أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري في نقطة افتراق المصالح الإقليمية















المزيد.....

النظام السوري في نقطة افتراق المصالح الإقليمية


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 02:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات من الواضح أن دور النظام السوري أصبح معدوم عمليا ً يحاول إثبات نفسه لفظيا ً في الأحداث الجارية على الساحة العربية وبشكل خاص على أنقاض العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي مضى عليه مايقرب من شهروعلى مسمع ومرأى النظام دون أن يحرك ساكنا ً ودون أن يوفي بوعوده في دعم المقاومة أوتحرير الأرض المحتلة في الجولان ,وآلة الحرب الهمجية تحصد أرواح المدنيين ومنهم السوريين العاملين في لبنان , مكتفيا ً بمحاولة التسلل والدخول على خط العمليات عبر أبواقه المتناقضة والمضحكة في تصريحاتها ومواقفها مما يجري على الساحة اللبنانية من قتل وتدميرفاق كل أشكال الحروب رعبا ً ومأساوية ً على المدنيين .
وبات يدرك الجميع أيضا ً أن دور النظام السوري التحريضي حينا ً والتسويقي حينا ً آخر وإصراره على أن يكون شرطيا ً في مخفر الإرهاب في معظم الأحيان , هذا الدورأخذ شكلا ً تآمريا ً على لبنان وشعبه وأرضه ومقاومته , ولعل الذي جرى في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في بيروت قبل أيام مايعبر عن حقيقة مواقف النظام المعروفة , والجديد فيه هو موقف وزراء الخارجية العرب مجتمعين بعدم السماح لوزيرالخارجية السوري وليد المعلم بهذيان المزايدات على دماء اللبنانيين وأولهم المقاومة في هذه الظروف الخطيرة التي يتعرض لها لبنان ,لإبادة منظمة ومستمرة على كافة المستويات.
وتتفق معظم التحليلات على أن دائرة المصالح التي تقاطعت على تدمير لبنان كان للنظام السوري دور مشبوه ومتواطئ عبردفع لبنان لأن يكون ساحة لتصفية حسابات الآخرين على حساب الدم اللبناني والمصالح اللبنانية بل والعربية بشكل عام .
ولعل التصريحات التي يدلي بها وكلاؤه من بثينة شعبان إلى السفير السوري في واشنطن إلى وزير الإعلام إلى وزيرالخارجية وليد المعلم إلى بشارأسد نفسه تدل على مستوى الإرتباك والعبثية والفوضى وعدم المسؤولية الذي يعم دوائر النظام في التعامل مع العدوان الإسرائيلي , والتي منبعها الأساسي هو عدم وجود تأثير فعلي في الأحداث الجارية , وأن الأحداث تجاوزت سياسة التطبيل والتضليل وانتقلت إلى مرحلة الضوء الأحمر.
وقد يكون سيناريو الحرب إلى الآن , وتفاعلاها إذا استمرت ,وإذا توقفت في وضعها الحالي ميدانيا ً وسياسيا ً في محصلته العامة كشف ماتبقى مستور من عورة النظام السوري أمام المقاومة أولا ً وأمام لبنان ثانيا ً وأمام الشعب السوري والعربي ثالثا ً , وأمام المتحكمين بخيوط اللعبة الإقليمية رابعا ً , وبدى لكل الأطراف أن النظام أصبح عبئا ً على جميع الأطراف وعلى لبنان على وجه التحديد .
وتحصيل حاصل كان اجتماع وزراء الخارجية العرب ولأول مرة حديثا ً يتم بغياب سورية الفعلي وحضورها الشكلي الذي عبر عنه وجود وزير الخارجية وليد المعلم المنبوذ من كل وزراء الخارجية العرب , ولأول مرة لم يسمح لوزير خارجية سورية بالكلام لأن الإجتماع كان خارج إطار رؤية النظام ورغبته في استمرار اللعب على الألفاظ والمتاجرة في مصير لبنان ومحاولة الدخول مجددا ً إلى الساحة اللبنانية التي تنزف بشكل مخيف .
وعمليا ً إن توازن القوى في المعادلة الإقليمية وفي الحرب العدوانية على لبنان التي ينظم عياراتها أفعال وقصف وصواريخ وضحايا مدنيين ومجازر جماعية وواقع على الأرض وليس تصريحات غوغائية ورغبات شيطانية ومحاولات خلط الأوراق والحدود والمسارات والرغبة الدنيئة بإعادة الزمن إلى الوراء , وسبب إرتباكه وارتمائه في أحضان أعداء لبنان هو فقدان دوره وتأثيره في الأحداث الجارية والمفتوحة على كل الخيارات المجهولة .
وفي الصورة الحالية الضبابية أمام الجميع قد توحي بعودة النظام مجددا ً إلى ساحة الصراع عبرالخلل في موازين القوى التقليدية التي سادت لعشرات السنين والتي أظهرت العرب دائما ً في صف الهزيمة والمهزومين والتي كرسها النظام بخسارته كل الحروب وعجزه حاليا ً عن تحرير الجولان في ظل موازين قوى أتته هدية على حساب الدم اللبناني لكنه لم يستطع الإستفادة منها لأن أساس وجوده وفعله هو تثبيت حالة الهزيمة وإضعاف الوضع العربي واللبناني بشكل خاص بما يضمن استمرار حالة الهزيمة العربية لتصبح صفة ثابتة للعرب.
وبالمقابل إن في هذه الصورة الدخانية التي عمت سحبها فضاء كل الأطراف وأفقدت الكثير منهم الرؤية الصحيحة للأمور وأولهم النظام السوري الفاقد للرؤيا أساسا ً ,قد فقد توازنه ورمى بنفسه كاملا ً في أحضان أمريكا وإسرائيل وهذه المرة علنا ً عبر تسويق قدرته على لعب دور" قعقاعي " في لبنان ,إنها نتيجة التناقض في المواقف والمصالح والإرتهان على قوة الآخرين , لكنه لم يدرك أن للآخرين مصالح تحركهم وهو لعبة بين أيديهم وممر في استراتيجيتهم قد تفرض المستجدات الإقليمية التي أفرزتها الحرب ضد لبنان على تجاوزالنظام ودوره والإستمرار في لعبة الحفاظ على المصالح الوطنية التي لم يعرفها النظام في أي يوم من الأيام .
بقي أن نقول : أن كل ماجرى ويجري الآن على الساحة العربية وفي لبنان على وجه التحديد هو في شكله الأساسي صراع مصالح وطنية وإقليمية ودولية , وأن كل الأطراف المتشابكة في عملية الصراع تحركها مصالحها ومصالح شعوبها ومستقبلها , إلا النظام السوري الذي يدخلها دوما ً على قاعدة المراهنة على تحقيق مصالح النظام نفسه والتي خلاصتها البقاء في الحكم ليخدم مصالح الآخرين على حساب مصالح الأمة العربية ومصالح لبنان بشكل خاص , وأن النظام قدم كل خدماته للأطراف الأخرى عبر الساحة اللبنانية والدم اللبناني , ودفع لبنان غاليا ً فاتورة تآمر النظام السوري على لبنان وفلسطين وسورية ومصالح الأمة العربية كلها .
وبالمجمل إن استمرت الحرب فالنظام هو الخاسرلأنها ستوضح صورته المتواطئة والعاجزة أمام الجميع وستحشره في مواجهة مع خطابه البائس عن الصمود والتحرير ودعم المقاومة,وإن توقفت على ماهي عليه وبناءً على قرار مجلس الأمن الذي يصر لبنان على أن يكون أساسه خطة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والتي في أحد أهم نقاطها السبع هو عدم السماح للنظام السوري بالمتاجرة بأرواح الشهداء وبكل الخراب والدمار والعذاب الإنساني الذي يعيشه لبنان , وبفصل لبنان كليا ً عن ساحة لعب النظام , كما بدأت تنفصل أواصر علاقاته العربية والدولية بشكل ينبئ بأن النظام إن لم تحدث مفاجأة كارثية هو على طريق العزلة النهائية التي هي بدورها بداية النهاية القريبة أكثر من أي وقت مضى .


