أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الله عبثي وزعيم حارة العبثيين.














المزيد.....

الله عبثي وزعيم حارة العبثيين.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 22:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيراً ما يتردد على مسامعنا مقولة المؤمنين الشهيرة أن الله خلق البشر لعبادته , وأنه خلق كلّ شيء لسبب ما , وأنه كلّي كل شي... والخ من التجميعات المفصومة منطقياً وعقلياً والموضوعة في هذه الشخصية الخيالية المسماة بالله ! ولكن وكالعادة , فإن حشر الأديان لأنفها بأمور لا تفقهها كالمنطق والفلسفة هي أوّل ما يسقطها أرضاً وينسف وجود الإله من أصله الى جانب نسف وجود الميتافيزيقيا المصاحبة له.

وعبثية الإله الإبراهيمي تتجلى لنا في عدّة أمور وصفات وخصائص , ومن هذه الخصائص هي خاصيّة الحكمة من الخلق , والغاية من الحياة برمّتها.

حيث نعلم نحن اليوم كبشر أن لكل شيء نفعله غاية وسبب وهدف , فالموظف يعمل ليحصل على المال في نهاية الشهر ولينجز أموراً إدارية معينة , والمهندس يعمل ليبني البنية التحتية والبنايات وغيرها من الأمور , والفنان ينتج الموسيقى والأفلام واللوحات ليشعر بالكمال والفخر في عمله ذاك ولغرض تسلية الناس أيضاً , فجميعنا نقوم بأمور لغايات في ذاتنا ولأسباب وأهداف نريد تحقيقها للشعور بالإنجاز والكمال في نواح الحياة المختلفة لكوننا بشر قاصرون وناقصون.

ولكن ما أن نسقط هذا المنطق على الإله كما تفعل الأديان , لظهرت أمامنا مصائب ضخمة وعميقة تضرب الدين ووجود الإله نفسه في مقتل...فلو كان لله غاية في الخلق ألا وهي "عبادته وتمجيده" كما تدعي الأديان , فهو في هذه الحالة خلق وصنع واستحدث الكون بأكمله لتلبية تلك الغاية ألا وهي حاجته للتمجيد من قبل الآخرين , وهذا ما يقضي تماماً على ألوهيته , فالإله من المفترض أن يكون كاملاً منزهاً متعالياً لا يوجد لديه أيّة غاية ليحققها فهو كامل كلّي كل شيء ! ولو خلق بعوضة واحدة , فهو في هذه الحالة سيقع في مأزق النقص والحاجة مهما كانت تلك الحاجة أو الدافع والحكمة التي دفعته ليخلق البعوضة , فهو لو كان كاملاً حقاً لما خلقها , ولو خلقها لما تحققت فيه صفة الكمال , وهو في هذه الحالة كالبشري الناقص , يقع تحت حاجة إثبات الذات ووضع الغايات والأسباب لأفعاله.

ولكن لو قال أحدهم أنه كامل ولا يحتاج لسبب ليخلق شيء ما أو لا يوجد سبب ليدفعه نحو الخلق , فهو في هذه الحالة سيقع في مأزق العبثية , فالكامل كما قلنا لن يحتاج لإثبات أي شيء أو خلق أي شيء لأي سبب كان , فهو كامل منزه بذاته لا يحتاج لغاية أو هدف أو سبب ليفعل أو يخلق , ولو قام بأي خليقة كانت , فهو في تلك الحالة عبثي يقوم بالأمور اعتباطياً دون أي حكمة أو هدف ولا يمكن لإله أن يرتدي ثوب العبثية.

وأضيفوا على هذا أنه لو خلق شيئاً ما لغاية أو لحكمة معينة , فهذا أيضاً عمل عبثي , حيث أنه مثلاً رأى الحكمة من نتيجة خلق فيل ما في غابات الهند , ولكن هذه النظرة أيضاً تضعه في مأزق , فهو في هذه الحالة عاجز عن الوصول للحكمة المرجوّة من خلق الفيل , إلّا بخلقه لذلك الفيل , أي أنه لم يستطع الوصول للحكمة المرجوّة من وجود ذلك الفيل إلا بخلقه له , وهذا ما يضعه في موضع العاجز أيضاً , فلو كان كلّي القدرة لوصل للحكمة دون الحاجة لخلق الفيل من أساسه , ولو كان يستطيع الوصول اليها بسهولة ولكنه قرر خلق الفيل على أي حال , فهذا أيضاً قمّة في العبثية والإعتباطية والعشوائية.

فقضية الخلق والغاية الإلهية والحكمة وصفات الإله المطلقة , فيها الكثير والكثير من التناقضات التي لم يضعها صانعوا الأديان في الحسبان , وهذا ما يدل على صناعتهم لهذه الخرافات لتسيير العوام كالقطعان وراء الحاكم لا أكثر , فما أن يعقل شخص ما هذه التخريفات الدينية , ستسقط أمامه الأديان وخرافاتها كبرج من أوراق اللعب.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة العصر الذهبي الإسلامي.
- عقيدة وفكر الجهاد يضرب الإسلام في مقتل.
- قصر معرفة الاله بطبيعة البشر المتعددة.
- مهزلة السببية كمان مرّة.
- الله يضل !
- أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.
- انتقادات واضحة لجرائم حماس الفاضحة.
- حقائق فاضحة عن الإحتلال التركي للأراضي السورية.
- الصلاة والدعاء إهانة لله !!
- سخافة منطق الثواب والعقاب.
- موقف القرآنيين.
- من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!
- كذبة انقاذ الدولة العثمانية لأيرلندا أثناء المجاعة عام 1845 ...
- هل القرآن محرّف ؟ الاجابة نعم...وإليكم الأدلّة.
- هل كان محمد (رسول الإسلام) موجوداً ؟ وهل كان شخصية تاريخية ح ...
- الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.
- إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...
- وهل كان ستالين ملحداً ؟ نظرة في الديانة الستالينية.
- حل القضية الفلسطينية باختصار.


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الله عبثي وزعيم حارة العبثيين.