أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التعديل الوزاري الاسباني















المزيد.....

التعديل الوزاري الاسباني


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقدم رئيس الحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez على اجراء تعديل حكومي لحكومته ، كما يجري به العمل في جميع حكومات العالم .. لكن المثير للدهشة انّ بعض قليلي النظر ، والفهم ، والتحليل ، اعتبروا اقدام Pedro Sanchez على هذا التعديل ، كان من وراءه ضربة قوية لناصر بوريطة للدولة الاسبانية ، بسبب مواقفها من نزاع الصحراء الذي تناصب العداء لمغربيتها ، وهو السبب الوجيه للازمة بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبانية ، وليس بسبب دخول إبراهيم غالي للتشافي في المستشفيات الاسبانية . لان دخول غالي من عدمه هو اجراء سيادي يخص قرار الدولة الاسبانية ، ولا يخص غيرها في شيء ، والاّ سيعتبر هكذا موقفا ، بمثابة تدخل في الشؤون الداخلية الاسبانية ، خاصة عندما يكون التدخل من طرف ضعيف ، لا يمكن مقارنته بقوة اسبانية ، التي تستمدها من الجغرافية الاوربية ، ومن العضوية في التكتل الاقتصادي الكبير الاتحاد الأوربي ، ومن العضوية في حلف الناتو القوة العسكرية الأولى في العالم ، إضافة الى ان الاقتصاد الاسباني قوي على اقتصاد الريع المغربي ، حيث يتواجد آلاف المغاربة يشتغلون في اسبانية ..
وكما انّ قرار استقبال إبراهيم غالي للتشافي ، وهذا حق انساني ، ليس هو سبب الازمة بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبانية ، فان قرار رئيس الوزراء الاسباني Pedro Sanchez بإدخال تعديل على حكومته ، هو كذلك يظل قرارا سياديا املته الظروف الاقتصادية التي تمر منها اسبانية بسبب كورونا ، ولم يكن نتيجة ضربة موجعة لناصر بوريطة ، او للنظام المغربي خاصة ، وان المهام الرئيسية التي ستتكفل بها الحكومة الجديدة كأولويات ، هي اصلاح وتقويم الاقتصاد ، والعمل على خلق فرص شغل ، والاهتمام بالجانب الاجتماعي للشعب الاسباني .. ولا علاقة له بما يروج البعض بالأزمة الأخيرة بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبانية ..
ان تغيير وزيرة الخارجية الاسبانية السيدة Arancha Gonzalez Laya ، وتعويضها بسفير اسبانية بباريس السيد José Manuel Albares ، لا يعني تغيير موقف اسبانية من نزاع الصحراء ، كما لا يعني انتهاء الازمة مع النظام المغربي ، الذي استشعر تآمر اسبانية ، ومعها الاتحاد الأوربي ، ضد الوحدة الترابية للمغرب . لكن ان الهدف من تغيير الأشخاص ، والاحتفاظ بنفس المواقف ، هو استمرار تبليد النظام المغربي ، حتى يسرع الى إعادة فتح العلاقات قبل ازمة اعتراض ، ورفض اسبانية اعتراف Trump بمغربية الصحراء .
وملثما تضامن الاتحاد الأوربي مع اسبانية في ازمتها مع النظام المغربي ، ورفض الاتحاد الاعتراف الترامبي Trump بمغربية الصحراء .. لم يخجل وزير الخارجية الفرنسي Jean-yves le Drian في اللقاء الصحفي مع وزير خارجية اسبانية Arancha Gonzalez Laya ، من تأكيد تضامنه مع اسبانية ضد المغرب ، والسبب ان اسبانية عضو الاتحاد الأوربي .. وخجل ان يتمم عبارة التهديد المبطن ، انّ اسبانية عضو بالحلف الأطلسي ...
لكن السؤال ، وفي خضم هذا التضامن والتخندق الفرنسي ، الى جانب الدولة الاسبانية . هل من علاقة بين تصريح وزير الخارجية الفرنسي بالتضامن ، بل التحالف مع اسبانية ضد المغرب ، مع تعيين سفير اسبانية الحالي بباريس José Manuel Albares وزيرا للخارجية محل Arancha .. مع رفض الوزير الفرنسي اية وساطة بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبانية ...
وبما ان أي تعديل حكومي او وزاري، يبقى قرار سياديا للدول ، خاصة الدول القوية كإسبانية ، فان تغيير السيدة Arancha بالسيد Albares ، لا يعني تغيير الموقف الاسباني من نزاع الصحراء ، كما لا دخل للنظام المغربي في هذا التغيير ..
