أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي العبود - اليسار العراقي/اغتراب مع التاريخ ام اغتراب مع المشروع السائد















المزيد.....

اليسار العراقي/اغتراب مع التاريخ ام اغتراب مع المشروع السائد


علي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:39
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يمكن اعتبار مرحلة ماركس في المشروع اليساري هي الاخطر والاهم في الصيرورة التاريخية لهذا المشروع الذي يسعى عبر التاريخ الى انهاء الاستغلال الطبقي وتحرير الانسان من الاستلاب بشتى الوانه وبالتالي انسنه المجتمع البشري ويمكن اعتبار مرحله ثوره سبارتكوس هي مرحلة الطفوله في هذا المشروع وبالتالي فأن شيخوخة هذا المفهوم او ذاك في الماركسيه لايعني نهاية المشروع اليساري او نهاية التاريخ اي ان هذا المشروع يملك جذورا سوسيلوجيه ضاربه في اعماق التكوين الاجتماعي عبر التاريخ. ويتضمن المشروع اليساري وجود جانبين اساسيين هما الاداة السياسيه والمشروع وهناك جدليه تحكم العلاقه بين المشروع والاداة ويرتبط الاثنان بالجمهور والمبادره التاريخيه وبالتالي قد تتخلف او تتقدم الاداة على المشروع حيث تقدمت الامميه الاولى على المشروع وتخلفت الامميه الثانيه في احد مراحلها عن المشروع اليساري
ولد المشروع اليساري العراقي ولادة طبيعيه مع وجود علاقة حميميه بين نخبة المشروع والجمهوروالتربه العراقيه وتاسس المشروع اليساري العراقي على يد قادة يحملون من الوطنيه بقدر مايحملون من اعباء المشروع اليساري حيث تداخل المشروع الوطني مع المشروع اليساري على صعيد النخب او الجمهور ويحملون من الحنكه في مواجهة المشروع الاستعماري المضاد وبالتالي استطاعت الاداة اليساريه الاستجابه لمتطلبات المشروع مما اعطى القدرة لليسار العراقي على الصمرد امام ضربات السلطه وتكلل ذلك بانتصار ثورة العراق الوطنيه في 14 تموز عام 1958 . لقد ظهرت على السطح بعد تلك الثورة مباشرة علامات مشروع معاكس وضخم جدا هو مشروع الثورة المضاده وبادوات تدعي الوطنيه حاملة الغطاء القومي وتداخل ذلك مع سيطرة تيارا يمينيا في الاداة اليساريه هذا اليمين الذي لقي الدعم من السلطه السوفيتيه اليمينيه تحت ظل شكل ممسوخ من الامميه البروليتاريه هذا التناغم بين اليمين ومشروع الثورة المضاده على يد الاستعمار البريطاني الامريكي قد اضاع فرصة استلام السلطه من اليسار العراقي واثمر ايضا الانقلاب الفاشي الدموي عام 1963 الذي اسس لاول اغتراب لليسار العراقي بعد ان اصيبت الجماهير العراقيه بخيبة امل ولكن اليسار العراقي افرز تيارا راديكاليا بدأ يواجه مشروع التصفيه منذ بداية الانقلاب ويقاوم ايضا كافة اشكال الوصايه من السوفيت انذاك وقد اعاد للجماهير العراقيه بعض الثقة من خلال اعمالا بطوليه ابتداءا من حركة حسن السريع والنواتات الثوريه في الاهوار عام 1963 وانتهاءا بملحمة نفق سجن الحله وانتفاضه هور الغموكه في الناصريه كل هذه الاعمال اعطت الدليل القاطع على امكانية اليسار العراقي للعطاء بالرغم من سعة الهجمة الشرسه عليه الا ان هذا التيار اليساري الراديكالي له احباطاته ايضا التي انتهت بالتصفيات الجسديه عام 1969 على يد سلطة البعث التي جاءت للسلطه عام 1968 وقد قام اليمين الاصلاحي في حركة اليسار العراقي بتوظيف احباطات اليسار الراديكالي اولا وتوظيف شعبية المشروع اليساري التي عادت بعد الاعمال البطوليه لليسار الراديكالي وقام هذا اليمين بالتحالف مع السلطه الفاشيه ليوقع في المصيده بقايا جماهير المشروع اليساري التي اعطيت الفرصه للنمو داخل الكماشه الفاشيه التي اطبقت على هذا الجمهور عام1978 ليؤدي ذلك الى الاغتراب الثاني وتبدأ مرحله جديده من المشروع المضاد وهو مشروع طوئفة الصراع في العراق على يد السلطة الفاشيه وقد بدأت حرب الانصار لليسار العراقي في كردستان التي اقترنت زمنيا مع مشروع طوئفة الصراع والحرب العراقيه الايرانيه وقد عانت حرب الانصارهي الاخرى اغترابا بين عسكرة العمل الحزبي وبين الطموح لتحويل الحركة المسلحه الى حركة جماهيريه اضافه الى عزلة الحركه عن نشلط النواتات اليساريه البسيطه في الوسط والجنوب هذه النواتات التي واجهت الفاشيه من خلال نشر الادب اليساري التحريضي والتحريض على مقاطعه التبعيث وميلشيات السلطه وفي التسعينات من القرن الماضي عندما بدأت الوصايه الامريكيه على كردستان العراق فان اشكالات جديده ظهرت في العلاقه بين بعض النخب اليساريه والحركه الكرديه .
