختار الرئيس الجديد عن طريق الصور بدون العمل .. الا يجب علينا ارسال صورنا قبل رحيلنا الى العراق لعلّنا نحظى بلسلطة( ويكفين الله شرّها).
وفي الختام اتمنى ان لا نضطر لترديد قول شكسبير على لسان ( مكدف) في مسرحية ( مكبث)
يا امة شقية، متى وقد استبدّ بك طاغية لاحق له ، صولجانه الدم، متى سترين صفاء نورك مرة اخرى ما دام خليفة عرشك الاحقّ هكذا.
=========================
فنان مسرحي عراقي - هولندا