|
خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 20:19
المحور:
القضية الكردية
للمرة الأولى في عهد الإدارة الامريكية الجديدة ، اشرف وزير خارجيتها على مؤتمر من ( 15 ) وزير خارجية يجمع ممثلي السبع الكبار ، والمجموعة المصغرة حول سوريا ، والاتحاد الأوروبي ، والجامعة العربية ، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة . كان امام مؤتمر روما ( 28 – 6 – 2021 ) العديد من الملفات الشائكة في القضية السورية ولم تكن النتائج بقدر التوقعات بحسب المراقبين ، وكما تبين لاحقا لم يكن موضوع الكرد السوريين مدونا في جدول اعمال المؤتمر ، ولكنه اشير اليه بشكل عابر من جانب الوفد الأمريكي خلال المحادثات الثنائية مع وفود دول السبع الكبار في مجال دعم اتفاق الكرد السوريين ، وتوجههم للتفاهم مع النظام بدمشق ، وهذا مايتفق عليه جميع الأطراف المعنية بالملف السوري من أوروبية وإقليمية وعربية ، ومن بينها واضافة الى المشاركين في المؤتمر روسيا ، وايران أيضا ،وكما اعتقد لن يعترض عليه إقليم كردستان العراق ، وقيادة ب ك ك في قنديل . نعم الجميع يرغبون في الابتعاد عن هذا الملف والتبرؤ منه بعد ان استثمروه ، واستغلوه بمافيه الكفاية ، ثم اصبح وبالا عليهم ، لسان حال الجميع هو : ياكرد سوريا ( حلوا عن كاهلنا ) وتحملوا مسؤوليتكم بانفسكم ، فبعد ان ضاعفنا عشرات المرات تعقيدات قضيتكم وفرقنا صفوفكم ، وقسمنا حركتكم ، وفرضنا عليكم أحزابا ومجموعات فاسدة ،ودموية ، واسترخصنا دماء شبابكم ، وافسدنا نضالكم بشراء الذمم بالمال السياسي ، وصرفنا الكثير من الأموال والجهود الإعلامية الدعائية ، لتشويه سمعة قادتكم المناضلين من ذوي النفوس العزيزة ، والمؤمنون باستقلالية قراركم ، والحفاظ على جوهر الشخصية الكردية السورية ، لم يعد بوسعنا حتى التفكير بما اقترفناه من خطايا بحقكم ، وان موضوعكم وبسبب استهتارنا قد خرج من أيدينا أيضا ، ولم يعد بإمكاننا تجميع ماتسببنا في تجزيئه ، وبعثرته . نعم وكان لسان حال هؤلاء المعنيين بالملف الكردي السوري يتابع القول : كل منا اخذ حصته من الدم الكردي السوري ، ومن جهود وخدمات أحزابه المعروضة للعرض والطلب ، ومجموعاته بكل مقاساتها ، واسعارها في بازار المال السياسي ، كلنا شاركنا في ذبح الحركة الوطنية الكردية السورية ، وتزييف تاريخها ، والاستهتار بمناضليها ، وبعد عشرة أعوام لن نخجل بالقول : هذه القضية لم تعد تهمنا ، ونحن في حل عن أي التزام أخلاقي وسياسي تجاه القضية واصحابها الكرد السورييون ، لأننا ببساطة نحترم سيادة سوريا ، ووحدة ترابها ، ونظامها المعترف به دوليا والشرعي امام الأمم المتحدة . هذا هو المشهد الكردي السوري الحقيقي بكل سوداويته وشؤمه ، في نظر العالم المحيط ، والمعني محليا وإقليميا ، ودوليا ، ولكن ماذا بشأن الكرد السوريين انفسهم ؟ . ليس سرا ، فمنذ بدايات الثورة السورية – المغدورة – كان واضحا ان مايجمع الأحزاب الكردية التقليدية زائدا الوافد الجديد ( جماعات ب ك ك ومسيماتها ) هو التوجه الى دمشق ، والتفاهم مع النظام باية صيغة كانت ، بل ان مسألة الموقف من نظام الاستبداد ، والحركة الديموقراطية السورية المعارضة ، وسبل حل القضية الكردية السورية ، كانت قضية الخلاف الأولى بين صفوف الحركة منذ قيام الحزب الأول ،ومرورا ببداية الاعتقالات وانتهاء بل وتحديدا منذ كونفرانس الخامس من آب 1965 . وبكل سهولة ستجد جماعات – سلطة الامر الواقع وقسد – الطريق سالكا نحو دمشق بمفردها أو بمرافقة – الانكسي – وفي كلتا الحالتين لن يتحقق الاجماع القومي والوطني الكردي السوري ، ولن يتم حصول أي حل ديموقراطي عادل للقضية الكردية السورية في ظل الأوضاع الراهنة ، والاحتلالات المتعددة الجنسيات ، وبمعزل عن إرادة السوريين ، والحل الشامل للقضية السورية حسب اهداف الثورة والمعارضة الديموقراطية ، وكذلك في وضع تعاني الحركة الكردية نفسها الانقسامات ، وتعدد الولاءات ، وحمل اجندة الخارج . ماهو الحل ؟ من المسلمات التي لايمكن التوقف عندها ان القضية الكردية لاتحل الا بالداخل السوري ، وهي شأن وطني بامتياز ، ويجب ان يحوز أي مشروع حل الاجماع الكردي أولا والتوافق الوطني ثانيا ، والبيئة الديموقراطية ثالثا ، وبوجود انقسامات حول سبل الحل وطبيعتها بين أحزاب طرفي الاستقطاب وبينها مجتمعة وبين غالبية الوطنيين الكرد المستقلين ، فلابد من محاولة إيجاد حل لهذه الإشكالية أي التوصل الى قاسم مشترك ، قبل البدء باي حوار أو تفاوض ، أو تواصل مع النظام في دمشق . وهذا لن يتم عبر تشكيل لجان تكون شاهدة زور ، بل من خلال اللجوء الى الشعب ، وتشكيل لجنة تحضيرية من المستقلين والأحزاب للاعداد لمؤتمر كردي سوري يكون ثلثا أعضائه من المستقلين ، و الثلث الاخر من الأحزاب ، ويقرر المؤتمر مصير شعبنا ومستقبله بكل حرية . اما اذا أصرت الأحزاب التفرد بالقرار والقيام بخطوات أحادية ، فهذا يعني انها قد أقدمت على تعميق الانقسام ، والامعان في الإساءة لمصير الكرد وحينها لن تجد الا معارضة الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، وبحثهم عن السبيل الافضل لمستقبل الشعب والقضية مهما طال الزمن .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
-
نقاش هادئ في مسألة ساخنة
-
من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
-
مناقشة الخيار الديموقراطي البديل في اعادة بناء الحركة الكردي
...
-
معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
-
الكرد السورييون الى أين
-
قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل
...
-
الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
-
الكرد في الذاكرة السورية
-
مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد مرا
...
-
قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
-
خمسة قضايا استراتيجية في لقاء رئيس إقليم كردستان
-
في أسباب الحرص على سلامة إقليم كردستان
-
في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
-
في تسييس نسب آل الأسد
-
القطار السوري المتوقف
-
الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
-
ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
-
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
-
مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|