أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كفاح جمعة كنجي - في التاكسي بين السليمانية ودهوك














المزيد.....

في التاكسي بين السليمانية ودهوك


كفاح جمعة كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 22:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صيف 2017 عدت من السليمانية الى دهوك في سيارة تاكسي، كنت في صف الشوفير/ السائق ومعنا طفلين وشاب من حلبجة في مطلع العشرينات من العمر.
الطفلان حين استقلا السيارة انحنت أمهم امام شباك السيارة والقت نظرة على من في السيارة وتوجهت إلي:
ـ (كاكا ئه م هه دردو منال آمانه ت له كه ل تو تا دهوك.) كاكا الطفلين امانتك الى ان تصلوا لدهوك. ابتسمت لها وقلت به سه رجاوه م./ على عيني.
الطفلان بنت وشقيقها دون السابعة من العمر انتبها لحديث أمهم معي بتمعن وعمق.. من حسن حظ الطفلين إني أجيد الحديث باللهجة السورانية ..
سألت الطفلة عن اسمي وسكني ومهنتي واولادي وووووعشرات الاسئلة الاخرى. جلبت انتباه الشاب إحدى إجاباتي باني مقيم في المانيا من سنين عديدة. في لحظة توقف الطفلة عن الاسئلة دخل الشاب وسألني عن طريق يفضي لأوروبا عبر التهريب.
ـ قلت له الطرق عديدة.. وهذا ما نعرفه من الاعلام.. الا أنني لا علم لي بطريق محدد. ولا أعرف احدا ممن يعملون في هذا المجال.
الطريق بين السليمانية ودهوك يزيد على الأربع ساعات ..
والطفلان كانا على طول الطريق يتحدثان معي بعذوبة كبيرة وبعفويه صادقة.. مرقت من امامنا سيارة لاند كروز رباعية الدفع بسلندراتها الستة اجتازتنا وخلفت في آذاننا صوتا مزعجاً عغغن عغغغنعوووع. لمح الشاب الذي معنا ركابها.. وحين تجاوزتنا قال :
ـ هؤلاء هم سلفيين بالله آني اعرفهم واحدا واحدا.. الله يحفظهم. تذكرت بعد دعاء الشاب إن ركابها كانوا بلحى طويلة وكثة..
واصل الطفلان طرح اسئلتهما وانا أجيبهم.. وكان السائق والشاب يدخلان في الحوار معنا في أوقات كثيرة. وحين وصلنا مدينة عقرة توقف السائق.. اعتقدت انه توقف للاستراحة
.. وما ان اطفأ المحرك حتى قال :
ـ هذا جامع تفضلوا نصلي صلاة الظهر. ترجل الشاب وبقيت في السيارة.. اعاد الشاب والسائق معا طلبهما بالنزول معهم للصلاة.
اجبتهم ان صلاتكم لا تشلمني للأني لست مسلماً.. انا إيزيدي.!!!! ابتعدا عن السيارة بسرعة !!! وتوجها للجامع دون ان ينبتا بكلمة أخرى .. حين عادا ساد صمتاً رهيباً في السيارة..
وبعد ان قطعنا مسافة قاربت النصف ساعة دون اي حديث. انبرت الطفلة بعفوية بالغة وسألت:
ـ كاكا لو قسه ناكه ن وه ك بيشان،؟ لماذا لا تتحدثون كما قبل؟ ..
اجبتها يبدو ان الأحاديث انتهت بعد التوقف في عقرة.. لا تهتمي انا سأتحدث معك الى ان نصل الى دهوك كرر الطفل سؤال شقيقته ذاته للشاب والسائق.. لكنهما تعذرا بالتعب من الطريق. قلت مع نفسي احبائي الصغيرين.. لن تستوعبوا الاسباب حتى إن شرحتها لكم الان.. لأنكم مازلتم لم تتلوثوا بهذا الجو المقيت والأفكار المسمومة الذي تفصل الناس وتصنفهم الى كافرين ومؤمنين..
نعم احبائي هؤلاء سكتوا لأنهم يعتقدون ان الايزيدي كافر.. وللأسف اعدادهم في كوردستان تزداد وتكثر.
وصلنا دهوك طلب مني السائق ارشاده للجهة التي اقصدها ليوصلني اولا.. فرفضت فوراً. وسط دهشتهِ وتعجبهِ وقلت له ان أم الطفلين اودعت هذين العصفورين أمانة معي وليس في ذمتك.. وأنت سمعت هذا من فم الام.. أوصل الطفلين اولا ثم سأرشدك الى مكاني.
كان هذا الكلام وحده رداً رادعاً على صمتهم بعد الصلاة واصابهم بالصمم من جديد رغم ملحتهم على ايصالي اولا ورفضي القاطع لذلك.. نعم أحبائي الصغيرين.. اتمنى لجيلكم ان يعيش بنقاء وصفاء دائمين مع بعضه البعض دون الالتفات لخلفيات " الآخر البغيضة والمحتقرة" كالدين والمذهب وووو ونعيش معاً في كوردستان كمواطنين وبشر اولاً وقبل كل شيء.


تموز 2021



#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد زيارة رئيس حكومة كوردستان ؟؟
- هذولاك الرماد اللي على الشوارب اخي العزيز !!
- كورونا والمسنين
- محطات قبل الستين من العمر
- مابعد الصواريخ الفاشوشية ومصرع سليماني:
- بيان تضامني
- في ذكرى إندلاع الحرب العراقية الايرانية ١٩٨ ...
- بين السرية والعلنية والبوح بالحقائق للتاريخ
- رد على لقاء مع لبيد عباوي
- رد على لقاء مع لبيد عباوي.
- كان لكم ممو خائن في أربيل وكان لنا ممو خائن في مراني بهدينان ...
- من اوراق انتفاضة آذار 1991
- برنامج انتخابي لتطوير الحياة السياسية والاقتصادية في اقليم ك ...
- بين زمنين في بعشيقة وبحزاني!!
- احلامنا الكوردستانية
- كابوس آخر من العراق / شقيقي المخطوف والحيوانات غير الأليفة
- عدالة كوجك حسين
- حين غنينا ورقصنا مع عمال من البرازيل في قلب ألموصل
- لدغة افعى ل ابو ناتاشا و-عيادتي- في حمبس*
- ذكريات انصارية


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كفاح جمعة كنجي - في التاكسي بين السليمانية ودهوك