منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 01:32
المحور:
حقوق مثليي الجنس
قبل أيام مرت ذكرى مقتل الممثل المسرحي وطالب الفنون الجميلة كرار نوشي، تحديدا في الرابع من تموز 2017 وجدت جثته على قارعة الطريق، وهي غارقة بالدماء، بعد ان اختفى لمدة يومين، وقد سأل عنه جميع اصدقاءه، الى ان جاء خبر مقتله، وقد قيدت الشرطة في محضرها وكالعادة الجريمة ضد مجهول.
كرار كان، كما يروي عنه اصدقاءه انسان طيب، ذو اخلاق عالية، يتمتع بحس الدعابة، خفيف الظل، مرح جدا، ومحب للحياة؛ كان دائما يقول ان "حريتي فوق كل شيء، ولا يجب ان يتدخل بها أحد" كان يلبس الملابس ذات الألوان الزاهية، وشعره الطويل الأشقر وعيناه الخضراوان كانا بمثابة ناقوس خطر في بلد مغبر وزمن رمادي داكن.
كرار ذو السبعة والعشرين عاما لم يكن شخصا مؤذيا لأحد، لم ينتقد السلطة او الميليشيات او الدين او المذهب، لم يسخر من رجال الدين او ممارساتهم، لم يتحدث عن عمليات النهب للثروات، ولم يقل كلمة عن عمليات الخطف والاغتيال والتهجير وتدمير المدن، تهمته كانت اخضرار عيونه وشعره الأشقر وملابسه المختلفة.
الميليشيات الإسلامية، ذات الفكر البدوي المتخلف، رأت في كرار تهديد لها، فقد أصبح هذا الشاب حديث كل الشباب، أصبح الكثير من الشباب يقلدوه، رأوا فيه الحرية والتمدن وكسر القيود والتابوهات، نعم شكل خطرا على تقاليدهم البدوية، خافوا على الشباب ان تفلت من بين أيديهم، خافوا ان يفقدوا السيطرة على هذه الفئة الواسعة والحيوية، فهم بحاجة لوقود لحروبهم الطائفية والقومية، ولصراعاتهم التي لا تنتهي.
كرار صار ايقونة شبابية، قلده الكثير من الشباب؛ عند مقتله نشرت وسائل اعلامهم ومواقعهم وجيوشهم الالكترونية ان كرار كان مثليا، حتى يبرروا جريمتهم، وحتى يكسبوا تعاطف الشارع معهم، فقتل المثلي في فقههم وقوانينهم ليس جريمة، ولا يمكن ان يحاسب عليها أي قانون، فذهبت جريمة قتل كرار ادراج الرياح، كما ذهبت العشرات من جرائم القتل للمثليين ومختلفي الشكل.
ان تكن اخضر العينين وذو شعر طويل أشقر وتلبس الأحمر والازرق والاصفر وتضحك كثيرا وتمرح كثيرا، هذه كافية لقتلك في هذا البلد، فلا يجب ان تكون مختلفا عن الميليشيات الإسلامية، ولا ألوان أخرى غير القتامة والسواد.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