لا تحتاج قضية المرأة ونظالها الى جانب الثورات الانسانية في وجه الجهالة والدكتاتورية، لتحرير الفكر الانساني، لما لهو دور في تقدم الشعوب، الى اثباتات اضافية لاضافة المصداقية عليها في المحافل والمنظمات العالمية، فقد دخلت هذه القضية في صفوف القضايا التي تتطلع الانسانية الى تحقيقها، وقد اصبحت من احدى المقايسس التي على اساسها يقاس تقدم ورقي الدول في العالم. ولهذا نجد ان حتى بعض الدول التي تحكمها الدكتاتورية والسياسات القمعية، لا يخلو دستورها او قوانينها من التلميح لقضية المرأة وحقوقها، وان كان كذبا وافتراءا امام العالم. هذا التغيير في العالم جاء كنتيجة لحصيلة النضال والكفاح التي بذلتها المرأة المكافحة والمناضلة على مدى اجيال.
المرأة العراقية لم تتخلف ابدا في المشاركة الفعالة في الثورات الانسانية، التي اجتاحت البلد بين فترة وفترة للتخلص من الانظمة الدكتاتورية والرجعية.. فلو تابعنا مسيرة الثورة لاية قومية او ديانة فيه، نجد ان المرأة تشارك بفعالية في دحر الظلم وواثبات الحق، كذلك لو تابعنا ثورة الاحزاب والمنظمات السياسية، نجد المرأة تشارك في نظالاتها بفعالية.. فسجون ومعتقلات البعثيين الدمويين امتلئت بالنساء كما الرجال، وقرارات الاعدام والقتل والاعتداء شملت النساء كما الرجال، وها هي القبور الجماعية تخرج للعالم اشلاء نسائية دفنت صاحباتها احياء مع اطفالهن، مما لا يدعو الى الشك بأن الاعتداء عليهن جاء نتيجة لمواقفهن الثورية ضد السلطة الدموية.
كم من النساء حملن السلاح وخرجن لمقارعة النظام الفاشي في الشمال او الجنوب... كم من النساء خرجن لمواجهة النظام الدموي في الشمال والوسط والجنوب، عندما كان يرسل قواته المسلحة لتمشيط المنطقة من الثوار، وتعرضن الى اعتداءات واهانات هذه القوات الغاشمة... كم من النساء دخلن السجون والمعتقلات، دفاعا عن اباءهن وابناءهن واخوانهن وازواجهن، وتعرضن الى الاعتداء الجسدي والنفسي.
فهل تتعادل تضحياتها و شحة تمثيلها في المؤتمرات العراقية السياسية؟؟ وهل حقيقة لم يكن السياسيين على علم بعطاءات المرأة اللامحدود للثورة العراقية، ليجحفوا حقها في المشاركة السياسية الى جانبهم في المؤتمرات لبحث مستقبل العراق و...امام العالم؟؟ أم انهم تخوفوا من احتمال تركيز المحافل الدولية والاعلام العالمي عليها، دونهم.
وبعد، افليس لنا كل الحق بتوجيه النقد اللاذع للمؤتمرين، الذين عانقوا المرأة في المصاعب وتناسوها في المكاسب، فقاموا بتوجيه دعواتهم للرجال فقط، ومكتفين في كلماتهم بالاشارة الى قضيتها وضرورة افساح المجال لها وووو..، منتهجين سياسة الدكتاتورية الحديثة التي انتهجها قبلهم صدام، لتضليل الرأي العام العالمي.