أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ما أشبه اليوم بالأمس !..















المزيد.....

ما أشبه اليوم بالأمس !..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَة !!..
منذ ان حدث الطوفان في عراق جلجامش !...
وثارت ثائرة هولاكو والمغول وأشتد غضبهم على عاصمة الرشيد !..
وناقوس الخطر يقرع طبوله ، ليستعد سكان أرض السواد لتقديم قرابين الالهة من بنات حسناوات ،،،،وغلمان وجيد ! ..
فهي أرض لا ترتوي من ظمأ أزلي ، روضها الجبابرة العفاريت والمستأسدين على أرض الميعاد .. أرض العشق والخضرة والسمر والهيام !
التي ما برحت ترسل لبني البشر ، رسائل السلام والتسامي على الجراح والأهوال والنكبات ، وتقول ..بأن هذه الأرض ليس أرض الحرب والكراهية والتمزق والاقتتال !..
عاش على أرضها كل الأجناس والألوان والأديان !..
وأخذتها الالهة مقرا ومستقرا ، ومفرا وراحة وجنان !..
وأرسلت رسلها المقربون ، من هنا من هذا المكان ، وتقاطروا على بقاع المعمورة !...
لتنبأ بني البشر بأن الله وأبنائه وألهتهم ، كان مسكنهم ومكمنهم ومأمنهم ومنطلقهم ومقرهم ، هنا في بلاد ما بين النهرين !
الالهة ورسلها يسألون ؟ ..
لماذا تنشرون الموت والعذاب والخراب والكراهية يا بني البشر ؟..
وقد مُنِحْتُم الخلود الأبدي ، في جنان الأرض تتمتعون بجمالها وعبقها ، وتنعموا بخيراتها .. وتتعايشوا وتتحابوا على أرضها وفي أفيائها وسحرها السالب للألباب والعقول ؟...
لماذا ؟..
قبل عام وفي مثل هذا اليوم هزت بغداد زلازل مدمرة ، فتنقلب بغداد !.. ليكون عاليها سافلها من هول ما حدث في الكرادة !...
قد لا يمر يوم إلا والعراق يدفع بالضحايا ، وعلى طول العام ومنذ عقد ونيف !
الموت وصوره المرعبة بألوانه المتعددة وأساليبه ومبرراته اللاإنسانية واللاغية لكل شيء فيه حياة !!!؟؟ .. بسبب وبدون سبب !
والتفنن في عمليات النحر والحرق والإغراق والسبي والخنق والدهس والإغتصاب والسحل ودفن الأحياء ، والرمي من مناطق مرتفعة وغير ذلك من أساليب لا تمر على مخيلة الشياطين والساديين والفاشيين والوحوش الكاسرة والبهائم المفترسة !..
قبل يومين وِجِدَ شاب في مقتبل العمر ، طالب في أكاديمية الفنون الجميلة مقتولا وبحقد بربري أعمى ، بعد اختطافه ، ومن ثم تعذيبه وطعنه بطعنات عديدة ثم إطلاق الرصاص عليه ؟...
لا لسبب يذكر ! .. فقط كون هندامه وهيئته ولباسه وشعره لا يعجب من قام بفعلته الشنيعة !...
ولا يروق لهم نمط تفكيره وطريقة عيشه ؟!!..
بالأمس القريب قتل شاب في التظاهرات في مدينة النجف !.. لا لشيء سوى كونه يطالب بحق من حقوقه المغتصبة ، وهذا حق كفله الدستور ، والقوانين النافذة والأعراف والقيم الإنسانية والدولية !..
هذه وغيرها لم تكن الأولى ولا الأخيرة ، فقد تعود الناس على تلك المشاهد المرعبة !! ... وكما ذكرت قبل قليل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة !...
شاهدنا عشرات بل مئات الأحداث المشابهة ، ولأناس من شتى الشرائح والملل ، ومن مناطق مختلفة ، من المكونات والمذاهب والأديان ، وفي الغالب من أصحابي الرأي ومن رموز الثقافة والمعرفة ومن الفنانين والصحفيين والمفكرين ، ومن الناشطين المدنيين والسياسيين .
ولو تتبعنا خيوط تلك الجرائم ودوافعها والجهات المسؤولة عنها ، سنجد جميعها تستهدف القيم الديمقراطية والتقدمية ، وتستهدف المثقفين والناشطين والثقافة ، وجميعها تسجل ضد مجهول !؟..
ولم تتمكن المؤسسة الأمنية والعسكرية ، ولا السلطة القضائية والتنفيذية والتشريعية ، من الوصول الى الجنات ومعاقبتهم ، وسنورد بعض الأسماء التي تمت تصفيتهم وبدم بارد ، ولليوم بالرغم من مرور كل هذه السنوات لم يتم الكشف عن الجنات !...
هذه على سبيل المثال لا الحصر ، فهي قائمة طويلة من الضحايا المغدورين !..
المغدور الشهيد قاسم عبد الأمير عجام ، شخصية معروفة ، وكاتب ومثقف ، الشهيد كامل شياع مفكر ومثقف وسياسي وصحفي ، وأحد قادة الحزب الشيوعي العراقي ، تم اغتياله في بغداد وفي وضح النهار .
الشهيد وضاح حسن عبد الأمير، أحد قادة الحزب الشيوعي العراقي وعضو الجمعية الوطنية ، تمت تصفيته مع رفاقه ، حارسه الشخصي وسائقه في طريقه للقاء عائلته المقيمة في شقلاوة وعشية عيد الأضحى .
الشهيد نجاح حمدوش أبو ولاء من مدينة بعقوبة ، ناشط سياسي ووجه اجتماعي معروف تمت تصفيته قرب داره في بعقوبة .
الشهيد منير جبار ياسين أبو الياس ( أبو يسار) ، ناشط سياسي وكادر فلاحي من مدينة بهرز تم اغتياله أثناء توجهه إلى بيته من مقهى مجاور لبيته .
