|
النخبة الاهوازية و تخلف المجتمع
دلال الاهوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 04:36
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
ان تغيير و تطور اي مجتمع بشري ياتي بالدرجة الاولي من نخب هذا المجتمع. و الطبقه النخبة هي التي تنتقد الوضع الموجود و تشكك في مصداقية القيم و الاعراف السايدة في المجتمع. لان النخبه هي التي تمتلك الادوات و المعلومات اللازمة للتشكيك في القوانين القايمة و ايضا بفضل علمها و معرفتها تستطيع ان تفعل شيا" ما من اجل تحسين الوضع الثقافي و السياسي في المجتمع.
اذن نتسائل ما هو حال النخب الاهوازية و هل هم يمتلكون القدرات اللازمة لتغيير الوضع القايم في مجتمعنا و بالتالي هل عملو شيا من اجل اصلاح الوضع الثقافي و السياسي في المجتمع ؟
بالبداية يجب القول ان المقصود من النخبة، هو الشخص المتعلم الذي بفضل علمه و وعيه يمتلك مكانة مقبولة في المجتمع و ايضا صاحب كلام و اراء جميلة حول مسئلة حقوق الانسان و حقوق المراة و في بعض الاحيان يبدوا متحمسا للقضية الاهوازية.
اذن نتسائل هل هولاء النخب، من سیاسین و آکادمیین و باحثین و خریجی الجامعات، بقدر امكاناتهم و بقدر استطاعتهم شاركوا في بناء مجتمع متحضر و ديمقراطي؟و هل كا نوا احرارا و مثقفين حقيقيا بقدر ادعائاتهم ام انهم مجرد ممثلين اقويا لتحرير الانسان و تحرير الارض.؟
بكلام موجز استطيع القول ان الادعاء و التفاخر باراء تحريرية في شتي المجالات و الخضوع و الركوع امام القيم و القوانين التقليدية و العنصرية في الساحات الثقافية و السياسية هو حال كثير من النخب الاهوازية.
فلنتابع و نسئل، لماذا بعض النخب الاهوازية يكونون اوفياء للقيم و الاصول التقليدية في الجو التقليدي و يخضعون امامه، لكن يدعون بالتحرير و العدالة الاجتماعية في بعض المكانات؟فمن الذي سيغير هذا الجو و كيف يمكن تغييره؟
لماذا رغم كل الادعاءات ، نري ان بعض الشبان و الشابات يفكرون بالزواج مع الغير اهوازي، و يختارون السكوت امام الغزو الثقافي و يحتفلون بتخليهم عن العروبة في حين هذه النخب هي المنشودة فعلا لصياغة مستقبل مشرق لنا و للأجيال القادمة من الشعب الاهوازي
.فكيف لنا ان نصدق ان هولاء يملكون ادني فكرة حول الانسانية و حول القومية و الحياة البشرية و هم بعد كل هذه التطورات و بعد كل ما حدث و يحدث في الاهواز ، اما يفكرون بلزواج مع الغير العربي او يعيشون في اجواء قبلية متخلفة ، و اما بكل قواهم خاضعين للظروف الثقافية و السياسية المفروضة في المجتمع و يحسون بالرضاء من هذه الاوضاع .
فما هي الفايدة من كل هذه المعلومات و المعرفة التي يتفاخروا بها هولاء النخب، اذ لا يترجمونها من الاقوال الي الافعال، ما الفايدة من اي نشاط ثقافي او سياسي اذا لا نستطيع ان نحرر بلبداية انفسنا و اسرتنا، هل المجتمع هو شيا غير مجموع الاسر و هل الاسرة هي شيا غير مجموعة الافراد ؟ فلماذا نفكر احيانا ان المجتمع يختلف عن الاسرة و عن الفرد، في حين لا يمكن تحرير المجتمع الاهوازي و تثقيفه طالما الاسرة الاهوازية مقيدة بقيود التخلف و التحجر، لماذا بعض النخب تبحث عن مكانات خاصة للنقاش حول الامور الثقافية و السياسية في حين اسرتنا هي افضل و احلي مكان لاي نقاش ثقافي و سياسي. لماذا لا نجرب النقاش حول مسئله حقوق الانسان و حقوق المراة بالتحديد في اسرتنا و باستدلالاتنا المنطقيه و العلمية نحاول ان نغير آراء اخوتنا و اخواتنا حول الامور المقعدة. لماذا كل هذا الهروب؟ لماذا النخب الاهوازية يهربون من المواجهة و بدلوا ان يفكروا في حلولا عملية لتطوير و تثققيف الشعب،يهربون من هذا الواقع و يلجاون الي خلوتهم الوهمية. و كيف نريد من شعبنا ان يصدق كلام و اراء هولاء حو ل بعض المسائل السياسية و يسمع كلمتهم في حين جربهم في القسم الثقافي. و جرب مدي صمودهم و ايمانهم بهذا التغيير.
نعم كل ما تفعل النخبة الاهوازية هو انها مجرد تشكك في بعض القيم و القوانين السايدة و بعض الاحيان تمتلك الشجاعة لتقول ان هذا الواقع مرفوض عقلية. لكن لا تفعل اي شي من اجل تغييره او تحسين الامور. لا شي.
اذن ما هو سر هذا التعامل و هذه الازدواجية؟ و لماذا كل هذه المسافة بين افكار و افعال النخب الاهوازية؟
في الحقيقية هولاء يظنون ان المشكلة تكمن في النظام القايم او في بعض العلاقات و القيم المعقدة و المشكلة ليست مشكلتهم او مشكلة نوعية تعاملاتهم، و بلاحري ليست مشكلة قابلة للعلاج. لهذا لا يلومون انفسهم علي هذه الاوضاع المعقده بل يقولون ان المشكلة تكمن في الجو المفروض او في النظام القبلي السايد في المجتمع. و اخيرا يقولون ان المشكلة تكمن في النظام السياسي القايم في الاهواز و بهذه الاستدلالات المرفوضة يحاولون ان يفسروا عجزهم و ضعفهم علي ايجاد ابسط تغيير و تطور في الاوضاع التي يعيشون فيه، في حين المشكلة تكمن في الضعف الفكري و العقلي و ضعف الروية و غياب القوة التحليلية في هولاء النخب، نعم نسبة عالية من النخبة الاهوازية مجرد تملك معلومات، و ليست صاحبة فكرة و تحليل، لهذا لا تملك اساس فكري سليم و نبييل لتحليل الامور بصوررة عقلية و منطقية، بل التشكيك في بعض السلبيات المكشوفة و تكرار المكررات المتعبة (الثقافية و السياسية و.....) و الهروب من مواجهة الواقع ، هو قمة عمل النخبة الآ هوازية.
فلواقع كثير من النخب الاهوازية تعيش في حالة ضياع و حيرة و لا تعلم ماذا يجب ان تفعل و تعمل او كيف تتعامل مع القضايا الاجتماعية و السياسية. لانها من جانب لا تريد ان تفقد مكانتها في المجتمع القبلي لهذا لا تملك الشجاعة و القدرة للوقوف في وجه اللقيم و القوانين الرجعية المسيطره في مجتمعنا القبلي و من جانب اخر اكراما للحياة الهادئة لا يتطرقون الي المسائل السياسية او مصيرهم كشعب. لهذا و بلبداية من اجل خدمة انفسهم يجب علي النخب الاهوازية ان تتحلي اكثر بلمعرفة و الشجاعة و قدرة التحليل و تتجاوز مرحلة الضياع و تصل الي مكانتها الحقيقية في المجتمع و تكون اكثر نشطة من القبل. .
طبعا اني بهذه الاقوال، لا اريد ان انكر عمل و نشاط كثير من النشطا ء الاهوازيين في شتي الساحات، و لكن كل ما اريد قوله هو ان هذه الانشطة و بهذا المستوي لا تنفع و لا تجلب لنا شيا اكثر. لهذا اذ نريد مستقبل افضل، فعلينا ببذل قصاري الجهد من اجل تنشيط شتي ساحات الحياة و فتح المجال العقلي و الفكري للدخول في شتي الحوارات و المناقشات من اجل اتخاذ القرارات الصحيحة للجميع.
فياريت قبل فوات الاوان نستوعب الظروف التي نعيش فيها و ندرك حقا مدي الم وبوءس حياة الانسان الاهوازي .و بكل الوسائل الممكنة و بكل ما لدينا نفعل و نعمل باخلاص من اجل انقاذ هذا الشعب. نعم يا ريت لا نهدر وقتنا و طاقاتنا من اجل البحث و النقاش حول الوحدة المزعومة و ندرك حقا باننا افقر من ان تكون لدينا شيا للخلاف. لا شيئا موجود للخلاف ،فيا اخي المناضل و يا اختي المناضلة بكل ما لديكي و باي اسلوب و استراتيجة التي تقبلها و تفهمها،اعمل و افعل من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الاهوازي و من اجل انقاذ هذا الشعب.
لهذا يجب علي النخب الاهوازية ان تدرك واجبها الانساني اتجاه شعبها و قومها و تومن بهذه الحقيقة ان شعبنا ليس لديه احد سوي هولاء النخب . ولهذا اي تغيير و تحسين لوضع الثقافي و السياسي ياتي من هولاء النخب و لا الغير . و انهم اسوة مجتمعنا. فنامل بنخبنا ان يستغلوا مكانتهم في المجتمع الاهوازي من اجل تثقيف هذا الشعب و تطويره و لا يهربون منه في زمن البوس و الضيق. بل مهما يكون هذا الارض مدمرا و خرابا و مهما يكون هذا الشعب متخلفا و جاهلا و مهما نكون ضعفا و جبناء لكن لابد من عشق هذا الارض و محبة هذا الشعب و التعاطف معه لان العمل باسم هذا الشعب و هذا الارض هو سر فخرنا و اعتزازنا.
#دلال_الاهوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحرير الرجل العربي من الرجولية الوهمية
-
لا للتبعيض القومي و الحرمان في الاهواز دلال الاهوازي
-
الحرکة النسوية الاهوازية
المزيد.....
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|