وبعد استبدال السلطه الفاشيه الدكتاتوريه بسلطة المحتل جاءت المرحله الثالثه في اغتراب اليسار العراقي وهو اغتراب مع اضخم مشروع لتفكيك النسيج العراقي وقد اصيب الجمهور اليساري العراقي بخيبة امل بعد ان وقفت بعض النخب اليساريه مع موقف الانصهار مع المشروع الامريكي وبنفس الوقت ظهرت تيارات يساريه جديده تعمل في داخل العراق وهي ظاهرة صحيه واصبح اليسار العراقي يتمثل بثلاثة تيارات من الناحيه الفكريه الاول اصلاحي ويعمل حاليا مع المشروع الامريكي والثاني دوغمائي متثبت بالقديم والثالث راديكالي يسعى الى انضاج برنامج حداثوي يتداخل مع المشروع الوطني العراقي البديل عن المشروع الامريكي وهناك نواتات يساريه كثيره تسعى للحوار مع الشارع اليساري العراقي في ظل حاله من الجمود ومرض التقديس لبعض النخب العراقيه لدى بعض اطراف الشارع اليساري مما يقف عائقا امام اي عملية نقديه لليسار العراقي وفي ظل سيادة فكر دوغمائي يؤمن بواحدية الاجتهاد بالرغم من ادعاء التجديد والحداثة وان ما حصل في ظل الاحتلال من استكمال لمشاريع السلطة الفاشيه السابقه في طوئفة الصراع اضافه الى التركيبه القبليه للنسيج العراقي في اماكن كثيرة من العراق التي لعبت دورا مهما في بث الروح الطائفيه وكذلك برنامج افساد الساحه السياسيه بنزعة الوصوليه وانعدام المعايير كل ذلك لعب دورا مهما في اغتراب اليسار العراقي مع المشروع السائد وقد لعبت ثنائيه علماني /اسلامي في هذا المشروع الاستعماري دورا مهما ايضا وانطلت على الكثير من الجمهور اليساري السابق متناسين علمانية المحتل وعلمانية السلطه الفاشيه السابقه ومتناسين ايضا اننا لانركض وراء اي علمانيه
وقد عولت بعض الفئات اليساريه سابقا على الفكر الليبرالي دون تميز بين ليبرالية المشروع الامريكي وتبعية الاقتصاد العراقي للاقتصاد الرأسمالي العالمي وبين الليبرالية الوطنيه التي لها جذور في تاريخ الحركه الوطنيه العراقيه وللاسف فان البعض من القوى الليبراليه تسعى لعزف نشيد موت اليسار العراقي دون ان تعلم ان هناك اغترابا مع المشروع السائد وليس اغترابا مع التأريخ وان المشروع اليساري العراقي هو صمام الامان مع المشروع الوطني العراقي اما التيار الاصلاحي في اليسار العراقي فقد تحول الى جثه هامده بالرغم من ادعاءه بانه يحمل مشروع وطني وآن الاوان لمشروع حداثوي لليسار العراقي لتكون فيه الحداثه من اليسار وليس من اليمين . ليتداخل مع مشروع وطني عراقي بديل ليقف سدا منيعا امام الطائفيه والارهاب والفاشيه ويمتلك عمقا اجتماعيا لصالح الطبقات الشعبيه



#علي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية المشروع الوطني العراقي البديل والعمق الاجتماعي
- مداخلات في الممارسة النظرية والسياسية للمشروع الماركسي
- الاحتلال/الوصاية الاجنبية/اسس الديمقراطية وافاق المرحلة الرا ...
- جدلية الحياة بين النص الماركسي الكلاسيكي والمشروع الماركسي
- الحركة الشيوعية العراقية وديالكتيك الوحدة والتنوع في الاجتها ...


المزيد.....




- تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم ...
- النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت ...
- -سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال ...
- برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع ...
- وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك ...
- المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب ...
- شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ ...
- حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
- أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة ...
- خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي العبود - اليسار العراقي/اغتراب مع التاريخ ام اغتراب مع المشروع السائد