أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي















المزيد.....

الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 483 - 2003 / 5 / 10 - 06:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في هذه الدنيا ما يضحك وما يبكي، فهناك في إسرائيل 30 لاجئا سياسيا عراقيا يعيشون في مستوطنة إسرائيلية بانتظار العودة إلى العراق بعد سقوط النظام. وها هو النظام قد سقط والعراق لم يعد هو نفس العراق السابق؛ رحل البعث وجاء العبث؛ انهار النظام وذهب صدام، لكن برزت أسماء ووجوه ما كان يحلم أو يسمع بها أي عراقي باستثناء الذين يغمزون من قناة إسرائيل وأمريكا، والبعض الآخر الذي كان أو لا زال في المنافي العديدة "إما يحلم أو يستحلم". إذن فليحلم الحالم بحلم ليلة صيف عراقية تستحم فيها الورود بالمزهرية، أما "المستحلم" فلينعم بكنيس يهودي جديد أو راقصة عصرية ترقصه على أنغام الراب والبوب الأمريكي.

أما الـ 30 مواطنا من العراقيين الذين ارتضوا التسلل إلى فلسطين المحتلة وتقديم اللجوء عند الإسرائيليين في بداية التسعينات رغم إدراكهم ومعرفتهم بأن إسرائيل دولة معادية للعرب؛ هؤلاء الذين بجهلهم أو انكسارهم بعدما ضاقت بهم أرض العرب وذبحت أحلامهم بحربة حمامة في مدينة مثل عمان، أو بحربة صرصور في عاصمة مثل القاهرة؛ هؤلاء كي يهربوا من الجريمة التي ترتكب بحقهم ارتكبوا هم أنفسهم جريمة اكبر بحق أنفسهم. لقد كان لهؤلاء الأشخاص حلم من وهم وأمل، وهم أن الديمقراطية الإسرائيلية سوف تكون أفضل من ديكتاتورية بلادهم وسوف تحميهم وتعطيهم حق اللجوء السياسي أو مكانة اللاجئين.

لكن هؤلاء المساكين والمستضعفين بدلا من الحصول على اللجوء في كيان القمع والإرهاب الأول في عالم الديكتاتوريات الأبارتهايدية التي تتستر بلباس الديمقراطية والحضارة الغربية، ألقي بهؤلاء اللاجئين في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة. تعرضوا خلالها للتعذيب والتنكيل باعتبارهم مشروع تجسس وعمالة أو خطرا أمنيا على كيان إسرائيل. وتم الإفراج عنهم على دفعات بعد فترة سجن استمرت من 6-8 سنوات في السجون الإسرائيلية. وكان بعضهم غادر إلى الدول الاسكندنافية التي منحتهم حق اللجوء السياسي بينما الآخرين يسكنون وينتظرون في مستوطنة إسرائيلية بانتظار حل لقضيتهم.

رفع نصف هؤلاء اللاجئين السياسيين العراقيين دعوى قضائية في المحكمة المركزية في تل أبيب ضد الدولة الإسرائيلية يطلبون فيها بتعويض عن فترة السجن والاحتجاز وعن التعذيب الذي تعرضوا له في السجون الإسرائيلية. وكانت سلطات الجيش الإسرائيلي أصدرت في الماضي توصية تقول بأن العراقيين لم يعذبوا. لكن شهادات بعض اللاجئين العراقيين أثبت أنهم تعرضوا لأصناف عديدة من التعذيب والضرب اليومي لمدة ثلاثة أشهر وكانوا يتهمون بأنهم جواسيس وتطالبهم السلطات أثناء التعذيب بالاعتراف بالتهم الموجهة لهم، ورفضوا ذلك مرارا.