ومن خلال قراءة بسيطة للموقف الاسباني من مغربية الصحراء ، سنجد ان نفس الحكومات ، وايّاً كانت البطاقة السياسية التي تتولى بها السكن في قصر La Moncha ، فان مواقفها واحدة ، وليست متغيرة ، سواء كان في الحكم الحزب المحافظ الحزب الشعبي ، او كان في الحكم اليسار المعتدل الحزب الاشتراكي ، واليسار على يساره حزب Podemos ، وهو نفس الموقف يتبناه الحزب المتطرف Vox ، وتتبناه أحزاب الباسك المتطرفة ...
وهنا لا ننسى الحملة الهوجاء ، لرئيس الحكومة اليميني المحافظ José Maria Aznar ضد مغربية الصحراء ، عندما كان ينظم أسبوعيا استفتاءات نموذجية ، لتقرير مصير الصحراويين بكل التراب الاسباني ، والصعوبات التي خلقها للحوامض المغربية المُصدّرة نحو سوق الدول الاوربية .. وهي الحملة التي اوقفتها تفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 ..
لذا فان مجيئ وزير للخارجية جديد في الحكومة الاسبانية ، لا يعني تغيير موقف الدولة الرافض لمغربية الصحراء ، ولا يعني انّ التغيير كان بسبب هزيمة الحقها ناصر بوريطة ، والنظام المغربي بحكومة Pedro Sanchez .. لكنها تعني تغيير المكانزمات في التعامل مع ملف الصحراء ، من خلال المشروعية الدولية التي تعكسها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ...
وحين يصرح المسؤولون الاسبان بالتمسك بالمشروعية الدولية ، رغم ان الأمم المتحدة هي مسلخ القضايا العادلة ، يكون التغيير الحكومي الاسباني ، لا يعني المسائل الاستراتيجية بالنسبة لمغربية الصحراء ، ويكون من اعتبر هذا التغيير في حكومة Pedro Sanchez بمثابة انتصار للنظام المغربي ، بمن ينظر اصبع يده ، ولا ينظر الى ما هو ابعد من الاصبع ...
كما إنْ كان التغيير الذي مس الحكومة الاسبانية ، بسبب ارجاع العلاقات مع النظام المغربي ، الى ما قبل الازمة التي نشبت بعد اعتراض اسبانية على اعتراف Trump بمغربية الصحراء .. فسيكون هذا التغيير بمثابة استبلاد للنظام المغربي ، الذي سيصبح بين سندان الموقف الاسباني المعارض لمغربية الصحراء ، بالاختباء وراء المشروعية الدولية ، وبين مطرقة الازمة الاقتصادية التي ضربت الشركات الاسبانية العاملة في المغرب .. حيث ستحي من جديد هذه الشركات ، وبما فيها اقتصاد سبتة ومليلية ، لكن ستظل اسبانية معارضة لمغربية الصحراء بالاختباء وراء قرارات مجلس الامن ..
ان التعديل الذي اجراه رئيس الوزراء الاسبانية السيد Pedro Sanchez ، هو قرار سيادي اسباني لا يهم المغرب في شيء ، ولا دخل له فيه .. وكل ما يهم الشعب المغربي انْ تبقى الدولة الاسبانية محايدة ، دون اتخاذها موقف مساندة لطرف ، ومعادية لطرف اخر ، كما حصل في المعارضة الشديدة لاعتراف Trump بمغربية الصحراء ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الاشتراكي الموحد
- فدرالية اليسار الديمقراطي
- قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان ...
- الجمهورية الصحراوية الوهمية ، وجبهة البوليساريو الارهابية
- العلاقة الجدلية بين العزلة الداخلية ، والعزلة الخارجية للنظا ...
- صفعة لمحمد السادس ، ومزيدا في إمعان عزلة النظام
- البوليس السياسي وتزوير المحاضر البوليسية
- ( رئيس الوزراء ) الوزير الاول القادم
- من يقرع طبول الحرب بالمنطقة ؟ الصحراء تسببت في إدانة البرلما ...
- الدولة القمعية ، القهرية ، الجبرية ، والمفترسة
- الخيانة الكبرى . خيانة الوطن
- الدولة القهرية ، الجبرية ، الاستبدادية والطاغية
- تجسيد الدولة النيوبتريمونيالية ، والنيوبتريركية ، والنيورعوي ...
- اللقاء الصحافي للرئيس الجزائري مع الملجة الفرنسية ( لوبْوانْ ...
- هل من قاسم مشترك بين اقليم كتالونية ، وبين الصحراء الغربية
- معركة قضائية بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو بمحك ...
- أحسن عنوان لما سمّوه ب ( النموذج التنموي الجديد ) هو - هل فه ...
- النظام السياسي .. تحليل وتفكيك بنية الدولة المخزنية
- سفيرة فرنسا في الرباط
- إسبانية تزيد في اهانتها وتحديها للنظام المغربي


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التعديل الوزاري الاسباني