د.نصر حسن
9 آب , 2006



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري..ورهان البقاء-3
- النظام السوري..ورهان البقاء
- من المسؤول عن هذا الجنون ضد لبنان ..؟!.
- من عسكرة القوة إلى عقلنة الثقافة
- لبنان ..وملامح الشرق أوسط الجديد
- النظام السور ي بين فقدان الأدوار وتناقض الخيار ..!
- الجولان من رهينة في زمن الأب إلى صفقة وصفاقة في زمن الإبن .. ...
- بشار أسد ...بانتظار الضوء الأخضرلنجدة المقاومة وتحرير الجولا ...
- لبنان ..تصفية مدنيين على طريق تصفية حسابات
- العلمانية الدين والدولة والمجتمع
- العلمانية في الوطن العربي بين واقع وطموح .2
- جبهة الخلاص الوطني ...مؤتمر لندن وآفاق المستقبل 1 .
- جبهة الخلاص الوطني ..تحريك أم تفكيك الإستبداد ؟.
- المعارضة السورية
- بشار ...ولحظة انهيار امبراطورية الفساد ...8
- لعنة ....اسمها الطائفية ..
- جبهة الخلاص الوطني...الخروج من نقطة الصفر
- الديموقراطية.. الثقافة ..السياسة ..واختلاط الفهم والمفاهيم
- اغتيال الحرية..اغتيال جبران تويني .. اغتيال الحياة .! .


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري في نقطة افتراق المصالح الإقليمية