هؤلاء العراقيين الذين اضطروا للتسلل إلى فلسطين المحتلة وطلب اللجوء عند الإسرائيليين هم قبل كل شيء ضحايا قمع النظام السابق وكذلك ضحايا المعاملة العربية السيئة التي عوملوا بها في بعض البلاد العربية. فلو كانوا تلقوا معاملة إنسانية وحضارية في بلادنا العربية لما كانوا فكروا بالتسلل إلى الدولة اليهودية التي تعتبر عدوا للعرب أجمعين. لكن هذا واقع حال البلاد العربية، فهي تجعل من أبناءها مشاريع لاجئين ومشردين ومساجين ومعتقلين وأيضا عملاء وجواسيس على بلادهم. وكلنا أمل بأن إسرائيل خلال هذه السنوات الطويلة لم تتمكن من تنظيم أي من اللاجئين العراقيين المذكورين أو غيرهم للعمل جاسوسا وعميلا لخدمتها وفي خدمة مصالحها.

وبينما كانت إسرائيل تعذب وتسجن المظلومين العراقيين كانت الأنظمة العربية تعذبهم أيضا وتعاملهم معاملة غير إنسانية. وبالنسبة للفلسطيني فأن هذه المعاملة العربية معروفة وعاشها ولا زال يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم ومنافيهم. لذا فالفلسطيني أول من يفهم هؤلاء العراقيين وأول من يبدي تعاطفه معهم كحالات إنسانية لكنه لا يستطيع أن يهضم فكرتهم التي قادتهم للتسلل وطلب اللجوء عند نظام يفوق بلا ديمقراطيته وعنصريته ضد العرب كل أنظمة العنصرية والديكتاتورية في العالم.

هكذا عاملت إسرائيل الضحايا العراقيين، أما في عراق الحرية الأمريكية فيقوم الجنود اليهود الأمريكيون في جيش الاحتلال ببناء وإقامة كنيس يهودي داخل أحد المعسكرات في جنوب العراق، وقد أقام هؤلاء الجنود اليهود احتفالاتهم بعيد الفصح داخل هذا الكنيس. وذكرت المصادر الإسرائيلية أنه يوجد 2000 جندي يهودي أمريكي في عداد القوات الأمريكية الموجودة في العراق. وكان هؤلاء خلال الحرب يحصلون على طعام خاص بهم وحسب الشريعة اليهودية، مع أن الجيش الأمريكي في أثناء الحرب كان يعاني جنوده من شح وقلة الوجبات ونقص في الأغذية، لكن ذلك لم يمنع الجيش من الالتزام بالتقاليد والشريعة اليهودية وتزويد هؤلاء الجنود بطعامهم الخاص وذلك بواسطة طائرات خاصة إسرائيلية قامت بنقل الطعام لهؤلاء الجنود اليهود مباشرة من تل أبيب إلى مناطق تواجدهم في كافة الأراضي العراقية طولا وعرضا. كما كانت وزارة الأديان الإسرائيلية أوفدت إلى العراق عددا من الحاخامات لإقامة الشعائر الدينية اليهودية بعيد الفصح. وقالت نفس المصادر الإسرائيلية أن عدداً من هؤلاء الحاخامات سيزورون عدداً من الكنس اليهودية في بغداد و أور ( أبراهام أبينو) وبعض الأماكن التاريخية التي تعتبر مقدسة لدى اليهود ويعود تاريخها لسيدنا إبراهيم عليه السلام قبل توجهه إلى فلسطين.

وبالطبع فأن القوات الأمريكية هي المسئولة عن حماية الحاخامات وفي حال نجحت زيارتهم فسوف تتفق إسرائيل مع المتفتحين من المعارضة العراقية (الجلبي، مكية وباقي العصابة) لإنشاء خمس كنس يهودية في مواقع أثرية مختارة. طبعا هذه الأخبار تجعلنا نتخوف على مستقبل العراق ونستعيد كتابات وأفكار الحركة الصهيونية التي تقول بأن أرض إسرائيل هي من الفرات إلى النيل.

اليوم كنيس وغدا مدينة يهودية.

هكذا احتالوا على العالم في فلسطين حتى حولوها بالقهر والتآمر إلى أرض إسرائيل وهكذا تبدأ الحكاية في عراق ما بعد البعث وفي عراق العبث ونحن نحيي ذكرى نكبة فلسطين وهم يحتفلون بقيام إسرائيل.

اوسلو

http://home.chello.no/~hnidalm

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي