أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أهمية الدول , وفوضى الأديان.














المزيد.....

أهمية الدول , وفوضى الأديان.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 18:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شهدت البشرية منذ فجر التاريخ تطوراً متسارعاً من ناحية التكنولوجيا والابتكار والاختراع وغيرها من المظاهر الحضرية , وأهم ما جائت به البشرية وعلى خلاف الكائنات الحيّة الأُخرى هو مسألة بناء التجمعات , أو التجمّع البشري المنظم...

حيث بدأ هذا التجمع على شكل مستوطنات متواضعة في العصر الحجري , متطورة الى قرى بسيطة ومدن صغيرة في العصر البرونزي , الى امبراطوريات في العصر الحديدي والكلاسيكي , وصولاً الى النظام الاقطاعي في العصور الوسطى , وانتهائاً بمفهوم الدول الحديثة في عصرنا الحالي.

وهذا التطور الذي شهدته البشرية على مرّ القرون هو نتيجة الاختبار والتطوير والرؤية الواضحة لما هو منطقي وعملي , مقارنة بما هو قديم وباهت المعالم وضعيف البنيان.

والدولة الحديثة اليوم هي أسمى ما توصّلت اليه البشرية من تطوّر من الناحية الادارية والقانونية والسياسية , فالعالم كما نعلم لا استقرار فيه , وانعدام الاستقرار يولّد الأسى والمشاكل والتخلف والعنف , وكل تلك الفوضى ستؤدي بشكل حتمي الى انقراض البشرية على المدى الطويل , ولهذا ارتأت البشرية الى تطوير نفسها بشكل مستمر وصولاً الى مفهوم الدولة الحديثة وتعقيداتها المترابطة والتي تعمل كالسّاعة في حال تم احترام مبادئها الأساسية من علمانية وديمقراطية وحرية.

ولكن لو نظرنا الى ما يتقدّم به أتباع الخرافات الدينية , لرأينا العجب !!

فأسمى ما يريدون الوصول اليه من الناحية السياسيّة هو العودة للوراء , والرجوع الى العصور الاقطاعية والانظمة الطبقية المتخلفة , كما هو معروف في دين بهائم الصحراء الذي لا يمتلك تنظيماً سياسياً أصلاً , وإنما إقطاعية أشبه بتنظيمات المافيا وتقسيمها للمناطق والدول بنائاً على سلطة عائلة حاكمة متربعة على عرش الهرم المتخلف , مدعّمة نفسها بتخريفات دينية لا حدود لها.

وهي أيضاً , أي (النظرة الدينية للسياسة) , لا ترى أي غاية في تنظيم وبناء دول ناجحة على الإطلاق , ففي نظرتها المعادية للحياة , كل ما نعيشه اليوم هو تحصيل حاصل , والنظرة الدونية للحياة هذه والتي ولّدت انعدام الاحترام تجاه الحياة الانسانية المتسببة بمقتل مئات الملايين على مرّ التاريخ , هي نظرة تمتد أيضاً الى عالم السياسة.

ففي اليهودية , كل ما هو موجود هو في الأساس موجود لخدمة بهائم الله المفضلين (بني إسرازفت) , وفي المسيحية أيضاً لا حدود ولا دول ولا هم يحزنون , فكل تلك التنظيمات هي أمور دنيوية تافهة , والملكوت الذي يطمح كل مسيحي للوصول اليه هو ملكوت عمو جيسوس , ومدّ ما يسمى بالانجليزية Christendom , ألا وهي المناطق التي تقع تحت سيطرة المسيحية.

وفي دين بهائم الصحراء نرى كلتا النظرتين معاً , فذلك الدين السقيم قام بتقسيم العالم الى دار سلم ودار حرب , واستباح دم ومال وأرض كلّ من يخالفه دون استثناء , دامجاً بين نظرة الاستعلاء النرجسية اليهودية , ونظرة مدّ النفوذ الديني والخرافة الدينية المسيحية , ناسفين وغير معترفين لا بدول ولا بشعوب ولا بأي كيان سياسي له قيمة تنظيمية تذكر.

وما يجمع هذه الأيديولوجيات القبيحة الثلاثة , هو الفوضى , واللا منطق من الناحية الادارية والقانونية والسياسية , فهي تضع جانباً أهم المرتكزات للدولة الحديثة , مبدّلة العلمانية بالتزمت الديني وخزعبلاته , والديمقراطية بحكم المافيا والاقطاعية والدكتاتورية , والحرية بالقمع بكافة أشكاله وصوره الممكنة.

وطبعاً جميع الدول الاوربية والغربية عموماً التي نراها اليوم , هي نتاج للثورة الفرنسية التي قامت بخلع السلطة الدينية المسيحية من جذورها , مستبدلة ذاك التخلف بتطوير مفهوم الدولة وكيانها المنتظم.

والذي أدى الى نهوض أوربا والعالم بأسره نحو الأفضل من خلال سنوات من التطوير المستمر لما جائت به تلك الثورة وانتقاله واستقراره في وجدان ملايين البشر حول العالم اليوم.

وفي رأيي دولنا اليوم هي دول على المحك من الناحية السياسية , فإما أن تعيد هذه الدول ترتيب أوراقها , وتنهض بنفسها وبشعوبها بأي طريقة كانت , أو سينتهي بها المطاف مندثرة ومتبعثرة , كما حصل في العراق وسوريا كنتيجة لداعش التي أتت بالفوضى الدينية المذكورة آنفاً.
فالدولة الحديثة هي كل ما يفصل البشر عن الهمجية والتخلف والانحطاط ومن ثم الاندثار , وأهم أعداء هذه الفكرة العظيمة هي الأديان وخرافاتها , ولنا في التاريخ أمثلة تُضرب على مدى الانحطاط الذي كانت فيه الأمم والشعوب تحت ظل الدين ودجله , والعودة للوراء خصوصاً في حالة دولنا وشعوبنا هو أمر لا يمكن أن يحدث والذي يجب أن يتم تجنبه بأي ثمن وبأي طريقة !!



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزيد في مسألة تحريف القرآن.
- الصلاة هي قمّة اللامنطق.
- الله عبثي وزعيم حارة العبثيين.
- كذبة العصر الذهبي الإسلامي.
- عقيدة وفكر الجهاد يضرب الإسلام في مقتل.
- قصر معرفة الاله بطبيعة البشر المتعددة.
- مهزلة السببية كمان مرّة.
- الله يضل !
- أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.
- انتقادات واضحة لجرائم حماس الفاضحة.
- حقائق فاضحة عن الإحتلال التركي للأراضي السورية.
- الصلاة والدعاء إهانة لله !!
- سخافة منطق الثواب والعقاب.
- موقف القرآنيين.
- من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!
- كذبة انقاذ الدولة العثمانية لأيرلندا أثناء المجاعة عام 1845 ...
- هل القرآن محرّف ؟ الاجابة نعم...وإليكم الأدلّة.
- هل كان محمد (رسول الإسلام) موجوداً ؟ وهل كان شخصية تاريخية ح ...
- الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.
- إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - أهمية الدول , وفوضى الأديان.