الشهيد المغدور عزت سليم رئيس مجلس الحكم .
الشهيد المحامي عامر لطيف أل يحيى وحارسه الشخصي ، رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات في محافظة ديالى ، تم خطفهم من مدينتهم بهرز ولم يتم العثور على جثامين هؤلاء حتى اليوم .
الشهيد ماجد نعمان إسحاق الصافي ونجله ، فقد تم خطفه وقتله في طريق بهرز بعقوبة ، وهو كادر شيوعي وعضو منظمة بهرز .
القاضي أسعد عبد الجبار حاج إبراهيم ، شيوعي ، تم خطفه أثناء خروجه من مجمع المحاكم في بعقوبة ، وتمت تصفيته ورمي جثمانه في مقبرة الشريف الرضي في بعقوبة الجديدة .
الشهيد رئيس مفوضية النزاهة الذي تم اغتياله ببغداد في شارع فلسطين .
والقائمة تطول ، ناهيك عن الذين تم خطفهم ولم يعلم مصيرهم لليوم مثل المغيب الشهيد الدكتور شاكر اللامي .
إضافة إلى سياسات الترهيب والاعتداءات المبرمجة وعمل منهجي ضد طيف واسع من أصحابي الرأي ، والمعارضين لنهج وسياسة التعصب الديني والطائفي .
وهذه الجرائم والأعمال الإرهابية المدانة ، يجب متابعتها والكشف عنها وعدم إهمالها أو التسويف وإغماض عيون القضاء تجاهها .
ويجب توثيقها وتبيان زمان ومكان الجريمة وحيثياتها ودوافعها ، وعرض كل ما تتوفر من معلومات بيد القضاء أو السلطة التنفيذية والتشريعية والجهات الأمنية ، ونشر ما يتوفر من معلومات الى الرأي العام العراقي ، ليطلع عليها ، ليطمئن الناس ، بأن هناك من يسهر على حياتهم وعلى أمنهم وسلامتهم .
ووضع كل تلك الجرائم أمام الرأي العام العراقي والدولي كونها تصفيات تصب في جرائم ضد الإنسانية .
وتعتبر تلك الجرائم ودوافعها وتلك الممارسات ، تصب في خانة التطهير العرقي والتمييز الطائفي والمذهبي والديني .
والتعتيم على تلك الجرائم وعدم متابعتها ، فهو طمس وتغييب للعدالة ، وإلغاء للقانون وتهديد لأمن الناس ولسلامتهم ، وهو إلغاء للدولة وللدستور والقانون وإلغاء للمواطنة ولحق الإنسان في الحياة ، ويعني سيادة لشريعة الغاب وبأننا في غابة تجول وتصول فيها البهائم والوحوش المفترسة ، التي ليس لها أي صلة بالجنس البشري ، ولتفترس ما يقع بين أيديها ، في بلد الحضارات الأول في التاريخ .
وأحد أبرز أسباب ما حدث وما سوف يحدث ، هي ثقافة الغلو والتطرف الديني والعنصرية والالغاء للأخر ، والتعصب الأعمى بأشكاله المختلفة .
استمرار هذا النهج وتكريس ثقافته ، والتراخي وعدم الحزم في تفعيل دور القانون وتحقيق العدالة وعدم التصدي له وبكل قوة ، ليشكل يشكل الخطر الأكبر والمدمر لحاضر العراق ومستقبله ومستقبل أجياله .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
4/7/2017 م
رثاء لضحايا العمليات الإرهابية الذين سقطوا في بغداد والمحافظات .
ولكل ضحايا الإرهاب في عراقنا الذبيح .
دَعاکَ الهَوی وَ اسْتَجْهَلَتْکَ المَنازِلُ
وَکَيْفَ تَصابي المرءِ و َالشَّيبُ شامِلُ؟
وقَفْتُ بِرَبْعِ الدّار ِ، قَدْ غَيَّر البِلی
مَعارِفَها ، وَ السّاريات الهَواطِلُ . النابغة الذبياني .
وقال احدهم :
نصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
وفي ختام القصيدة يقول :
وَما التَأنيثُ لاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ
وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ
يُدَفِّنُ بَعضُنا بَعضًا وَتَمشي أَواخِرُنا عَلى هامِ الأَوالي .
٠ تعليق



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثالث والأخير .
- إلى أين تسير قاطرة العراق ؟..
- إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثاني
- الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الأول .
- الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الثاني
- لا للعداء للشيوعية ولحزبهم المجيد .
- قلتها .. وما زلت أقولها إزرع ولا تقطع ؟..
- من يوقظنا من سبات وعينا وتحريك الساكن ؟؟..
- بغداد عاصمة الرشيد تموت وهي واقفة ؟..
- لرفيقنا عبدالواحد كرم .
- ألا فليسقط التأريخ .. ولتسقط الحقيقة ؟..
- في وصف غانية وحبيب العاشقين ؟..
- ناظم حكمت الشاعر والإنسان .
- ‘لى من بيده ناصية القرار وأحال العراق إلى ركام تنعق في سمائه ...
- لا وجود للدولة وهيبتها بوجود الحشد الشعبي والميليشيات الولائ ...
- لماذا يمتثل الشعب لإرادة الفاسدين ؟..
- أسماء ليس لنا سوى ألفاظها ؟..
- عش عزيزا موطني ... عش كريما موطني .
- لقوى شعبنا الديمقراطية والتقدمية الوطنية .
- رسالة مفتوحة !...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ما أشبه اليوم بالأمس !..