أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - التراكمات الكمية في العهد الملكي في العراق أدت الى تحولات نوعية وقيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة














المزيد.....

التراكمات الكمية في العهد الملكي في العراق أدت الى تحولات نوعية وقيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 04:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هنالك جملة من العوامل المختلفة التي تراكمت وتمخض عنها قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 منها عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها . وان عوامل ثورة 14 تموز قد نمت في رحم العهد الملكي نفسه . والثورات عادة هي نتيجة تراكمات ومظالم واحتياجات سياسية واجتماعية واقتصادية , وكما تقول الماركسية فإن التراكمات الكمية تؤدي الى تحولات نوعية .
ومن العوامل التي سنركز عليها هنا هي العوامل الاقتصادية كتردي الأحوال المعيشية والاجتماعية , فقد عجز النظام الملكي عن تلبية احتياجات الجماهير وتحسين احوالها المعيشية حيث كان النظام مرتبطا بالمصالح البريطانية في العراق ضد مصالح الشعب العراقي , وكان هم بريطانيا هو الحاق العراق بالسياسة البريطانية وجعله تابعا لها ومنفذا لاستراتيجياتها بربطه بالعديد من المعاهدات ( 1922 , 1930 , 1948 , حلف السنتو ( حلف بغداد .. وغيرها ).
كان النظام الملكي قائما على الاقطاع ومعتمدا عليه حيث كان الشيوخ الاقطاعيون يهيمنون على الاقتصاد من خلال هيمنتهم على البرلمان والحكومة . ومارس الاقطاعيون سياسة الظلم والاضطهاد ضد الفلاحين وعملوا على تجويعهم وربطهم بالديون التي عجزوا عن تسديدها , وكان الاقطاعي يفرض على الفلاح عشرات الأشكال من الاضراب والرسوم . وقد شكل سكان الريف العراقي نسبة 70% من الشعب العراقي يعيشون حياة بائسة تتميز بالفقر والجهل والمرض وغياب العدالة الاجتماعية بسبب ظلم واضطهاد الاقطاع لهم مما ارغم الملايين منهم الى ترك الزراعة والريف والهجرة الى المدن الى بغداد والمدن العراقية الاخرى .
وفي فترة العهد الملكي في العراق فإن ابرز ما يمكن ملاحظته هو تعمق التمايز الطبقي في المجتمع العراقي في كل من الريف والمدينة على حد سواء وامتدت آثار التمايز الطبقي الى المدينة بعد تعاظم الفقر الذي لحق بمئات الألوف من الفلاحين الذين اضطروا الى ترك ديارهم والهجرة الى المدينة حاملين معهم كل سلبيات المجتمع الريفي الفقير المتخلف والعادات العشائرية . وكان العامل الأول في افقار الفلاحين هذا قد نتج عن اتساع عملية استيلاء الملاكين الكبار على الأراضي الزراعية بدعم من النظام الملكي , حيث جرت هذه العملية نتيجة لسياسة الحكومة التي كان يهمها تطمين مصالح الاقطاع الذين اصبحوا احد اعمدة النظام الملكي الأساسية , فقد قامت الحكومة بتشريع الكثير من التشريعات لتحقيق تلك السياسة الى درجة ان ( 3 % ) فقط من مجموع مالكي الأراضي الزراعية في العراق كانوا يملكون ثلثي الأراضي الزراعية وكان هناك ثمانية ملاكين عراقيين فقط بحوزة كل واحد منهم اكثر من مائة الف دونما . وقد صادر الاقطاع كل حقوق الفلاحين .
وبعد اكتشاف النفط في العراق عام 1927 هيمنت الشركات النفطية الأجنبية على الاقتصاد العراقي والتي لعبت دورا كبيرا في تقويض الاقتصاد العراقي لا سيما بعد ربط الاقتصاد العراقي بالكتلة الاسترلينية ما ادى الى تضخم العملة العراقية وغلاء الأسعار .
وكان 80 % من مردودات النفط تذهب الى جيوب الشركات الاحتكارية ولا يتبقى اكثر من 20% من الموارد النفطية وهي حتى لا تكفي مرتبات البلاط الملكي ووزاراته , لذلك اعتمد النظام على الجباية وفرض الضرائب وسلب الفلاحين وكل المكونات السكانية من خلال العمل الشاق حيث كان يعمل ما نسبته 75 % من السكان كفلاحين عند الاقطاع لزراعة الحنطة والشعير من اجل تصديرها للخارج وجني الأرباح منها لجيوب الاقطاع والسلطة . كما تفشى الفساد المالي والاداري لدى النخبة السياسية وانتشار المحسوبية , وكانت البلاد تغرق في الفقر والجهل والمرض وغياب العدالة الاجتماعية وتعيش تحت رحمة نظام اقطاعي ظالم مصادر لحقوق الفلاحين .
اما القطاع الصناعي في العراق فقد حرم من اموال مجلس الاعمار بحجج مختلفة وظلت الشركات الأجنبية تحتكر معظم تجارة التصدير والاستيراد حتى ثورة 14 تموز وبالتعاون مع بعض التجار المحليين الكبار .
لذلك فإن تدهور الاقتصاد العراقي وسيطرة الشركات الأجنبية عليه وعلى موارده المالية , والاضطهاد والظلم الذي مارسه الاقطاع ضد غالبية الشعب العراقي والتخلف وانتشار الفقر والجهل والمرض وتفشي الفساد والمحسوبية دفعت بالعراقيين المضطهدين الى تأييد ودعم الثورة عند انطلاقتها حيث فتحت الثورة آمالا جديدة لفقراء العراق ومعدميه الذين عانوا من الفاقة والحرمان وغياب العدالة الاجتماعية وتبعية النظام الملكي الحاكم للمحتل البريطاني الذي ربط العراق بمعاهدات والتزامات ابعدت العراق عن استقلال قراره السياسي وموارده الاقتصادية . لذلك وبسبب الأوضاع المزرية وغياب العدالة الاجتماعية بسبب طبيعة النظام الملكي الاقطاعي فقد هب ضحايا الاضطهاد , ضحايا جوع الاضطرار للتخلص من النظام الظالم الذي سلبهم الحرية والكرامة والحياة الانسانية متمسكين بثورة الرابع عشر من تموز وداعمين لها والتي كانت تمثل المنقذ لهم والأمل الجديد . أنها ثورة (14) تموز، التي غيرت المجتمع العراقي بكامله، وأوصلته الى تخوم الحداثة، وأعادت تشكيل خارطته السياسية و الطبقية والاجتماعية، ووفرت فرصة تاريخية، قلما يجود الزمان بمثلها، للخروج من نفق التخلف والاستبداد والتبعية إلى شمس الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم.
وكما قال شاعر العرب الأكبر ( الجواهري ) :
(( وما طال عصر الظلم الا لحكمة تنبئ ان لابد تدنوا المصارع ...))



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أسباب توقف الصناعة في العراق ؟
- بحوث أكثر لتنمية أفضل
- لماذا اعتبر العراق من اسوأ بلدان العالم في مستوى وجودة التعل ...
- الأحزاب السياسية والديمقراطية في العراق
- بمناسبة اليوم العالمي للسكان في 11 تموز / يوليو ( قتل السكان ...
- ضمان الودائع واعادة الثقة بالمصارف العراقية
- قراءة في كتاب : - قراءات في الاقتصاد والسياسة الاقتصادية الع ...
- ما العوامل الاقتصادية التي تمخضت عنها ثورة 14 تموز 1958 المج ...
- هل يوجد نمو اقتصادي حقيقي في العراق المتخلف اقتصاديا ؟
- ما أسباب الفساد المتفشي في العراق وما هي آثاره ؟
- ما الذي يمكن أن تفعله الاستثمارات الأجنبية للإقتصاد العراقي ...
- هل يشكل تعمق السمة الأحادية للاقتصاد العراقي خللا كبيرا؟
- في العراق غنى بالثروات الطبيعية يصاحبها تفشي البطالة والفقر
- بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات في الثالث من تموز / يوليو 2 ...
- السياسة الاقتصادية الاجتماعية المناسبة للعراق في رأي الحزب ا ...
- بمناسبة ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران: من أهازيج ثورة ا ...
- هل النفط والغاز هما ملك الشعب العراقي حسب المادة ( 111) من ا ...
- ما الذي أدت اليه سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة للانتقال ...
- ما هي معوقات الاستثمار في العراق ؟
- ما أسباب انتشار الفقر والفقر المدقع في العراق الغني بثرواته ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - التراكمات الكمية في العهد الملكي في العراق أدت الى تحولات نوعية وقيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة